الفن بكل أنواعه ماهو إلا رسالة جمالية يحاول ويجهد الفنان أن يوصلها الى الجمهور, فأذا ما خلا هذا الفن من تلك الرسالة الرائعة سيفشل في أيصال رسائلهُ الأخرى منها ..الأنسانية والعاطفية والوجدانية, لذلك أقتضى المحتوى الفني أن يملك أهم عنصر من عناصره المتعددة, وهو الجمال بكل قيمه وتجلياته
تشكل الفنانة والمطربة اللبنانية( إليسا) ظاهرة فنية وغنائية رائعة لأحتوائها على قيمة جمالية وهذه القيمة ليس فقط شكلية وإنما هي تتكون من عدة عناصر وعوامل تمتلكها الفنانة , تدعم هذه الصفة منها الرقة في السلوك , والعذوبة في الصوت ,وأنوثتها الساحرة وثقافتها التي تعطيها القدرة الرائعة في التصرف بكل هذه العناصر لما يؤهلها من التمكن في تجسيد حضورها الطاغي كفنانة في وجدان الجمهور , وهذا يُعد من أهم مميزات الفنانة حتى يكون لها ذلك الحضور طاغي في مخيلة الجمهور, كأن نستمع لها من خلال السي دي أثناء قيادتنا للسيارة ,أو حين يكون أحدنا في مكانٍ ما,فحين نستمع لهذا الصوت سوف تحضر صورة الفنانة الجذابة من خلال حضورها الطاغي في مخيلتنا التي حفظت صورتها نتيجة هذا التجسيد المتمكن والمؤثر في أداء أغانيها, والذي أعنيه ما تشكلهُ الفنانة من ظاهرة مهمة ومؤثرة في وجداننا كفنانة لها بصمتها المهمة في الساحة الغنائية والفنية العربية
النقطة الأخرى التي تجعلني أُكد على أن الفنانة (إليسا) تشكل ظاهرة غنائية وموسيقية مهمة تستحق الدراسة والأحتفاء بها, هو أن لو كان تأثير (إليسا) فقط من خلال الصوت دون غيره من العناصر والقيم الجمالية الأخرى, لماذا لاتؤثر باقي الأصوات النسائية الأخرى نفس التأثير وتحظى بنفس مساحة الأنتشار الذي تمتلكه إليسا رغم وجود أصوات أخرى جميلة ورائعة. وأذا كان حضورها فقط بسبب كونها أمرأة جميلة , أيضا الساحة الفنية العربية مليئة بالفنانات والمطربات الجميلات .. أذاً هناك عناصر وقيم جمالية أخرى تواجدت في هذه الفنانة جعلت لها  مساحة تأثير كبيرة في الجمهوروالتي ذكرتها في بداية مقالتي , لذا الفنان وخصوصا المطرب هو مجموعة عناصر وقيم جمالية وسلوكية تشكل لهُ حالة حضور مؤثر في وجدان الجمهور
والتوقف عند عناصر الحضور لدى الفنانة (إليسا) لا يعني نجاح تجربتها ووصولها الى هذا المدى التي أصبحت تشكل فيه ظاهرة فنية ملفتة للنظر هو يأتي دون العناصر والعوامل الأساسية الأخرى في نجاح هذا الفنان أو هذه الفنانة وأنما عوامل وعناصر الحضور من صوت جميل وأحساس رائع وأنوثة مفرطة بالرقة والجمال الجذاب يضاف لها وجود العناصر النجاح الرئيسية والمهمة التي تشكل أضلاع الأغنية وهي ( أولا..الكلام الجميل ,ثانيا.. اللحن الناجح والمتفرد ,ثالثا.. التوزيع الموسيقي الذي يضرب مع نبضات القلب والروح).
 الملفت في النظر أن أغلب أغاني الفنانة إليسا مميزة تناسب هالة الحضور التي تتميز بها, اي نجد حالة من التناغم والأنسجام مابين عناصر التي تشكل الأغنية والعناصر التي تشكل حالة الحضور الجمالية التي تتميز بها الفنانة إليسا, لذلك تجد في أغلب ألبوماتها خصوصا ألبومين عامين 2012 و2013 تكاد تكون أغلب أغانيها تمتلك نفس عناصر النجاح المميزة من (لحن جميل وكلمات عذبة وتوزيع موسيقي يغطي مساحات تصويرية للكلمات) هذا النجاح يساهم فيه الشعراء والكتاب الذين تتعامل معهم إليسا , الذين يجيدون أقتناء الكلمات والصور الشعرية التي تخلق هذا الجو أو الثيمة الرومانسية والتي تغطي أكبر مساحة ممكنة من مخيلة الجمهور حيث أن هولاء الشعراء والكتاب المبدعين يجيدون في صياغة أجمل الصور لقصص رومانسية ووالوجدانية كلنا نمر بها إنهم يكتبون أحساسنا ووجعنا وهيامنا  في فلك العشق,ليأتي بعد ذلك دور الملحنين الذين  يستنبطون أعذب النوتات الموسيقية لرسم تلك المفردات من خلال هذه النوتات والجمل الموسيقية وتجسيدهم الرائع لفضاءات هذه الكلمات فهو يخلق حضور موسيقي , والعنصر الأخير المهم في نجاح الأغنية هو التوزيع الموسيقي الذي أهميته لاتقل لدى الفنان المحترف عن الكلمات واللحن , فكلما كان التوزيع يغطي أكبر مساحة ممكنة من ما تعنيه الكلمات والألحان كان تأثيره يفوق مستوى السحر فالروح تعشق الأيقاع وتطرب معه وتطير بالفضاء كلما عانق هذا التوزيع ولامس مشاعر المستمع لهذا نجده من دون شعور يرقص ويتمايل جسده مع حركة الأيقاع واين تجدهُ يضرب ويوقع ويوزع نغماتهُ, وقد رأيت في أكثر من مرة كيف أن توزيع أغنية (أسعد وحدة)  يفعل هذا الفعل الساحر في جسد المستمع لها
كل هذه العناصر مجتمعة من .. حضور مؤثر للفنانة (إليسا) وأختيار ناجح وموفق للكلمات والألحان وتوزيع الأغاني يتطلب توفر عنصر آخر مهم لنجاح تجربتها وجعلها مؤثرة في الساحة الفنية , وهو تواجد تراكم ثقافي واسلوب وأستايل حياتي ناجح ساهم في خلق شخصية ناجحة ومؤثرة تستطيع أن تختار ما يصلح لتجربتها ومسيرتها الفنية وتحسن التصرف كنجمة وفنانة تترقب وتتابع أخبارها اعداد هائلة من الجمهور , أذ أن الفنان دون ثقافة ووعي موسيقي وحياتي لايستطيع أن يرسم له أفق للنجاح ويستمر في هذا النجاح من مرحلة الى أخرى,لذلك النجاح يشكل أول المشوار ولكن كيف يستمر هذا التألق والنجاح في مسيرة الفنان أذ لم تتوفر كل العناصر والقيم الجمالية والعوامل الأساسية الأخرى التي تساهم في تعزيز هذا النجاح ومن بينها أمتلاك الأحساس الفاعل والمؤثر أثناء أداء هذه الأغنية أو تلك, وأعتقد الأحساس الصادق والمؤثر يشكل من العوامل والعناصر المميزة التي تمتلكهُ وتتميز به الفنانة (إليسا) أذ يشكل عنصر الأحساس لديها هالة جمالية مدهشة .. إليسا لديها قدرة مذهلة في القدرة على صياغة كلام الأغنية والموسيقى من خلال هذا الأحساس العالي ورهافتهُ  بحيث تنقلنا الى الجو المراد أن نعيشه في أغانيهامن خلال امتلاكها تلك الشفافية والأحساس العالي, لذلك كانت ولازالت الفنانة إليسا هي ملكة الأحساس وصاحبة أعذب صوت غنائي نسمعهُ أضافة الى حضورها الطاغي من خلال هالتها الجمالية المتجددة