18 ديسمبر، 2024 8:35 م

الفلوجه بين كذبة داعش  وقذائف الهاون والحقيقة

الفلوجه بين كذبة داعش  وقذائف الهاون والحقيقة

تتعرض الفلوجه الى حصارها الثالث  خلال عقد واحد من الزمن حيث سبق لها وان تعرضت لحصار ومعركة بين قوات الاحتلال الامريكي وأهالي المدينه عرفت بمعركة الفلوجه الاولى وقد ارعبت المحتلين بنتائجها ومقاومة اهلها مما جعلهم يخططون  ويعدون العده لحرب اخرى ضد المدينه كانت تهدف الى  اركاع اهلها وإخضاعهم لسلطة الاحتلال لهذا شن الاحتلال معركة ضارية بكل ما تعنيه كلمة البطش من استخدام للقوه الغاشمة  وكان الفسفور الابيض والأسلحة الكيمائيه شاهد على بطش الاعداء راح ضخيتها الاطفال والنساء والرجال  ولا زال مستشفى الفلوجه يسجل شهادته على الجريمه  على الرغم من مضي عقد على استخدامها . اما اليوم فهي تتعرض لحصار  ثالث ونزوح ثالث وتهجير ورعب  وربما لمعركة ثالثه فمنذ ما يقارب الاسبوعين والفلوجه وكذا مدن الانبار الاخرى تحت الحصار وقذائف الهاون تتساقط على  الاهالي ومنازلهم لتهجر المدنيين وترغمهم على ترك مدينتهم التي احبوها وأحبتهم  ليهجروها مرغمين بعد ان ارعبت اطفالهم القنابل وأصوات القذائف التي حرمتهم من اللعب  في باحات منازلهم بع ان حرمتهم من الذهاب الى مدارسهم  وحصار الجنود الذي حرمهم من مشاهدة اطفال العالم وهي تحتفل بميلاد سنة جديدة  وتحولت الصعادات في مدن العالم الى قذائف فوق رؤوس الاطفال  في مدينة الفلوجه وبدلا من  صوت الاجراس  كان لأزيز الرصاص موقفا اخر الا وهو الدم والدمار والخراب  ازاء هذا المشهد باتت الفلوجه تحت تأثير الاعلام والإعلام المضاد  وقد انقسم الاعلام بين مراوغ ومخادع وبين ملتزم وأخر منهزم  وقسم ثالث لاذ بالصمت مكتفيا بالتفرج او التشفي من هذا الطرف او ذاك ناسيا بان مهمته الاعلامية هي انسانيه وأخلاقيه قبل ان تكون مهنه احترافية لأنها تتعامل مع الكلمه  وأنبل الكلمات هي الكلمات الصادقة التي تسعى في صدقها لنقل الحقيقة وقولها دون خوف او كلل وان يكون الاعلامي هو الرقيب والضمير الناطق والمعبر عن صوت المظلومين  وأمينا على  حقهم فمدينه الفلوجه واحده من المدن التي  جعلت من ساحات الاعتصام السلمي  فضاء حر لإيصال صوت المعتصمين سلميا والمطالبة بحقوقهم التي اقرها الدستور رغم تحفظ هؤلاء المعتصمين على بعض ما ورد في فيه لكن مع تحفظهم او رفضهم له إلا انهم تعاملوا بمنتهى الديمقراطيه عندما احترموا رأى الاكثرية بما رافقها من عمليات مشكوك فيها  وشاركوا في الانتخابات للدورات الماضيه وجعلوا من انفسهم ومدينتهم جسر للعبور باتجاه الوحدة الوطنيه وتعزيز التلاحم بين مكونات الشعب  وما ان بداء الحراك قبل عام وما رافقه من الاعتصام السلمي والجمع الموحده  إلا وكان للفلوجه صوت  ينادي بالوحدة موازيا للصوت المطالب بحقوق المعتصمين  وبدلا من ان تستجيب الحكومة الى مطالب المعتصمين استباحت ساحة اعتصام الفلوجه  وراح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى  بنيران الجيش وعلى مرأى  ومشاهده الجميع  ولازال اهلهم ينتظرون نتائج اللجنة التحقيقه او تعويض ذوي الشهداء او الاعتذار منهم على اقل تقدير لكن لم يحصل شيء لا من هذا ولا من ذاك وبالرغم  من ذلك استمر الفلوجيون في سلمية  اعتصامهم مركزين على مطالبهم المشروعه التي لم يشك في شرعيتها عاقل ولم يجادل فيها حكيم او رشيد وجاءت الاحداث الأخيرة  التي لازالت مستمرة وعسكر الجيش حول ثغور المدينه وفرض حصار عليها بحجة حظر التجوال ثم بدأت قذائف الهاون والأسلحة  الاخرى تتساقط على المدينه  وأهلها مما اجبر اهلها على النزوح منها صوب  القصابات والمحافظات الاخرى وباتت المدينه مهجورة من اهلها مرغمة   وإزاء هذا الوضع قرر وجهاء المدينه من شيوخ عشائر ووجهاء ومثقفين وفتية احبو مدينتهم ووطنهم تشكيل قوات شعبيه لحماية الاحياء  والممتلكات العامه  داخل المدينه الا ان هذه القوات الشعبيه اغاضت الكثير على الرغم من وطنية هدفها ونبل غايتها   والتي كان جل اهتمامها  المحافظه على الوضع العام  في المدينه فبدلا من يشد ازر هذه المجاميع الشبابيه  بدأت  التهم تنهال على المدينه وأهلها ومن اكثر من جهة رسميه بحجة إيوائها تنظيمات داعش الا اننا نجزم للجميع بان ليس من اهل المدينه من يعرف تنظيمات داعش وليس من المدينه من يتعامل مع داعش  او يؤويها او يمدها لان اهل الفلوجه  على دراية تامة بان داعش هيه صناعه جديده لم يتم تداولها بعد يعرفها باسمها الذي صنعها وروج لها وسهل هروب افرادها ومن يعرف عدد اعضائها وأماكن تواجدهم وقد اطلع  الجميع على تصريحات السيد وزير العدل لقناة الرشيد وماذا قال عن داعش ولماذا تم تسهيل هروبهم ثم جاء تصريح محافظ الانبار حين يقول بأنه يعرفهم بأسمائهم وأشكالهم وأماكن تواجدهم  وعددهم وعدتهم  اليس هذا يعني بأنه اما ان يكون واحدا منهم او قائدهم او صانعهم اليس هي ذات المعلومات وذات العدد الذي ذكره دولة رئيس الوزراء  اذا كان كل هؤلاء السادة يعرفونهم بالإعداد وبالأسماء ويعرفون اماكن تواجدهم اليس من حقنا ان نحملهم مسؤولية ما جرى من  تسهيل هروب  هؤلاء وكم من بريء تم اعتقاله بحجة البحث عن الهاربين وكم عمليه وانتشار امني رافق ذالك الهروب المخطط له ثم من يقوم بتسهيل هروبهم يقينا سيقوم بتكليفهم بالانتشار ويحدد اماكن تواجدهم ويعرف معرفة المتيقن عددهم وأسمائهم خلاصة القول ان الموضوع مرتب ومخطط له ربما لغايات انتخابيه او لاتفاقيات اقليميه ليس ايران وسوريا ببعيدة عنها ابدا وبعض الاطراف الاخرى دون ان ابريء ممثلي المحافظات الست  لكن اطمئن الجميع من ابناء العراق بشرقه وغربه شماله وجنوبه ان  اهل الفلوجه  ليس من اللذين  يساومون على كرامتهم ولا على وطنهم ولا على اهلهم  وإنهم قد كشفوا اللعبه مبكرا لهذا تراهم  مؤمنون بعدالة قضيتهم وصدق مطلبهم واثقون  من تحقيق غايتهم  بالمحافظة على مدينتهم وأهلهم دون ان  يساموا على وحدة وطنهم وعراقيه جذورهم   . ان القصف العشوائي من قبل  القوات الامنيه على اهالي المدينه جعل من سكانها جميعا متوحدون متراصون لا يساومون على حقهم ومصرين على تفويت الفرصه لمن يريد النيل من المدينه وقد عادت هذا اليوم  الحياة الطبيعيه الي الشارع الفلوجي  ومارست  بعض الدوائر عملها وسط تشجيع ومباركة الاهالي وشد ازر بعضهم ببعض   ان ما نتمناه هوا عطاء فرصه لمنطق الحق وقوته  وعدم الاعتماد على حق القوه  وبالمقابل تدعوا وسائل الاعلام كافه الى  دخول المدينه والوقوف على حقيقة الامر بدلا من  النقل عبر وسطاء وكل من هؤلاء يغني على ليلاه وليلى  الفلوجيه غادرت المدينه من جراء القصف على بيتها وسقوط ولدها شهيدا  .
[email protected]