18 ديسمبر، 2024 7:16 م

الفلوجة : من المآذن الى المداخن

الفلوجة : من المآذن الى المداخن

ان المتأمل في خطب رئيس الوزراء نوري المالكي الاخير 29 / 1 / 2014 ليجد العجب العجاب ويقف برهة من الزمن في استغراب فالتناقض فيه واضح كوضوح الشمس ,  – والشمس لا تحتاج الى قصد وبرهان – فقد قال المالكي بالحرف وهو يتكلم عن مجازر الفلوجة  ” ان اهل الفلوجة مغلوب على امرهم , وهم لا يرضون بهذه العصابات ”  وسلمنا جدلا بهذه الفرضية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بل يواري نفسه التراب خجلا : اذا كان اهل الفلوجة لا يستطيعوا فعل شي لهذه الجماعات المسلحه ( على حد زعمه ) فعلام هذا القصف العشوائي الذي لا يميز بين مسلح ومجرد من السلاح – إلا سلاح الدعاء – متسببا في نزوح اكثر من 65 الف شخص من مدينة الفلوجة والرمادي حسب ما اعلنته مفوضية غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة موضحة ان عملية النزوح هذه هي الاكبر من نوعها ولم يشهدها العراق منذ اندلاع العنف الطائفي في البلاد  2006 – 2008 .
ان العقل السليم ليتساءل بحيرة ومتعجبا : اذا كان اهل الفلوجة  ” مغلوب على امرهم ” كما عبر المالكي أيجدر بحكومة المالكي ودباباتها وخيلها وخيلائها ان تسلط حمم الصواريخ التي لا تعطف ولا ترحم على مدينة الفلوجة وغيرها من المدن لتحولها الى مدن اشباح منكوبة . أهكذا يقتل الامنون من شيخ  وعجوز وصغير وطالب ومعلم دون ذنب اقترفته ايديهم الا ان جاء بهم القدر الى مدينة المساجد دون جريرة ارتكبوها باعتراف المالكي نفسُهُ .
أهكذا تذهب ارواح العراقيين وتتلقفها المنايا من كل حدب وصوب فتارة من الجماعات المسلحه وتارة من الميلشيات الحاقدة وتارة من التعذيب الممنهج في سجون الحكومة وأخرى من مفخخات تخبئها لهم الاقدار .
واليوم جاء دور الحكومة العلني لتأخذ نصيبها من دماء العراقيين وتدلوا بدلوها في هذه القضية , ولكن اي دلو هو لا يشبع ولا يرتوي ولا يمتلئ ولربما استساغ طعم هذه الدماء اولا , وثانيا : فهي رخيصة لا تكاد تقدر بثمن , ومعروف لدى العراقيين ان الرخيص حلوا ولو كان مرا .
والواضح ان دور الحكومة كبير فهي تستخدم وتسخر امكانيات العراق وثرواته لقصف اهله وترويعهم وتهجيرهم بحجة وجود مسلحين في هذه المدن . فما اسهله من طريق اختاره المالكي وحكومته بعد ان انسحبوا من المدن وتركوها للمسلحين ( على زعمهم) وقفوا على حدود المدن ليبدأ مسلسل القصف العشوائي على غرار المسلسل السوري الممتد من ثلاثة سنوات والواضح ان هؤلاء الممثلون ( بشار – والمالكي ) عندما يحتارون في معالجة اخطائهم وتصحيح مسارهم يلتجئوا الى اسهل الطرق وهو قصف المدن وتدميرها , والواضح ايضا ان التعليمات واحدة والتنسيق واحد وكذلك الاخراج واحد والسؤال الاهم من هم المخرج ؟؟