23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

الفلوجة .. رواية لمدينة غير محظوظة .!

الفلوجة .. رواية لمدينة غير محظوظة .!

الفلوجة تقع غرب بغداد بـ ( 65 )  كم وشرق الرمادي بـ ( 46 ) كم وهي احد اهم اقضية محافظة الانبار اسم ( الفلوجة ) في العربية يعني الانشطار والانفلاج اذ ان موضعها تنفلج فيه ضفة الفرات وهو معرب عن اسم موضع قديم جاء في اللغة الاكدية ( بلوكاتو ) أو ( فلوقات ) ان صح القول كما ورد اسمها في المصادر الارامية باسم (بلوكتا) وكان يتفرع من الفرات عند الفلوجة – نهر الملك –  أو نهر ملكا الوارد ذكره في المصادر البابلية باسم ( نارشاري ) ومعناه نهر الملك وذكره البلدانيون العرب وموضع هذا النهر اسفل نهر صرصر بثلاثة كيلو مترات ويصب في نهر دجلة جنوب المدائن بكيلومترين , تاريخ الفلوجة يرجع الي عصور قديمة اذ يتوزع بين جنباتها وربوعها ( 83 ) تلا وموقعا اثريا وتتراوح ازمانها بين العصر الكيشي 1600 ق.م والعصر الآشوري 911 ق.م والعصر البابلي الحديث 625 ق.م – 539 ق.م وفترات الاحتلال من 539 ق.م وحتي 636 ق.م والعصر الاسلامي 636م- 1700م…
وذكرت المعاجم العربية وكتب التاريخ مدينة الفلوجة اذ قال عنها ياقوت الحموي في معجمه (من فلايج السواد وقراها الفلوجة) اما الطبري فاشار اليها في حوادث عام 12 هـ – 633م.
والفلوجة الكبرى والصغرى قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التمر(شثاثة) ويقال الفلوجة العليا والفلوجة السفلي وفيه سمي موضع علي الفرات- الفلوجة- ومن اهم التلال الاثرية ، تل الاحمر –  تل رمح – تلال الانبار- تل الصخرية – تل الصفوك – تل طوبية –  تل العجارية الكبير- تل المحمودي -تل المعارف – تل الشهابي ,
وتاريخ الفلوجة ثري بتصدي اهلها للغزوات والاعتداءات الاجنبية فقد تعرضت لعبث العجم الذي جاء بهم الشاه عباس حتي تمكن اهلها من طردهم واسر من تبقي منهم وسلم بفدية فيما بعد اضافة الي نضالها ضد الهجمات الاجنبية الشرسة منذ العقد الاول من القرن العشرين حين اشتبك اهلها مع قوات الاحتلال العثماني وفي سنة 1917 هاجمها الانكليز وتصدي اهلها للقوات البريطانية بمعارك ضارية وكرر البريطانيون محاولاتهم لاخضاع اهل الفلوجة عام 1918 بشن هجوم كبير اشتبكوا فيه مع اهلها في قتال ضارٍ ومرير قامت به القوات البريطانية بعد هزيمتها بجرف بيوت الفلاحين , من النواحي والقصبات المهمة التابعة للفلوجة – الكرمة – الصقلاوية – العامرية وقري النعيمية والازركية والجغيف والجبيل والحراب والحصي والكيفية والنساف , أما احياؤها القديمة والجديدة فهي حي المعلمين والشرطة والنزيزة والجمهورية والضباط ونزال والاندلس والجولان وطعس نعومي والحميدية والعسكري والشهداء الاولي والثانية والصناعة والجغيف والسكك والثرثار وماؤها العذب وارضها المطوقة بالمزارع والنخيل وحقول الحنطة والشعير والذرة ومراعي كبيرة لتربية العجول والاغنام، ولهجة اهل الفلوجة ( المركز) قريبة من لهجة اهل الكرخ في بغداد ولهجة المناطق القروية فيها مطابق للهجة اهل الرمادي , ولو احصينا عدد المآذن والمساجد فيها لفاتنا الكثير لكنها تبزغ شامخة من بعيد يرفرف الطير فوق احواض المآذن ,
وأهل الفلوجة يتمسكون بالتقاليد العربية الاسلامية التي ورثوها من آبائهم واجدادهم لكنهم يتآلفون مع الغرباء حتي ينصهر الغرباء بينهم ومن العشائر التي تسكن الفلوجة زوبع والبوعيسي وهما عشيرتان كبيرتان من عشائر شمر والمحامدة والجميلات واللهيب والعبادلة وعنزة والجبور والعبيد والجنابيين والعانيين والراويين والكبيسات والهيتاويين والبوفهد والحلابسة والبو علوان وخفاجة والصبيحات والفلاحات والبيات وافخاذ متفرقة من الدليم والكرابلة والمشاهدة وربيعة وعشائر اخرى ,