الانتصارات الاستراتيجية المتحققة في تحرير مدينة الرمادي التي تبعد ١٠٨كم من مدينه بغداد ، من سطوة الارهاب الداعشي جاءت لتعطي رسائل مهمة على المدى القريب ، فما بين الفلوجة ٢٠٠٦ والمعركة المرتقبة لتحريرها باتت راس حربة للارهاب والحاضنة الأكبر في استقطاب الإرهابيين من الداخل والخارج ، اذ تمثل حاضنة خطيرة ومهمة للارهاب الداعشي حيث تحوي بين أفرادها كبار قادة وضباط أمن البعث الصدامي من فدائيي صدام ومخابراته ، والتي تحصنت فيها هذه العصابات وجعلت الباقين من سكانها اسرى ودروع بشرية لحمايتهم من اقتحام القوى الأمنية والحشد الشعبي . الانتصارات المهمة التي حققتها القوى الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي يعد سبباً مباشراً في حالة الانكسار المعنوي والاقتتال الداخلي بين المرتزقة الدواعش من الأجانب والأهالي في المدينة ، الذين أصبحوا اسرى بقبضة الإرهابيين الذين عمدوا الى غلق منافذ المدينة خوفاً من هروب العائلات لاحتجازها وجعلها دروعاً بشرية امام تقدم القوات الأمنية فيها ، ناهيك ان اغلب مفاصل المدينة قد فُخِخت حتى أعمدة الانارة ومحولات الكهرباء والشوارع والمنازل والدوائر الحكومية ، الامر الذي يجعل عمليات تحريرها تكون بطيئة ، كما ان الحيطة والحذر التي اتبعتها القوى الامنية في عملياتها العسكرية تجنباً لاي ضرر يلحق بالمدنيين في المدينة ، كانت احد الأسباب في تاخر الدخول الى المدينة من جهته يحاول تنظيم داعش الإرهابي تشتيت جهود القوات الأمنية عبر فتح جبهات اخرى في المحافظة لتخفيف الضغط والحصار المفروض عليه في المدينة ، كما ان الطيران العراقي استطاع من السيطرة على مجمل الأجواء في الأنبار وتمكن من ضرب اوكار داعش بضربات نوعية اصابت قياداته الفعلية والمهمة ، وشتت قواه وخططه على الارض . الاستعدادات اليوم المهمة التي تقوم بها القوات الامنية وبمساندة مباشرة من الحشد الشعبي في الفلوجة وعموم مدن الانبار ، من خلال اجراء عمليات قضم وتمشيط وضرب للجيوب الإرهابية في محيط الفلوجة تنذر وتطلق صفارة الانذار في البدء بعملية تحرير المدينة من سطوة داعش البعثي ، وبحسب التقارير العسكرية التي تشير الى محاصرتها من اربع محاور تمهيدا لاقتحامها وتطهيرها من زمر الجماعات التكفيرية والمسلحة . ان سبب تاخر عمليات التطهير والتمشيط للمدينة هو تحصن الارهابيين بين المدنيين العزل ، ومنع اَهلها من مغادرتها ، كما ان اغلب مفاصل المدينة قد فُخِخت حتى أعمدة الانارة ومحولات الكهرباء والشوارع والمنازل والدوائر الحكومية ، الامر الذي يجعل عمليات تحريرها تكون بطيئة ، ولكن الخطوات المهمة التي تقوم بها قيادة الحشد الشعبي والقوى الامنية والحيطة والحذر في عملياتها العسكرية تجنباً لاي ضرر يلحق بالمدنيين . ان مستقبل وجودة داعش في البلاد يعتمد كثيرا على نجاح هذه العملية والتي ستنطلق قريباً وستكون القاصمة لظهر الارهابيين الدواعش وحواضنهم البعثية ، وبالتالي فهي ستكون كسر لشوكة الارهابين في عموم العراق وسوريا ، لما تمثله هذه المدينة من حلقة وصل بين الدولتين ، ومحطة مهمة في تزويد الدواعش بالسلاح وتجنيد الارهابيين القادمين من سوريا . ان العمليات العسكرية تسير بنجاح ، وستحقق النصر اذا ما أخذت بنظر الاعتبار ضرورة قطع اي إمدادات لداعش في تلك المنطقة ، والدقة في تمشيط المنطقة والتدقيق في السكان والبحث عن المطلوبين وتطهيرها نهائيا ً تمهيداً لعودة اَهلها والاستقرار فيها ، كما ان انطلاق العمليات العسكرية ضد داعش يأتي وسط حلول سياسية ما بين جميع الكتل والاطراف السياسية الفاعلة في الحكومة والبرلمان ، وإيجاد حل جذري حقيقي لتواجد داعش في البلاد ، لان ما يميز معركة الفلوجة انها ستضرب داعش في هيكله الاٍرهابي وان خسارته للمدينة بات قريباً جداً .