23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

الفلوجة بين سياسة التجويع ومثلث الموت.. وضمير المرجعية العراقية

الفلوجة بين سياسة التجويع ومثلث الموت.. وضمير المرجعية العراقية

ما يجري في العراق من مآسي وويلات يوفر الجهد على الشركات التي تعنى بإخراج أفلام ومسلسلات الدراما والرعب، فالعراق بات من أثرى البلدان بالقصص والمشاهد التي يعجز عباقرة المخرجين والممثلين عن إعداد فيلم أو مسلسل يصف ما يجري في هذا البلد، مشاهد وقصص على الطبيعة لا تحتاج إلى مونتاج وخدع بصرية وغيرها، وهنا نستعرض بشكل موجز مسلسل وقصة مدينة وشعب اختطفها داعش بسبب السياسات الطائفية التي انتهجتها حكومات ما بعد الإحتلال، تضمَّن مشاهد من الدراما والرعب، مدينة يقبع أهلها في مثلث الموت أو الموت الثلاثي، فهم أمام خيارات ثلاثة، فأما الموت تحت سيف داعش وبطش مليشيا الحشد الشعبي الذي يتربص بالفارين من الموت ليلاقي الحتوف على يد الحشد الذي يصر على المشاركة في ما يسمى بتحريرها للإنتقام من رأس الحية (الفلوجة) كما يسميها الحشدويون، أو الموت تحت القصف بالبراميل المتفجرة وقذائف الراجمات والهاونات والصواريخ التي لا تفرق بين هذا وذاك، أو الموت الجديد من الجوع أو الإنتحار الذي دخل على المشهد الفلوجي والذي تسبب به الحصار المفروض عليها من قبل الحكومة تحت ذريعة التحرير الذي لا نسمع به إلا في الإعلام الحكومي المبرمج،مثلث الموت الذي يحصد الأبرياء من أهالي الفلوجة أمرٌ مدبر وممنهج تم إعداده في دهاليز أعداء العراق وعلى رأسهم إيران الشر وحلفائها في العراق المختطف، ولو كانت هناك إرادة حقيقية جادة لما وصل الحال إلى ما هو عليه والقادم أسوأ، بل إن ما يؤكد أن ما جرى ويجري على أهالي الفلوجة هو أمر ممنهج ومخطط له هو الرفض المتعمد لكل المشاريع والمبادرات التي طرحت ولا زالت تطرح وفي طليعتها الحلول والمبادرات التي طرحها المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني منذ اللحظة الأولى لنشوء الأزمة وأبدى استعداده ليكون وسيطاً لحلها ، فقد دعا سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني إلى وقف القتال في المنطقة الغربية وتدارك الأزمة قبل أن تصل إلى مرحلة وخط لا رجعة فيه،حيث قال سماحته متأسفا : ((مما يؤسف له عندما تجد أخاك وابنك ومن أصحابك من أعزائك من الجيش من الشرطة من الغربية من الشرقية من النساء من الأطفال من الشيوخ يذبح بدم بارد يمثل به بدم بارد ويسحل بدم باد ويسحق بدم بارد ويحرق بدم بارد وفيه قربة إلى الله، يقرؤون القرآن الذي يعتقدون فيه الدليل والإمضاء للقتل ويذكرون اسم الحسين (سلام الله عليه) والثأر بإسم الحسين الذي يعتقدون بأنه المؤمن لهم في قتل الآخرين وسفك دماء الآخرين والتمثيل بالآخرين وحرق الآخرين وتهجير الآخرين والفتك بالآخرين وتهديم بيوت الآخرين وسرقة أموال الآخرين وإباحة أعراض الآخرين، القضية مؤلمة ومؤسفة)).وناشد المرجع الصرخي المسؤولين وأصحاب القرار أن يوقفوا سفك الدماء وعلى الحكومة أن تحل هذه المعضلة لأنها تعمقت ودخلت فيها أطراف كثيرة من الخارج والداخل حيث قال ((أدعو الحكومة أدعو المسؤولين أدعو أصحاب القرار في العراق يكفي سفكاً للدماء، يكفي هذه المهزلة التي تحصل في المنطقة الغربية في الفلوجة في الرمادي في مناطق بغداد في مناطق صلاح الدين في ديالى. يجب على الحكومة أخلاقاً وشرعاً ومجتمعاً وإنسانياً أن تحل هذه المعضلة أن تحل هذه المشكلة، اٌستغلت القضية وتعمقت القضية وتجذرت القضية ودخلت فيها أطراف كثيرة من الخارج وأطراف كثيرة انضمت إليها في الداخل)).لكن القوم وكعادتهم أبو إلا نفوراً وعناداً لأن ثمة أمر دبر بليل على الفلوجة وأهلها، وهو حلقة من حلقات التآمر على العراق وشعبه وخصوصاً الرافضين للمشروع الإمبراطوري الإيراني، فالمتسلطون لا يقدمون الحلول الناجعة ولا يقبلون بها، بل يقمعون أصحابها، لأنهم في منأى عن المآسي والويلات، ولا يكترثون لما يجري على أهالي الفلوجة وغيرهم من الملايين النازحة والفقراء المحرومة الذين يعانون من زمهرير الشتاء ولهيب الصيف، وقد كانوا ولا يزالون في ضمير المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالمرجع الصرخي الذي أطلق حملة كبرى أمر فيها أتباعه بأن يقدموا كل ما بوسعهم من مساعدات لإخوانهم النازحين رغم الإمكانيات المتواضعة في حين أن الرموز الإنتهازية الدينية والسياسية التي تقبض بيد من حديد على ثروات العراق لم تفكر في إغاثة النازحين ومساعدتهم أو التخفيف من معاناتهم….