23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

‏الفلوجة‬ ‫‏مدينة‬ ‫الدواعش‬

‏الفلوجة‬ ‫‏مدينة‬ ‫الدواعش‬

لغة الارقام غير لغة الشعارات، تقول تقارير رسمية للامم المتحدة أن هناك مايقارب مليون نازح فلوجي و270 ألف شهيد من الفلوجة قتلتهم داعش و800 منزل مفخخ.

يعني ذلك أن الفلوجيين هم ضحايا الفلوجة قبل كل العالم ، دم كثير سال ورصاص غزير ومنازل مفخخة وعوائل مشردة وفوهات البنادق في كل اتجاه على كل اتجاه، الحقوق المشروعة سُرقت من على طبق المطالب ورميت في جعبة مقاتلين أجانب.

وتبقى الحقيقة المرة أن نصف الطريق إلى الفلوجة، كل الطريق إلى داعش، قد تكون الجملة غامضة لكنها قريبة إلى الحقيقة وملامسة إلى الواقع، فالفلوجة أم الدواعش ومقرهم وملاذهم وحصنهم، ولايمكن القول أن الفلوجيين جميعهم دواعش ومجرمون، لكن يمكن القول أن داعش تفترش الفلوجة منزلاً كبيرا لها وهي المعقل الاول والاخطر والاكبر في العالم لداعش، هذا الكلام ليس رأيا في الهواء، وإنما واقع على الارض اكتشفناه عبر عام من ضياع الفلوجة.

وقيل سابقاً الفلوجة أم المساجد ويقال الآن الفلوجة أم المشانق وملاذ الموت الأعمى؟ولاعشق ولامعشوق ولاعاشق بين المساجد والمشانق كلاهما يكرهان بعضهما بعضا.

ويسود الخوف والذعر من رأس الفلوجة إلى قدمها بعد مرور عام على حكم الدواعش الذي قاعدته “العيش من أجل الموت” في تلك المدينة التي فتحت ابوابها بوجه الشيشانيين والافغانيين والسعوديين والاتراك وكل دول العالم .

وباتت عاصمة – داعش- الفلوجة مرشحة في أي لحظة إلى اقتتال داخلي بين مؤيدي داعش ومعارضيها.

من دون شك أن لابناء محافظة الانبار مطالب مشروعة قصرت الحكومات السابقة في تنفيذها،لكن بريق تلك المطالب ضاع مع انتشار العنف الطائفي المُمنهج في محافظتهم وتحولها إلى مقرات لتخريج الدواعش وتفريخهم.

بعد عام كامل من الاحتلال الداعشي للفلوجة تبلورت ملامح مشروع اقليمي كبير وهو استخدام “العرب السنة “كوقود لحرب طائفية في المنطقة وحرق ورقتهم والسعي لـ”دعشنتهم “بدلا من التمسك بالثوب العراقي والمختبر الأول لذلك المشروع هي الفلوجة.

ويتباهى البعض ويرتاح عندما يقول إن الفلوجة كانت معملاً لانتاج الموت العراقي لكن بالمقابل كانت من دون شك بداية الانطلاق لتقسيم العراق طائفيا وترجمة المشروع الاقليمي، وقد يعزز ذلك مشاهد إعدام الشهيد مصطفى العذاري ليتحقق القول … #الفلوجة #مدينة #الدواعش بلا منازع .