قبل ان تطأها اقدام حشدنا المقدس وسواعد الأبطال من القوات المسلحة الشريفة وبعض المتطوعين كانت الفلوجة مدينة عراقية اشتهر اَهلُها بالزراعة وبعض الصناعات، ومعظمهم طيبون ،وبعد منتصف القرن المنصرم ظهرت من الفلوجة بعض الشخصيات السياسية، منها عبد الرحمن عارف وشقيقه..
كما وظهرت فيها بعض القيادات العسكرية ايضاً.
اما في فترة السبعينات والثمانينات من القرن نفسه، فقد عُرفت الفلوجة بكثرة ضباطها في مجالات متنوعة من الجيش والشرطة وغيرها، وللإنصاف فقد ظهرت من الفلوجة بعض الكوادر العلمية في مجالاتها المختلفة.
واستمر ذلك الوضع فيها لغاية سقوط الصنم في عام 2003 م.
وبعد السقوط احتضنت الفلوجة الآلاف من البعثيين والمجرمين وممن تضرروا من سقوط الطاغية، فكلهم اجتمعوا ليعقدوا سقيفة غدر على ابناء شعبهم، ومن خلال بقايا النظام المقبور وغيرهم فقد توجهت خلايا القاعدة الى الفلوجة لتجد لها حاضنةً وملجئاً آمناً لها لتبدأ حقبةً جديدة من تاريخها في الصراع الدائر بين شذّاذ الآفاق وبين ابناء الشعب المسكين.فبدأ الصراع والارهاب والقتل بدئاً من قطع الطريق السريع المؤدي الى سوريا والأردن من خلال إقامتهم لحواجز وهمية يتم من خلالها إيقاف المركبات القادمة من والى العراق، وذلك لتشخيص هوية المسافرين ثم اقتياد الشيعي منهم فقط وذلك للإقتصاص منه وقتله والقيام بتعذيبه .( ولا نقول ان جميع اهالي الفلوجة على هذا النحو من ذلك السلوك ولكن هناك فئات وتيارات هي التي تتحكم بمصير الفلوجة واهلها.
هكذا بدأت دماء الأبرياء تسيل عبر مناطق الفلوجة وما تلاها، فاختلطت دماء اهل الوسط والجنوب في الفلوجة منذ بداية عهد السقوط لتعلن بعدها الحرب الطائفية التي حصدت أرواح الآلاف من الابرياء…
واستمر الحال في مناطق الغربية على ذلك الوضع حتى اجتاحتهم الموجات القادمة من سوريا والسعودية وشمال افريقيا ومناطق القوقاز وغيرها، لتعلن الجهاد ضد الخطر المحدق بالإسلام والمسلمين وهو خطر الشيعة( الرافضة).
وقد هبت جموع التكفيريين من كل حدب وصوب للعراق تستقبلهم جحافل الخلايا النائمة من البعث الإجرامي حتى سقطت ثلاثة مدن كبرى بأيديهم وذلك بسبب الحواضن من اهل تلك المدن وخيانة الضباط والمسؤولين لتلك المدن ايضاً ، وبذلك فقد تمكنت القاعدة والدواعش من السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وهي المناطق التي يقطنها السُنّة.ومن المفترض على اهل المدن ان يقوموا هم بتحرير انفسهم من سطوة داعش كما يدّعون، وان لا يستنجدوا بأبناء الوسط والجنوب، لأن دماء الأخيرين قد أريقت في نفس تلك الاراضي عندما كانوا ينزلوهم من مركباتهم التي كانوا يأتون بها من سوريا او ذهاباً اليها.
فدماء اهل الوسط والجنوب اختلطت منذ ذلك الحين ولحد هذا اليوم فدماءه لازالت تسيل وتختلط بتلك التربة .
وبتلك الدماء الزواكي التي بُذلت منذ اكثر من عشرة أعوام ولا تزال، فهي قد طهّرَت تلك الارض وقدّستها.
وبما ان تلك الارض قد تقدّست بدماء شهدائنا واحتضنت اجساد خيرة أبناءنا فإننا لن نتنازل عنها ابداً، وان التفريط بالفلوجة بعد تحريرها ثم القيام بتسليمها للذين خانوها، فإن ذلك يعتبر اجحافاً وظلماً بحق تلك الدماء الزواكي، وان ابن الوسط والجنوب لابد ان يكون له دور في ادارة الفلوجة وحكمها، ويجب على حكومة العبادي او أية حكومة اخرى ان تهب اراضي سكنية في الفلوجة فضلاً عن الامتيازات لعوائل الشهداء من ابناء الوسط والجنوب، وان ذلك كله لا يساوي قطرة دمٍ واحدة سقطت من اجساد ابنائنا الذين سطروا الملاحم التاريخية بالتضحية والفداء، ويفترض ان يكون لأبن الوسط والجنوب له دور في إدارة الفلوجة وحكمها وان تكون له امتيازات على غيره، وذلك بسبب التضحيات الجلية التي قدمها فضلاً عن المواقف المشرِّفة التي سجلها التأريخ له من خلال الملاحم البطولية التي سطرها في المعرك فضلاً عن إنقاذه لعوائل الفلوجة وهو يفتديهم بنفسه ويجعل من نفسه درعاً لأهاليها الأبرياء….
فإذا قال قائل من الساسة : ( ان هؤلاء عساكر ومواقفهم تلك هي من صميم واجبهم الذي يتقاضون فيه مرتباتهم)..
نقول لهؤلاء الساسة( العملاء): ان هؤلاء الأبطال ليسوا من العساكر من الجيش والشرطة، وانما هم متطوعون ضحوا بكل ما يملكون وتركوا عوائلهم خلفهم( جياعاً) من اجل إنقاذ الأهالي الكرام من ناحية، وتلبيةً لنداء الجهاد للدفاع عن الدين والعرض والأرض، وبعد كل ذلك ، فهل تقابلون هكذا ابطال نوادر بالجفاء يا ساسة ؟
فلابد من تكريم جميع من ساهم في تحرير الفلوجة من الحشد وبقية الفصائل، وان تضييع حقوقهم هي خيانة عظمى بحق دماء الشهداء وسواعد المُضحين .
وبما ان الفلوجة قد تقدّست بدماء شهدائنا وتضحياتهم، فإن التنازل عنها يُعَدُّ خيانةً عظمى بحق الدماء التي ضحت واختلطت قطراتها مع تلك الأراضي والمناطق.