22 ديسمبر، 2024 2:12 م

الفلسفة ليست إنفعالا عاطفيا يا طلاب الفلسفة و أساتذتها

الفلسفة ليست إنفعالا عاطفيا يا طلاب الفلسفة و أساتذتها

الفلسفة ليست موضة و إفتعال نواميس و هرجا و تقمص أدوار صفوية ومحاكاتية و طفولية…

 

الفلسفة الغربية أو غيرها لا تفهم إلا في إطار سيرورة متكاملة و نظام معرفي و سياق و أطر و تأثيرات متبادلة و بأدوات…

 

لا تفهم الفلسفة من سطوح متونها و نصوصها و من بداية مشوار المتعلم و الطالب و حتى الأستاذ و الكاتب…

 

و هو يظهر عدم نضجه و تعجله و نزوعه لاتخاذ الصنم أو تمرده و توهمه أنه إستوفى نقد نيتشه و نقد فوكو ونقد سارتر و نقد شوبنهاور و نقد هايدغر …الخ..

 

فترى شابات و شباب يحشرن أنفسهن في بالوعة و متاهة نصوص و كاريزمات بفهم غالبا ما يكون هاويا غيرمحترف…

 

لا يقف على لطائف و أسرار و نواظم و مرتكزات النص الفلسفي يكررما قيل و كتب من غير فهم عميق…

فترى من قرأ مثلا إيميل سيوران و فهمه سطحا يتصنع الكابة والحزن ويتماهى مع سيوران فيصبح إلهه و من قرأ تروتسكي او شي غيفارا يتصنع الثورة وتظهر هذه التصنعات على منشوراتهم و حالتهم السيكولوجية…الخ..

 

و من قرأ ماركس ينادي بالعودة إليه نداء يجعله يفهم مثلا لا حصرا ” ألان باديو ” و دعوته في مناسبة سابقة لذكرى ماركس بملائمة العودة إلى ماركس…

 

وهكذا تتحول الفلسفة من قراءة ناضجة و عميقة ونسبية طبعا إلى تقليد ببغاوي محاكاتي و شعاراتي يستحوذ غالبا على عواطف و نوازع طالبات و طلاب و حتى أساتذة الفلسفة في الجامعات و غير الجامعات…

فيصطنعون لذلك نواميسا و يحشرون أنفسهم في أقانيم مغلقة وتعصب وشوفينية لا يقبلون معها لا توجيها و لا نصيحة و لا مساعدة و لا تنويرا…

 

لا يفهم الفلسفة إلا من وقف على سياقها و اطرها الاجتماعية و الثقافية و السياسية و تزود بترسانة من الأدوات و المناهج و المقاربات و المفاهيم الملائمة ومن وقف على المرتكزات و استبحر في كل ملابسات النص و القول و المنجز و أسسه…

 

إن هدر الوقت و جزء من الفتوة و العمر و الشباب تخندقا و انتظاما غير عالم و لا عارف و لا متفلسف بنضج و روية يمتص و يهدر جزء هاما من أعمار شبابنا و كهولنا في الجامعات و غيرها…

 

كان يمكن لو وجه و استثمر ذلك العمر في بناء أسس التفلسف أن يخدم مستقبلا و تدريجيا مشروعا فلسفيا…

 

يبدأمن تحصيل الفلسفة بهدوء و تأني و روية و تبصر وعلى قاعدة متينة بعيدا عن التهريج ثم بعد الاستيعاب و التكوين والقراءة كفعل تحليلي يكون او يتحقق لتجاوز عند مرحلة الإحتراف و التأسيس و الإبتكار…

الفلسفة ليست تكرارا و إعادة صياغات للمتون القديمة و الحديثة انها ابتكار للقول و المنجز و النص…

………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..