9 أبريل، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ نهاية الكون…

Facebook
Twitter
LinkedIn
“أن الكون يتكامل ويتكامل بالتدريج المستمر، نتيجة لعوامل معينة ، ومهما وصل إلى مرتبة من الكمال، طرق باب المرتبة اللاحقة، وهكذا، ولكنه يستحيل أن يصل إلى اللانهاية[1]
هذا ما كتبه الصدر في “اليوم الموعود”. واعتقد أن هذا الكتاب، هو أفضل ما قدمه العقل البشري، حتى الآن. لإنه يقدم رؤية متكاملة عن الكون ومصير البشرية، فضلا عن رؤية عليا (من أعلى) لمسيرة الكون والبشرية، والمعادلات الحاكمة لهذا السير التفاعلي، بين الكون والبشرية.
▪️واعتقد أن الشهيد السيد محمد الصدر، قد قدم إجابات منطقية للأسئلة المحيرة، تلك التي لم نجد لها أجوبة في اماكن أخرى، لا في الفكر المادي ومنشوراته، ولا عند علماء الدين، ولا في منشوراتهم، إن وجدت!!
ويمكن الإشارة الى عدد من النقاط، حسب فهمي المحدود، لكلام الصدر، وأهم تلك النقاط هي كالتالي:
1️⃣ ان علة الخلق، أي سبب الوجود، هو تطور المخلوقات، وتكاملها، وليس لأجل تكامل الخالق.
▪️وهذا رد لمن يتوهم ان وجود الخلق لأجل تكامل الخالق. فكلامهم متناقض منطقيا. وفيه تفصيل[2].
2️⃣ ان الكون باق، ويتطور، بشكل قسري، وصولا الى ما لانهاية من درجات التكامل.
3️⃣ان البشر، باق، ويتطور، بشكل إختياري، وصولا الى ما لانهاية من درجات التكامل.
4️⃣ إن الكون ينتظر تكامل البشرية، الى مرحلة أعلى، فيتطور الى مرحلة جديدة.
5️⃣ إن التطور الكلي يسير وفقا للتخطيط الإلهي للكون والبشرية[3].
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر: محمد الصدر/ موسوعة الامام المهدي//ج4/اليوم الموعود/ طبعة دار التعارف/لبنان/ص398 وجاء ما نصه:
  أن الكون يتكامل ويتكامل بالتدريج المستمر ، نتيجة لعوامل معينة ، ومهما وصل إلى مرتبة من الكمال ، طرق باب المرتبة اللاحقة، وهكذا ، ولكنه يستحيل أن يصل إلى اللانهاية ، كما قام البرهان عليه وحسبنا من ذلك الآن ، أن نعرف : أن هناك مراتب عليا من الكمال الكوني ، يقصدها الكون بحركته نحو الأفضل ، طبقاً لتدبير الخالق وتخطيطه وقد المعنا فيها سبق إلى أننا لا نستطيع أن ندرك كنه تلك الحالة الواقعية وتفاصيلها ، ما دمنا موجودين في ضمن المرحلة المعاصرة والحالة الحاضرة ، ومحددين من كل جهاتنا بحدود زمانية ومكانية وفكرية لا فكاك لنا منها.
ويمكن للقاريء الكريم الرجوع لكتاب “اليوم الموعود” او تحميله على الرابط ادناه:
[2] هنالك من يتوهم ان وجود الخلق، قد كان لأجل تكامل الخالق. واعتقد أن كلامهم متناقض منطقيا. لماذا؟
اعتقد، أن من يفيض الوجود على العدم، لا يمكن ان يأخذ كماله من الأدنى. أي ان الأعلى وجودا لا يتكامل بالأدنى.
 وقد كتب مولانا الشهيد الصدر عن هذا الاشكال، في اليوم الموعود، ما نصه:
” يستحيل أن تكون العلة للكون ، هي حصول الكمال في ذات الخالق ، أو حصول نفع له بأي شكل من الأشكال : بعد أن برهن في بحوث العقائد الاسلامية ، أنه هو الكامل المطلق المستغني عن كل شيء ، وليس في ذاته حالة متوقعة يمكن حصولها بمثل هذه المقدمات وإنما تعود العلة الغائية ، ويتعلق (الهدف ) بالكون نفسه ، وهو – كما سبق أن عبرنا – : وصوله إلى كماله الممكن له ، يعني أحسن حالة واقعية يمكن أن يصل إليها الكون في طريق حركته نحو الأفضل وهذه الحالة الواقعية ليس لها تحديد حدي، لأن مراتب الكمال المعقولة أو الممكنة ، كثيرة جداً أو غير متناهية”.
[3] قد يرد  في ذهن القاريء، ذلك الفهم الشائع، عن مصير الكون. وهو ان الكون نهايته الفناء. وهذا بسبب تفاسير معينة للبيان الشرعي (القران الكريم والحديث). وغالبا هذه التفاسير ليست صحيحة. بل ان الايات، تدلل على عودة الكون، تكرارا، وليس فناءاً.
على سبيل المثال، انظر:
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ. (الانبياء104)
▪️ويبدو ان مفردة “نعيده” فسرها المفسرون بالفناء. بل هو تكرار وليس فناء. وهكذا بقية الآيات. وللشهيد الصدر، حديث في هذا الموضوع، في محاضراته. انظر هذا الرابط:

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب