7 أبريل، 2024 3:22 ص
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ من هو الكافر؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

“إن النفس الإنسانية تعرف الله عند البلاء، حتى ولو اعترضت عليه فهي تعرفه معرفة جيدة، ولكن هي ملحدة علميًا، لا تذكر الله إطلاقًا، لكنها عند البلاء تذكره”[1]
هذا ما كتبه الصدر. ويمكن أن يفهم منه: أن النفس البشرية، تلجأ الى الله، وهي بذلك تؤمن بوجود الخالق، عند الأزمات والضيق. وإن رفضته في الأوقات الإعتيادية، الآمنة.
▪️ويمكن أن يفهم هذا أيضا من الآية الكريمة؛
قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةٗ لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ (٦٣/الانعام)
⭕ ماهو الكفر؟
يمكن القول أنه الإنكار، وهو بمستويات، كالتالي:
1️⃣ إنكار الخالق. أي لا وجود للخالق.
وهذا “غير موجود” واقعا. كما اشار القران والصدر-اعلاه- الى أن الفرد يعلم -وجدانيا- بوجود الغيب والخالق. وفيه تفصيل.
2️⃣ الإيمان بالله وإنكار الأنبياء. والرسل.
3️⃣ الإيمان بالله وعدم الإلتفات الى النعم والعطايا الإلهية.
4️⃣ إنكار إدارة الخالق للكون وللأمور الجارية.
5️⃣ إنكار وجود شخص يمثل الخالق في الزمان الحاضر. وهذا غير منطقي. لإن حكمة الله تقتضي بوجود هاد، ومشرف لكل زمان.
⭕ من هم الكفرة؟
لتحديد “الكفار” نحتاج المقدمات النالية:
1️⃣ الإيمان موجود مع الإبتلاء. وبالتالي لا يوجد كافر. إجمالا.
▪️أي لا بوجد فرد كافر، بل قد يوجد نظام كافر. وفيه تفصيل.
2️⃣ الكفر يحتاج تنظير.
3️⃣ الكفر يستلزم توفير بديل.
أي كما فعل ماركس فقد وفر بديلا عن الخالق والدين. وفيه تفصيل.
4️⃣ الكفر يستلزم قوة وامكانية إعلان.
على سبيل المثال إعلان فرعون في الآية:
وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ (٣٨/القصص)
5️⃣ الكفر يستلزم التشريع أي سن قانون بإنكار وجود خالق.
⭕ وبالتالي ينتج:
إن الكفار -إلحاديون- هم السلاطين والحكام والملوك والفراعنة، اذا أعلنوا ذلك رسميا. وليس الكفار هم الشعوب او الافراد. كما في الآية التالية:
وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ ((أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ)) إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ (١٢/التوبة)
هذه مناقشة أولية، او محاولة “عصف ذهني” للقارىء اللبيب. و تحتاج أدلة تفصيلية. وللحديث بقية

▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] كتب السيد الشهيد محمد الصدر :
إن النفس الإنسانية تعرف الله عند البلاء، حتى ولو اعترضت عليه فهي تعرفه معرفة جيدة، ولكن هي ملحدة علميًا، لا تذكر الله إطلاقًا، لكنها عند البلاء تذكره.
إن البلاء كما يكون في المصاعب يكون في الرخاء، والإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله.
وإذا التفتنا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها من البلاء الدنيوي، فيجب أن نفتخر أن الله سبحانه وتعالى رأى فينا جدارة التحمل لهذا البلاء الكبير لكي يدربنا للمهام التي قد تراد منا في هذه الدنيا.
والبلاء قد اكرهه وهو خير لي، والنعيم الدنيوي أحبه وهو شر لي ،لأن فيه استدراجًا، والاستدراج نتيجته جهنم وساءت مصيرًا.
وأن الذي يجزع من البلاء الدنيوي أو من الارتداع عن المحرمات، فإنه يكون مرتكبًا للمعاصي لا محالة ، وإذا جزع من الطاعات أصبح تاركا لها، فيؤول الأمر إلى الباطل والفسق.
• المصدر / كتاب فلسفة وجود الشيطان ص ٦٢

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب