22 ديسمبر، 2024 1:20 م

الفكر الصدري/ مستقبل البشرية

الفكر الصدري/ مستقبل البشرية

“هل يوجد للبشرية مستقبل عادل؟” هذا السؤال تم طرحه في الصفحة الاولى من كتاب “اليوم الموعود” للشهيد السيد محمد الصدر. وقدم الصدر في 868 صفحة في هذا الكتاب، بحثا علميا شاملا لموضوع “مستقبل البشرية”.
 وقد ناقش اراء أغلب الاتجاهات الفكرية، وخاصة الماركسية، فكتب التالي:
“تنبأت الماركسية بالمستقبل السعيد، من زاوية النظرية العامة التي وضعتها لتفسير التاريخ، المسماة بالمادية التاريخية، التي جعلت خاتمة مطافها ذلك المستقبل.”
⚫ وهذا الكتاب (اليوم الموعود) قد يعتبر من اهم مصادر الفكر الصدري. وقد اطلق عليه الصدر مصطلح “منزلة الكبرى” في لقاء شهير بعنوان “لقاء الحنانة” الذي اجراه بسرية تامة عام 1997. وقد تم نشره لاحقا، بعد اغتيال الصدر من قبل الديكتاتور عام 1999.
ويقصد الصدر بمنزلة “الكبرى” ان هذا الكتاب يضع القانون الاعلى لفكره، او هي المعادلة العامة التي تحكم مؤلفاته وخاصة الموسوعة التي تم طبع 5 اجزاء منها لغاية اليوم.
⚫ لذلك، يمكن القول ان الاهتمام بموضوع “المستقبل” هو المائز الابرز في الفكر الصدري. وهذا يصلح كعامل مقارنة بين هذا الخط وبين بقية الاتجاهات الاخرى، ومنها الاتجاهات الدينية وغيرها.
وقد كتب الصدر عن “المستقبل البشري” ما ياتي:
“هل يوجد للبشرية مستقبل عادل، يسود فيه الرفاه وتخيم فيه السعادة على ربوع البشرية، وترتفع فيه المظالم والأنانيات عن الناس، وتترك العداوات والاعتداءات ويعم السلام الحقيقي الكامل كل الأرض المعمورة.ام إن هذا اليوم لن يوجد، بل من المحتوم على البشرية أن تبقى في خبط وشماس وتلون واعتراض وقلاقل ومظالم، ما دام لها وجود على البسيطة. لأن هذه الحركة الظالمة الدائبة، من خصائص النقص البشري لا يمكن فكاكها عن البشر.”
⚫ وبالرغم من اهتمام الماركسية وغيرها بمستقبل البشرية، الا ان الاهتمام الصدري اوسع بكثير. لقد اهتم الصدر بموضوع مستقبل البشرية، واستشراف وقراءة ذلك المستقبل.
فما هي قراءة الصدر لمستقبل البشرية. للحديث بقية.