9 أبريل، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ متى يتطور البشر؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

“الامر بالسوء ناشئ مـن الـرجس المـوجود فـيها. فــاذا انقـمع وانقطع زالت كل اثاره ونتائجه، فاذا حصـل ذلك بشكل كامل وشامل حصلت العصمة لا محالة”[1]
هذا ما قاله الصدر، وينتج من قوله:
أن الفرد يصل الى “العصمة”.. أو المجتمع يصل الى تلك المرتبة، مستقبلا. وهذا مفصل بشكل اوسع، في كتابه “اليوم الموعود”.
ويمكن ان نصل الى عدد من الفهوم، إستنادا على إطروحات مولانا الصدر، كالتالي:
1️⃣ إن العصمة قضية شرطية، بوجود “إذا”..
أي إذا حصل “التغيير” الإيجابي، وتكاثر، وتراكم، تحصل “طفرة” معنوية عند الفرد، أو المجتمع. وفيه تفصيل[2]
2️⃣ إن التطور المقصود، معنويا، وليس ماديا.
3️⃣ إن التغيير، قد يكون إيجابيا، او سلبيا.
4️⃣ إذا حصل التغيير السلبي، يتعمق “التمرد” في الفرد، أو المجتمع.
5️⃣ إن التمرد، أو الطاعة ، تتعمق في البشر، مع مرور الزمن. والمستقبل سوف يشهد تطورا في عمق الكفر، وفي مستوى الإيمان.
6️⃣ إن هذا التطور (السلبي أو الإيجابي) هو من متطلبات “المشروع الإلهي”. ويخضعان للتخطيط والتنفيذ، بشكل قسري كونيا، وطوعي بشريا.
▪️ويمكن للقاريء اللبيب أن يفكر في الآيات التالية:
1️⃣ وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ (١٠/البلد)
2️⃣ إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا (٣/الانسان)
3️⃣…… وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠/الحج)
4️⃣وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (١٩/يونس)
5️⃣وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ.. (١١٨/هود).
▪️الخلاصة:
1️⃣ إن البشرية تسير نحو التكامل، إيجابيا، وسلبيا، بصراع معنوي، وإختلاف أخلاقي يتزايد، ويتعمق.
2️⃣ إن هذا الصراع ضروري، لتعميق الإيمان والإخلاص، في البشرية، أو جزء منها.
3️⃣ إن الصراع ينتهي، بعد إرتفاع مستوى “الوعي النوعي” الغالبي، عند البشر، حتى تصل البشرية الى مرتبة “الطاعة المثالية” أو “العصمة”…
وقد يختفي السلبيون بحرب او وباء. أو بسبب الفشل ثم اليأس من أفكارهم المادية.
فينطلق المجتمع الإيجابي -بحرية- نحو تكامل “لا نهائي” ليتحقق حلم البشرية..
وللحديث بقية..

▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] قال السَّيِّد مُحَمَّد الصَّدر {تَقَدَّسَتْ روحُهُ الطاهِرَة} في محاضرات “شذرات من فلسفة تاريخ الامام الحسين(عليه السلام)” ص81 كالتالي:
ان السـبـب الـرئيسي للــذنوب والـــعــيوب والتجـاوزات الــصادرة مــن البـشر، انمـا هو النـفس الامارة بالسوء، والامر بالسوء ناشئ مـن الـرجس المـوجود فـيها. فــاذا انقـمع وانقطع زالت كل اثاره ونتائجه، فاذا حصـل ذلك بشكل كامل وشامل حصلت العصمة لا محالة.
▪️هذه المحاضرات صوتية، منشورة في اليوتيوب. و مدونة بكتاب.يمكن تحميله من الرابط ادناه:
https://drive.google.com/drive/folders/12FQMpqOGLM4EGmvgmaHAk0pmhNxJ23cC

[2] أي أن العصمة تحصل مع التغيير النفسي.
أي إذا حصل “التغيير” الإيجابي، وتكاثر، وتراكم، تحصل “طفرة” معنوية عند الفرد، أو المجتمع. وهذا الفهم يتعزز بالاآية الكريمة:
…. إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ (١١/الرعد)
فما هي العصمة؟
▪️يمكن القول انها مستوى من مستويات الطاعة -للخالق- تتناسب مع مسنوى الوعي عند فرد ما. اذا كنا نقصد عصمة فردية، وسلوك جمعي، تناسب المستوى النوعي الغالبي لوعي مجتمع ما.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب