24 نوفمبر، 2024 11:08 ص
Search
Close this search box.

الفكر الصدري / ما وراء العمل التطوعي

الفكر الصدري / ما وراء العمل التطوعي

“أهيب بالاختصاصين وغير الاختصاصيين ان يأتوا لنا بما يناسب ذلك المقام الجليل”[1]. هذا ما قاله الشهيد الصدر، وقد أعلن عن مسابقة فنية، لعمل نصب واعمال فنية، في التسعينات. وقد كان هذا تصريحا خطيراً، وتجاوزاً للخطوط الحمراء التي وضعها الحاكم الديكتاتور منذ السبعينات وحتى 2003. لماذا؟
يمكن الجواب بعدد من النقاط، كالتالي:
1️⃣ إن طبيعة الحكم في العراق، يستند على إدارة البلاد، مركزيا، بوجود حزب واحد، ينفذ أوامر الرئيس، حصرا، دون غيره. أي لا يسمح لأي نشاط، في الساحة، وإن كان صغيراً.
وبالتالي فإن إقامة نشاط فني أو ثقافي بدون أمر من الديكتاتور، يعتبر تحدياً، وبمنزلة الثورة.
2️⃣ قد أتخذ الديكتاتور إسلوباً، مماثلا لإسلوب ستالين، في الحكم. وقد حصل على خبرات ومعدات، من الشرق والغرب، لتكميم الأفواه الخيرة، أو تسخيرها لتمجيده وغاياته. وبالتالي فأن فتح الأفواه الشعبية ممنوع، بل محظور تماما.
علماً ان الشهيد محمد الصدر قد صرح، علناً، أنه قد فتح أفواه العراقيين…!
3️⃣ إن أية مبادرات شعبية، ثقافية، او إنسانية، قد تكون خطوة تجاه معارضة الديكتاتور. وهذا يدركه الهدام فعلا.
 وأعتقد أن هذا قد كان فعلا هو أحد أهداف الصدر، أي أن نشاطات الصدر هي تثوير للطاقات الشعبية، ولإيجاد معارضة محلية، ومستقلة عن الشرق والغرب.
وهنالك نقاط أخرى نتركها لفطنة القاريء اللبيب.
???? الأنشطة بعد 2003.
يمكن القول: إن العمل التطوعي الصدري قد أستمر، وتكاثر.
وصار  له ثلاث مستويات من الأثار الإيجابية، يمكن وصفها كالتالي:
▪️ المستوى الأول: الأثر الإيجابي على شخصية المواطن، ومن ذلك:
1️⃣ تلبية أو إشباع حاجة نفسية، للفرد، مع الإلتفات الى أن البشر  وخاصة المواطن العراقي يرغب بالخدمة والتودد والإكرام.
2️⃣ تكثير أعمال الخير التي يمارسها المواطن، لإيجاد أسباب الراحة والرضا والتكامل الذاتي.
3️⃣ توفير فرصة المشاركة لمن لا يملك المال، لأن التطوع قد يكون عمل فقط. وينتج عن النشاطات التطوعية، إشباع حاجة نفسية لدى الفقراء والمساكين، واكثرهم محب للخير وخدمة الآخر.
▪️المستوى الثاني: الأثر الإيجابي على تكامل المجتمع، وخدمته عمليا، فقد حصلت نشاطات تطوعية، بعد 2003، بأمر السيد مقتدى الصدر. ومن ذلك:
1️⃣ حملات تطوعية لتنظيف الشوارع.
2️⃣ حملة تنظيف الأنهر
3️⃣ حملات ترميم وتأهيل المدارس.
4️⃣ تظاهرات وإعتصامات للمطالبة بالخدمات.
5️⃣ البنيان المرصوص [2].
▪️المستوى الثالث: الأثر الإيجابي للنشاط التطوعي على المستوى الوطني، ومن ذلك:
1️⃣ جمع التبرعات لمدينة الفلوجة إثناء الإعتداء الإمريكي عليها.
2️⃣ جمع التبرعات لمدينة الموصل بعد تحريرها.
3️⃣ التظاهرات والإعتصامات للمطالبة بخروج القوات الأجنبية. ومنع التدخلات الخارجية، وخاصة من دول الجوار.
4️⃣ التظاهرات والإعتصامات للمطالبة بالإصلاح السياسي والإداري في البلاد.
وأعتقد أن هذه التظاهرات هي أهم النشاطات التطوعية الصدرية، لأهميتها الاستتراتيجية.
 وللحديث بقية..
▪️▪️الهوامش▪️▪️▪️
[1] أعلن السيد الشهيد الصدر (قدس ) مسابقة فنية تخص مناسبة عيد الغدير…
وكان ذلك في خطبة جمعة في مسجد الكوفة عام 1998. ونص ما قال الصدر:
الشي۽ الذي وددت أن أنبهكم عليه. انني أود جدا .كما عملنا نصب وذكريات الى صلاة الجمعة أن نعمل نصب وذكريات بمناسبة. عيد الغدير .فأهيب بالاختصاصين وغير الاختصاصيين أن يأتوا لنا بما يناسب ذلك المقام الجليل من الآن الى يوم الغدير نفسه فلا تقصروا تجاه إمامكم أمير المؤمنين سلام الله عليه).
[2] البنيان المرصوص: هو أهم مشروع صدري، خيري،  يثقف المواطن على العمل التطوعي، ويؤسس لتربية المجتمع على التكافل الاجتماعي. ويفترض ان يتوسع ليشمل التبرع العيني، فضلا عن التبرع النقدي. واعتقد أن التبرع العيني يوفر فرصة أوسع للتكافل. ويمكن أن يكون البنيان المرصوص وسيطا، إفتراضيا، بين المتبرع والمستفيد، باستخدام وسائل واساليب حديثة للتنسيق بين الطرفين، لتجنب عمليات الإستلام والخزن. علما أن السيد مقتدى الصدر قد أقترح سابقا قضية التبرع بالمواد المستعملة لمن يحتاجها. وفيه تفصيل.
واعتقد أن الخط الصدري هو العامل الاساس والاهم في بناء مستقبل الدولة العراقية  أنظر:

أحدث المقالات

أحدث المقالات