18 ديسمبر، 2024 4:58 م

الفكر الصدري/ لماذا نعاني؟

الفكر الصدري/ لماذا نعاني؟

“إن البلاء كما يكون في المصاعب يكون في الرخاء، والإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله”[1]
هذا ما كتبه مولانا الصدر. وفيه جواب لأسئلة تدور في الذهن البشري. ومن تلك الأسئلة على سبيل المثال، التالي:
1️⃣ إذا كان الخالق موجودا، فعلا، لماذا تتأذى مخلوقاته؟
2️⃣ إذا كان رحيما، وحكيما وعادلا، لماذا نعاني؟
3️⃣ أليس المعاناة والألم خللا أو نقصاً في ما خلق الخالق؟
4️⃣ أليس الصعوبات شراً؟
5️⃣ أليس المرض ظلماً؟
6️⃣ الحروب والمشاكل وإختلاف الأديان والطوائف، اليست دليلا على عدم وجود خالق؟
7️⃣ وهنالك الكثير مما يدور في الذهن، ويثير الشك والإلحاد. لكنه ينطلق من معاناة فردية، أو نظرة ضيقة.
▪️ويمكن القول أن هذه الأسئلة غير منطقية. وهي -غالبا- تطرح من جهة الماديين. وهم يناقضون أنفسهم، بأنفسهم. لماذا؟
لأن الماديين -هم وليس غيرهم- يقولون أن “الصراع” هو علة “التطور”[2].
⭕ هل يوجد شر؟
وهذا السؤال يشبه الاسئلة التالية؟
▪️هل يوجد برد؟
والجواب، لا شيء في الخارج (موضوعي) هو “برد”… بل نقص في الحرارة.
الحرارة حالة من حالات الطاقة، تزداد وتقل.
نحن نقول يوجد “برد” عندما تكون درجة الحرارة 15 مئوية. فماذا نقول اذا كانت صفرا؟
أو عشرة تحت الصفر؟
يفترض أن نقول أن الحرارة إنخفضت، ليس الا.
هذا ما نلمسه ونحس به، وهو أمر نسبي
▪️هل يوجد جفاف؟
يفترض أن نقول أن الماء قليل، ليس الا.
علما انه موجود حتى في داخل الصخور!
▪️هل يوجد صمت؟
يفترض أن نقول أن الموجات خارج مدى السمع، ليس الا.
هذا ما نلمسه ونحس به، وهو أمر نسبي.
▪️هل يوجد سكون؟
يفترض أن نقول أن حركة الالكترونات خارج مدى الحس، ليس الا.
لان الجمادات تبدو ساكنة، لكنها في الواقع حركة مضغوطة ، ليس الا!!
⭕ هل يوجد شر؟
والجواب، لا شيء في الخارج (موضوعي) هو “شر”… بل نقص في الخير، اذا نظرنا من زاوية شخصية او ضيقة نسبيا.
كل موجود ضروري، وكل شعور او حركة، تحفظ النظام العام، حتى حركة “جناح الفراشة”. فتفكر.
⭕ الخلاصة:
يقول مولانا الصدر:
“الله خير ولا يريد لنا الا الخير”
▪️وأعتقد،حسب فهمي لكلامه[3] أن نكتب النقاط التالية:
1️⃣ المعاناة قد تكون إستحقاق، لولادة جديدة، كما تعاني الأم، عند الولادة.
أي أغلب النساء تختار الحمل والولادة المؤلمة، لأنها تسعى الى أنتاج واقع جديد.
2️⃣ اغلب البشر يختار المعاناة ، لأجل ان يتقدم خطوة. كما يعاني بعض الطلبة -اختياريا- لاجل الحصول على درجة أعلى في الإمتحانات.
أي أغلب الطلبة يختار الطريق الصعب، للوصول الى واقع أفضل.
وهكذا…
3️⃣ توجد أمثلة اخرى نتركها لفطنة القاريء اللبيب.
هذه مناقشة أولية، وللحديث بقية
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] كتب السيد الشهيد محمد الصدر :
إن النفس الإنسانية تعرف الله عند البلاء، حتى ولو اعترضت عليه فهي تعرفه معرفة جيدة، ولكن هي ملحدة علميًا، لا تذكر الله إطلاقًا، لكنها عند البلاء تذكره.
إن البلاء كما يكون في المصاعب يكون في الرخاء، والإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله.
وإذا التفتنا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها من البلاء الدنيوي، فيجب أن نفتخر أن الله سبحانه وتعالى رأى فينا جدارة التحمل لهذا البلاء الكبير لكي يدربنا للمهام التي قد تراد منا في هذه الدنيا.
والبلاء قد اكرهه وهو خير لي، والنعيم الدنيوي أحبه وهو شر لي ،لأن فيه استدراجًا، والاستدراج نتيجته جهنم وساءت مصيرًا.
وأن الذي يجزع من البلاء الدنيوي أو من الارتداع عن المحرمات، فإنه يكون مرتكبًا للمعاصي لا محالة ، وإذا جزع من الطاعات أصبح تاركا لها، فيؤول الأمر إلى الباطل والفسق.
• المصدر / كتاب فلسفة وجود الشيطان.
يمكن تحميل هذا الكتاب (كراس) بالرابط:

https://drive.google.com/file/d/1mNo-usokJBlFNl6MzfD-RQ9tmKB9-f2v/view?usp=drivesdk

[2] المادية الناريخية لماركس تقول بالصراع الطبقي. وهو الذي ينتج تطور البشرية حتى تصل الى مرحلة الشيوعية. لكن الماديين يرفضون الصراع في الواقع، ولا يفهمون الإطروحة الدينية.
الشهيد الصدر يقول في اطروحته “التخطيط الإلهي لتربية الكون والبشرية” بضرورة الصراع لاجل التكامل. أي الصراع بين الخط الرسالي والخط الشبطاني.
[3] أنظر الرابط النالي: