الفكر الصدري/ لماذا أرسل الرسول الى العرب؟

“ان النبي (صلى اللهُ عليهِ واله) بُعثَ في شعب خام”[1]
هذا ما كتبه مولانا الصدر عن موضوع هام، يتعلق بالأسباب والعلة في بعث النبي الأكرم الى العرب. ثم بين الصدر طبيعة الجزيرة في الجاهلية، فكتب عن الشعب العربي مانصه:
“ولا مَرَّ بأي تجربة لنشر العدل ولم يكن همه غير السلب والنهب من القبائل المجاورة”.
▪️وأعتقد أن إرسال الرسول إلى العرب، تحديدا، قد خضع لتخطيط إلهي، قبل الإرسال، وإلى تخطيط محمدي بعد أن أصبح رسولاً مكلفاً، بالتبليغ وإعداد قواعد شعبية تخدم الرسالة.
أي تحويل البشر “الخام” الى قواعد شعبية واعية لنشر الرسالة.
▪️ويبدو أن عددا من الأسئلة قد تعصف في الذهن، منها على سبيل المثال:
1️⃣ هل كان الشعب العربي يخضع لحكم مركزي؟
2️⃣ هل ضعف الحكم المركزي، كان سببا في الحفاظ على الفطرة؟
3️⃣ هل أثر الروم ثقافياً، على العرب، قبل النيوة؟
4️⃣ هل أثر الفرس ثقافياً، على العرب، قبل النيوة؟
5️⃣ هل تحتاج الرسالة الى بشر خام؟
6️⃣ هل أختار “المرسل” أضعف البشر ثقافيا؟
7️⃣ هل الرسالة مناسبة للعرب، إبتداءاً؟
8️⃣ هل قصد “المرسل” إثبات معجزة معرفية، بواسطة العرب؟
9️⃣ هل النمو العقائدي لاحقاً، يدل على سبب إختيار العرب للرسالة؟
⭕النص الصدري:
ما معنى خام؟
ورد في المصادر ذات العلاقة التالي:
الخَامُ من النَّبات: الغَضُّ الرَّطْب
الخَامُ من كلّ شيءٍ: جديدهُ الذي لم يُعالَجْ ولم يُهذَّب.
خام: كلُّ ما وجد على حالته الطبيعيّة ويحتمل الانتفاع به بعد تصنيفه حديد/ ذهب/ مادّة/ ورق خام
سكَّر خام: غير مُكَرّر،
شابٌّ خام: ساذج،
ماس خام: غير مصقول،
نفط خام: غير مصفًّى
جِلْدٌ خَامٌ : الْجِلْدُ الَّذِي لَمْ يُدْبَغْ…
▪️ تم اختيار هذه المعاني، دون غيرها، لتعلقها بموضوعنا.
⭕الأستنتاجات:
1️⃣ إن إختيار العرب، لأنهم لم يتشكلوا ثقافيا، من قبل حكم مركزي. أي لم يضعهم الحاكم في قوالب عقدية، أو ماشابه.
2️⃣ عدم وجود عقل جمعي للعرب، قبل الإسلام. بل هم أسر متفرقة، حالتهم البداوة وليس الحضر.
3️⃣ رفعهم عقائديا وثقافيا، هو معجزة واضحة، سوف تكون بعد الرسالة.
4️⃣ تطويرهم عقائديا وثقافيا، هو معجزة واضحة، سوف تكون للرسول الأكرم.[2]
5️⃣ إثبات الحجة على الروم والفرس بعد أن أستطاع الرسول، بعد سنوات قليلة، تحويل البشر الخام، الى أمة متحضرة ورسالية.
وللحديث بقية..
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] ان النبي (صلى اللهُ عليهِ واله) بُعثَ في شعب خام غير ممحص الاخلاص قبل ذلك على الاطلاق ولا مَرَّ بأي تجربة لنشر العدل ولم يكن همه غير السلب والنهب من القبائل المجاورة. ومن ثم كان المندفعون الى الجهاد بين يديه (صلى اللهُ عليهِ واله) فيما عدا النوادر يمثلون الوهج العاطفي الإيماني وهيمنة القيادة النبوية عليهم، اكثر مما يمثلون استيعاب القضية الاسلامية من جميع اطرافها وخصائصها.
للشهيد السعيد السيد محمد الصدر قدس سره
موسوعةالامام المهدي ج2 ص403
[2] أهم معجزة للرسول. الرابط ادناه: