22 ديسمبر، 2024 8:04 م

الفكر الصدري/ الموقف من النفاق..

الفكر الصدري/ الموقف من النفاق..

يبدو إن الصدر قد فتح أو قد أسس لثقافة مضادة ضد النفاق السائد في المجتمع عامة والمتدينين خاصة، بسبب الانتهازية او الانهزامية[1].
ويمكن أن نناقش هنا نوعين من النفاق، احدهما الأوسع نطاقا في واقعنا. أي نفاق الاحزاب المتسلطة.
⚫ ولكن يفترض أن يتوضح أولا مفهوم النفاق، ليكون الموقف الصدري واضحا منهما.
فما هو النفاق؟
ويمكن الحديث عنه بعدد من المستويات، كالتالي:
1️⃣ أن يكون التصرف المادي الواقعي لا يعبر عن ما في نفس الفرد من معتقد او دافع[2].
⬛  خطر النفاق على الحياة.
 وأعتقد إن النفاق يعرقل تنفيذ “المشروع الإلهي” لأن هيمنة المنافقون على الواقع، تجعل المسيرة البشرية غامضة، وإنهزامية.
قال تعالى:
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا .(النساء145)
فهم في الدرك الاسفل لخطورتهم[3].
أي خطورتهم على مسيرة البشرية ومستقبلها.
⬛ النفاق الأوسع نطاقا:
▪️أعتقد ان “النفاق” لا يختص في قضايا العقيدة او الدين فقط… بل إن النفاق موجود في المجالات كافة ..
النفاق موجود في الادب والفن والسياسة وبقية المجالات…
كيف؟
 هكذا،  الانسان يمتلك محتوى ما، ويتصرف خلاف ذلك المحتوى الباطني، فيكون منافقا، في لحظة ما، او دائما.
▪️ ولا يختص النفاق بالفرد الواحد، بل يمكن أن تكون الجماعة او الحزب او المنظمة منافقة، وتظهر خلال ما تبطن، وهذا شائع.
▪️او أن يكون المجتمع كله منافق. او الامة منافقة. وهذا موجود، بل شائع.
أي يكون المستوى النوعي في الخطاب والتعامل مخادعا وكاذبا.
مثال ذلك، المجتمع الغربي، فهو يدعي الحرية وحقوق الانسان، لكنه يمنع المسلمين من حرية اللباس والتعبير عن الرأي..
كذلك،  امتنا، فهي غالبا تتصرف ضد عقيدتها. وهذا لا يخفى على القارىء اللبيب.
⚫ فما هو الموقف الصدري من ذلك؟
ويمكن القول ان الموقف قد تجسد في سلوك وخطاب الشهيدين الصدريين والسيد مقتدى الصدر. فقد كانوا ولا زالوا هم الرافضين للنفاق، نظريا وعمليا. وأقل الدليل على ذلك هو التالي:
1️⃣ مواقف الصدر الأول (محمد باقر) الواضحة والمطابقة للعقيدة، وخاصة موقفه من الديكتاتور وحزبه. وكان ثمن تلك المواقف هو التضحية بدمه الغالي. ودم اخته.
2️⃣ مواقف الصدر الثاني (محمد الصدر) الصريحة الواضحة التي زرعت الشجاعة في قلوب العراقيين. ودفع ثمنا لذلك حياته وحياة ولديه مصطفى ومؤمل.
3️⃣ مقاومة السيد مقتدى الصدر ضد الاحتلال. بل ضد اضخم جيوش العالم. رافضا ان يجامل امريكا او يخضع لها، بالرغم من وقوف الشرق والغرب ضده. بل وقفت الحوزات والاحزاب الدينية ايضا.
وللحديث بقية.
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️▪️
[1] اي ان الشهيد السيد محمد الصدر قد اوجد مساحة نظيفة، او واقعا جديدا من الشجاعة والصراحة في الساحة الدينية، التي فسدت بالنفاق والرياء، بسبب الفهم الخاطيء لمصطلح “التقية”.. وبدات تلك المساحة تتسع شيئا فشيئا…
[2]  تتمة:
2️⃣ النفاق ان يكون الظاهر خلاف الباطن.
3️⃣ او ان يعتقد بشئ ويتصرف بعكسه.
4️⃣ النفاق ان لا يظهر الانسان حقيقته اثناء التعاملات. مثال على ذلك، الجاسوس او المندس في جماعة، فيكون مخادع وغشاش في مظهره وتعاملاته.
5️⃣ منقول: النِّفاقُ في الاصطلاحِ هو: القَولُ أو الفِعلُ بخِلافِ ما في القَلبِ مِن الاعتقادِ، والمُنافِقُ هو الذي يَستُرُ كُفرَه ويُظهِرُ إيمانَه، وهو اسمٌ إسلاميٌّ لم تعرِفْه العَرَبُ بالمعنى المخصوصِ به، وإن كان أصلُه في اللُّغةِ معروفًا .
[3] وغالبا يتبادر في الذهن: ان النفاق هو ستر الكفر واظهار النفاق. الا ان الاخطر هو ستر الايمان واظهار الكفر. وهذا هو الموجود حاليا، فقد خضع المؤمنون والدول للكافرين، خوفا وطمعا. وهذا واضح في سلوك الاحزاب والتنظيمات الاسلامية في العراق. وهو سلوك لا مبرر له، ولا ينطبق عليه مفهوم التقية، اطلاقا.
اي ان المعني هو تنازل العناوين عن ثوابتهم المعلنة لاجل الوصول الى رئاسة الوزراء والمناصب، وتبنيهم ثوابت المحتل. بل وقفوا معه ضد المقاومة الصدرية.