23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

الفكر الصدري/ الموقف من “المقدس”…

الفكر الصدري/ الموقف من “المقدس”…

يبدو ان هذا هو اخطر موضوع ديني، يمكن الحديث عنه. لان الحرب دائرة حاليا بين جهتين هما التالي:
⚫ الجهة الاولى:
هم من يرفض “التقديس” وهم الوهابية والاخوان المسلمين، من جهة…
هؤلاء لا يرون قدسية للنبي الاكرم ولا البيت الحرام.. ولا قدسية في الاسلام..
فقد ادعى شيخهم ان عصاه اقدس من النبي..!!
⚫ الجهة الثانية:
هم من يوسع التقديس وهم “الصوفية” و “الصفوية” وفيه تفصيل [1]..
▪️▪️فما هو موقف الفكر الصدري من “معارضة التقديس” الوهابي..؟
▪️▪️وما هو موقف الفكر الصدري من “توسيع التقديس” الذي يملرسه الصوفية والصفوية..؟
⬛ الموقف الصدري المعتدل من التقديس:
في 1998 اعلن الصدر الثاني [2] حرمة تقبيل الايدي، واعتقد ان هذا الاعلان هو بمثابة البيان رقم واحد ضد الانحراف العقائدي السائد حينها..
اي ضد معسكر “توسيع القدسية”..
ثم استمر البيان الصدري (الكلام والفعل) في توضيح الموقف من “توسيع القدسية”… وقبل يومين (7شباط2023) صار الموقف اكثر وضوحا من هذه القضية العقاىدية الخطيرة.. فقد كتب السيد مقتدى الصدر” في تغريدته التالي:
“ولا ينبغي بأي صورة من الصور توسيع رقعة التقديس لأي شخص أو مكان أو جهة أو غير ذلك مطلقاً”
▪️ثم وضح الصدر ان العالم الاسلامي حاليا يعاني من هذه المشكلة، فضلا عن العراق. فكتب:
“كما هو الحال في زماننا هذا ، إذ يوسعون دائرة التقديس الى ما هو أعم من ذلك مع شديد الأسف، كتقديس الحاكم والملوك والجيوش والمجاهدين والزائرين وبعض الأشخاص من هنا وهناك بغير وجه حق”
▪️ثم وضح الصدر الفرق بين الحب والتقديس، فكتب:
“وهذا لا يعني عدم حبّ أو التعلق بما دونهم إن كان على حق لكن من دون تقديس .
فمقدساتنا : الله.. والمعصومون.. والكتب السماوية.. والأديان السماوية… الأماكن المقدسة المتسالم عليها،”
▪️ويتضح الموقف الصدري من موضوع “التقديس” بعنوان “لا افراط ولا تفريط” او بعبارة اوضح، يمكن القول “لا تفريط وهابي ولا افراط صوفي او صفوي”.. فقد بين الصدر تلك المساحة الحقيقية للتقديس. فكتب:
“وإن القديس الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى هو خير البشر وسيد الكونين محمد صلى الله عليه وآله ووصيه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأمين الله في أرضه . فهما أبوا هذه الأمة .. ولا يمكن تقديس من يقدسهما أو يقاتل تحت لوائهما أو من يظن أنه على نهجهما”..
هوامش:
[1] التصوف ينتشر في شمال افريقيا بشكل واسع. وتتوسع به القدسية دون معيار او ضابط. فالطريقة مقدسة والشيخ مقدس.. ويعيشون، للاسف، فوضى فكرية وعقائدية، قد ابتعدوا عن الحق، والعدل.
كذلك يعاني عوام “الشيعة” مما يطلق عليه بالتشيع “الصفوي”…
فقد وسع التشيع الصفوي دائرة التقديس. فهم قد بالغوا في تقديس “غير المعصوم” .. مثلا قدسوا الزوار والمنابر والريزخونية.. ويشكل مقزز ومقرف… وادخلوا في الشعائر الدينية ممارسات لا اساس لها..
كذلك اوجدوا مراقد ومقدسات لا اساس لها..
[2] الصدر الثاني هو الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، الذي اقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة لمدة 45 جمعة… وقد اسس لثورة عقائدية ضد الانحراف الديني، عموما، فضلا عن الانحراف في العراق. وقد رفض بشكل واضح تقديس المراجع او رجال الدين او تقبيل يد الشيخ او السيد. واعتقد ان الصدر استطاع ان يوقف حركة التوسع في التقديس الى حد بعيد…كذلك يستمر ولده السيد مقتدى الصدر حاليا في هذا الاتجاه.