18 ديسمبر، 2024 8:18 م

الفكر الصدري / الموقف من الكفر والإلحاد..

الفكر الصدري / الموقف من الكفر والإلحاد..

“في يوم ٍما، مرٌٓ عليّ شخصٌ، في أواخرِ الشباب، يلبسُ الزي الأفندي. عادي يريد يناقش وطالب للحقيقة، الرجل ومنصف ، وجدته طيباً، گلي (قال لي) أني أشك في الله ، تعال أنت برهن لي على وجود الله، سبحأن الله، أني شگوله (ماذا أقول له)..؟”

هذا ما قاله الشهيد محمد الصدر في الجمعة التاسعة، وهو يصف ذلك “الملحد” بأنصاف واحترام. ويجيب على أسئلته بموضوعية وارتياح.

لذلك، يمكن القول: أن الخطاب الصدري منفتح على قضايا الساعة والأسئلة التي تدور في الأذهأن. ومستوعب لمتطلبات العصر وما يحتاجه الفرد المثقف أو المتعلم من إجابات.

ثم أكمل الصدر تفصيل تلك الحادثة فقال:

” رجل حسب قيافتي، له درجة من الوعي، وله درجة من الثقافة، فإذا أنا سردت عليه البراهين الفلسفية، هو لا بد أنه يحمل فكرة عنها، فمن هذه الناحية قد لا تفيده، برهأن الدور، وبرهأن التسلسل، وبرهأن النظام، ونحو ذلك من الأمور، هو ما شايفها (ألم يراها؟) السماء، والأرض، ومع ذلك يشكك بالخالق سبحأن الله، فحينئذ، أنا فكرت أن اجيبه بسنخ (أصل او نوع) آخر من الأدلة، بطريقة أخرى من الاستدلال، بحيث گلي (قال لي) في النهاية، أنه أنا ما كنت سامع لشيء مما قلته أصلاً، ترضى أن أروح اگوله (أقوله)، گلت (قلت) له روح گوله (قله) جزاك الله خيراً “.[1]

ولا يخفى على القارئ اللبيب، الأسلوب الصدري اللين، والحضاري، في التعامل مع ذلك الرجل الملحد. فقد وصفه الصدر كالتالي:

” له درجة من الوعي، وله درجة من الثقافة”

ويمكن القول، أن هذا الأسلوب قد وجدته فعلاً، أثناء تعاملي معه، ونقاشي معه في 1991 أو بعد ذلك. كان الصدر موضوعياً معي وصريحاً. ولا يخاف في الحق لومة لائم.

ويفترض أن نناقش هنا مستويات الإلحاد، الكفر، وهي إجمالا، كالتالي:

1️⃣ الكفر بالغيب كله، أي يكون الفرد ماديً، لا يؤمن إلا بالملموس باليد.

2️⃣ الكفر بوجود الإله (الله) ويؤمن بوجود اله آخر، ويعبده، مثلاً يعبد الشيطان. وهذا واضح، حالياً.

3️⃣ الكفر بالأنبياء والرسل كافة.

4️⃣ الكفر بالسيد المسيح، والإيمان بسيدنا موسى.

5️⃣ الكفر بسبدنا محمد، والإيمان بالأنبياء السابقين.

6️⃣ الكفر بالشريعة والتكليف.

7️⃣ الكفر بالأوصياء أو الأئمة أو الربانيين.

وفيه تفصيل، لا يسع له المقام حالياً. وهذه مستويات الكفر او الالحاد، غير منطقية ولا تنسجم مع العقل  وقد أجاب الصدر على هذه الاشكالات بالتفصيل، يمكن للباحث عن الحقيقة أن يطلع عليها بالصوت والصورة[2] وللحديث بقية.

▪️▪️الهوامش▪️▪️

[1] بقية كلام الشهيد الصدر منقول عن صلاة الجمعة 9/ الخطبة الثانية. 1998. والنص كالتالي:

▪️في الحقيقة، أنا اختصرت هذا الجانب، ولكنني اقوله الآن، لأنه كأنما الأدلة على وجود الله، سبحانه وتعالى من اشكال مختلفة وأسناخ مختلفة، كل واحد سنخ عن الاخر، يختلف من قبيل أن نقول:

أن البراهين القلبية على وجود الله، وعلى كرمه، وعلى قدرته، وعلى تدبيره، موجودة من قبيل قوله. (الإمام) عليه السلام:

 (عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً)، وقوله عليه السلام:

 (أنه لا تراه العيون بمشاهدة الأبصار ولكن تراه القلوب بحقائق الإيمان)، وقوله تعالى:

 (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أنهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ …….(الحج54)، فتخشع له قلوبهم، لكن أنا أردت أن أمشيه ممشى آخر، أسرد لكم جملة من النقاط التي ذكرتها له:

⚫ النقطة الأولى: حبيبي، أنت تلاحظ، وأنا ألاحظ، وكل عاقل يلاحظ، على وجه البشرية، وليس في النجف، وليس في العراق فقط، وليس في هذا الجيل، بل في كل جيل من آدم الى يوم القيامة: أن الخوش أوادم (الطيبون) يؤمنون بالله ، والموخوش أوادم (الأشرار)  لا يؤمنون بالله، هذا هو .

 مختصر مفيد، أن المؤمنين بالله عندهم إنسانية، وعندهم أنصاف، وعندهم طيبة، وعندهم اخلاص، نحو ذلك من الصفات التي تتوخى ونتمناها لأي إنسان، زين في مقابله الذين لا يؤمنون بالله، حبيبي ، يخرمشون وجهك ويدك ورجلك ، هذا هو ، مكرة فسقة منحرفين ظلمة الى آخره، هذا هو.

زين، حينئذ معنى ذلك أن الإيمان بالله هو حصة الطيبين. وإنكار الله سبحانه وتعالى هو حصة الفاسدين. ويكفينا هذا دليلا على وجوده جل جلاله وعلى لطفه وقدرته هذا هو. . زين، النقطة الثانية، …

يمكن الاطلاع على التفاصيل بالرابط ادناه.

https://youtu.be/DKT8npW9aLo

[2]  استعرض الصدر عددا مهماً من الادلة على وجود الغيب والمرسل والرسول. يمكن للقارئ أن يطلع عليها بالتسجيل الصوري. وعلى الرابط أدناه.

الرابط للمقطع هو:

https://youtu.be/DKT8npW9aLo