23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

الفكر الصدري / الموقف من الطائفية

الفكر الصدري / الموقف من الطائفية

يبدو ان تصورا موجود في الذهن، عند بعضنا. وهو ان “التيار” قد قام بافعال طائفية ضد اهل السنة. وهذا التصور الخاطئ هو من انجازات الاحتلال، فضلا عن الاحزاب الحاكمة، التابعة للشرق او الغرب. فقد استخدموا اشخاصا وطرق مخادعة لاجل تزوير الحقائق.
▪️ان المعلومات والوقائع قد اكدت ان “مقتدى الصدر” بادر منذ 2003 الى فتح ابواب الصداقة والعلاقة مع اهل السنة، فضلا عن بقية العناوين الدينية. وقد استقبل الشيخ الكبيسي في النجف، بالرغم من اعتراض اغلب العناوين الشيعية. فضلا عن اتصالات مع علماء اخرين.
▪️لذلك اعتقد ان “الصدر” هو الضامن الوحيد لوحدة الشعب العراقي. وهذا الاعتقاد يستند على معلومات ومواقف واقعية. الا ان الاعلام المضاد للصدر، قد نجح في خداع الراي العام.
⚫ موقف الشهيد الصدر:
“أن هذا الخلاف الطائفي، بشكله الحاضر الملموس، ليس خلافاً طائفياً قائماً على أساس الإسلام، وإنما هو خلاف مصلحي، إقتضاه اصطدام المصالح والمنافع بين جهتين من الناس. وكان من الطبيعي أن تسيطر الجهة التي بيدها زمام الحكم وأن تستقل بإدارة البلاد وأن تقصي من سواها عن مناصب الحكم”
هذا ما كتبه السيد الشهيد محمد الصدر في كتاب “الطائفية في نظر الاسلام” في السبعينات من القرن الماضي.
ولا يخفى على القارئ اللبيب ان الصدر يشير بوضوح الى افتعال الطائفية بسبب “المصالح والمنافع” من قبل الحكام.
⚫ موقف القائد مقتدى الصدر:
“الطائفية” فهي مرفوضة من قبل الصدر. وقبل ساعات كتب ما يلي:
“(الطائفية) التي تسببت بحرق الأخضر واليابس كما يعبرون، فذهب ضحيتها الآلاف وعانى منها الكثير من البلدان والشعوب”.
وقد اتهم الصدر الحكومات التي تقيد الحريات الدينية، بانها طائفية. وان محاربة الطائفية لا تعني منع الافراد من ممارسة عبادتهم وطقوسهم. فكتب في تغريدته الاخيرة:
“فمحاربة الطائفية لا تعني إلغاء الأديان الأخرى والعقائد الأخرى ومحاربة أحكامها وطقوسها وشعائرها بل إن ذلك هو الطائفية بعينها بل وتغذيتها وتأجيجها واللعب على وتر حساس يؤدي الى ما لا تحمد عاقبته”
ويؤمن الصدريون بضرورة التعايش السلمي بين الاديان. وان معاداة الطائفية تنطلق من التسامح، وليس من التشدد. فكتب ما يلي:
“إن معاداة الطائفية لا يكون إلا بالتعايش السلمي بين الأديان والطوائف والعقائد.
وإن وجد أي خلاف فلا يحل إلا بالحوار والتفاهم والنقاش البناء لا بالقتل وحز الرقاب والحرب والتهجير وما شاكل ذلك”.
⚫ ان رفض الاخر، هو الطائفية، مهما كان الاخر. يبدو هكذا هو ‘الذوق الصدري” وقد عبر عنه السيد مقتدى الصدر كالتالي:
“فإن كنت غير طائفي فعليك أن تحترم الطوائف الأخرى وتعطيها شيئا من الحرية لا على حساب الثوابت والقواعد العامة أكيدا.
فاعتناق الدين والإيمان بعقيدة أي عقيدة هي من الحرية الدينية فلا إكراه في الدين ولا في العقيدة إلا بالقناعة والوثاقة””.
⚫ ويوضح الصدر قضية خطيرة. تلك هي ارتباط الحرية بالاعتقاد الصحيح. فكتب:
فلا خير باعتناق دين، ولا خير بإيمان بعقيدة بنحو الإجبار أو القهر..
بل سيكون الفرد في هذه الحالة مضرا لتلك الديانة أو العقيدة. نعم، من المسلم أن هناك اختلافا في التوجهات والأفكار.. والصراع
بينهم بطريقة حضارية سيكون بناء بشرط أن لا يكون هذا الصراع صراعا دمويا إلا في حالات الدفاع عن النفس ضد الهجمات من ذوي الأفكار والعقائد الشاذة والمنحرفة.
نعم، حرية الاعتناق والإيمان مكفولة شرعا وعقلا”.
وللحديث بقية.