“المتصوفة، في الحقيقة -إلى حد ما- يتجوزون أكثر من اللازم في بعض الأمور، من قبيل أنهم يتجوزون في الغناء، ويتجوزون في الرقص”[1]
هذا ما قاله الصدر في لقاء الحنانة (1997). وهو يقارن بين العرفان” ومسلك “التصوف” المنتشر في شمال أفريقيا وغيرها.
واعتقد يمكن توضيح الموقف الصدري تجاه هذا الموضوع، بعدد من النقاط، أهمها التالي :
1️⃣ حديث الصدر في لقاء الحنانة (ج3،) حول العرفان، ومن ملازمات ذلك، المقارنة بينه وبين ما يعرف بالتصوف.
أي ان الحديث يخص موضوع العرفان، ثم جرى الحديث عن التصوف.
2️⃣ يبدو إن التصوف المتعارف ، حاليا، لا علاقة له بالزهد، بل هو أقرب الى “الباطن” و السحر.
ويبدو ان المشهور عرفا، ان التصوف هو من الزهد. الا انه يبدو ان ما يمارس -حاليا- هو من “الباطن الباطل” الذي ينتسب الى الضلالة أو السحر.
⚫ نقد التصوف:
“لم ينصح واحد منا والحمد لله بما يسمى بـ(الدرباشة) وإدخال السيوف في الجسم، هذا أيضاً، أنا أعتبره من الخرافات في الحقيقة، ولا دخل له أصلاً بالعرفان الحقيقي. العرفان الحقيقي بريء منه ويعتبر بمنزلة الضلال بالنسبة إلي، صح هو بمعنى من المعاني باطناً لأن الباطن رقعة واسعة، حتى السحرة بمعنى من المعاني هم من أهل الباطن”[1]
هذا ما قاله الصدر. ويبدو ان الواقع الصوفي، هو كذلك، يدور في مساحة بعيدا عن ساحة الزهد، والتكامل.
⚫العرفان الشيعي:
“العرفان الشيعي الإمامي يرتبط بالأئمة سلام الله عليهم لأنه علي سيد العارفين وخطبه في نهج البلاغة هي الخطب الرئيسية من هذا الموضوع ومنه يتسلسل العرفان إلى الموالين والذين لهم الولاية الحقة، أي معرفة أمير المؤمنين على واقعه وليس للمذاهب الأخرى ولا للأديان الأخرى مثل هذا الاستحقاق”
هذا ما قاله الصدر[2] . ويبدو الاختلاف واضحا بين العرفان والتصوف.
ويرى الصدر ان “الباطن” موجود، أي تلك الأعمال الخارقة لقوانين الطبيعة، مثل الباراسيكولوجي وغيرها، الا انها ليس دالة على الحق. أو أن العجائب التي يفعلها الفرد، ليست دليلا على أحقيته، ولا صلاحه. بل قد يكون فردا باطلا مضلا.
وهنالك إمتيازات للعرفان في المنظومة الصدرية.
وللحديث بقية..
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر/ محمد الصدر/ كتاب مواعظ ولقاءات/ طبعة هيئة التراث/ ص57.
قال مولانا الشهيد السيد محمد الصدر، عن التصوف، وقارنه مع “العرفان”، كالتالي:
“– المتصوفة – في الحقيقة إلى حد ما يتجوزون أكثر من اللازم في بعض الأمور، من قبيل أنهم يتجوزون في الغناء، ويتجوزون في الرقص الرقص الصوفي عندهم شيء رئيسي بطبيعة الحال، في حين أنه ليس عندنا شيء، لم ينصح أحد من أهل الباطن من الإمامية بشيءٍ من الرقص، ولا بشيء من الغناء بطبيعة الحال، وكذلك لم ينصح واحد منا والحمد لله بما : بـ(الدرباشة) وإدخال السيوف في الجسم، هذا أيضاً أنا أعتبره من الخرافات في الحقيقة ولا دخل له أصلاً بالعرفان الحقيقي العرفان الحقيقي بريء منه ويعتبر بمنزلة الضلال بالنسبة إلي صح هو بمعنى من المعاني باطناً لأن الباطن رقعة واسعة، حتى السحرة بمعنى من المعاني هم من أهل الباطن فهل تمجد الفرد لمجرد كونه من أهل الباطن، إذن كنا على ضلال، كما أن أهل الظاهر على حق وعلى ضلال، كذلك أهل الباطن على حقٌّ وعلى ضلال، فينبغي للإنسان أن يكون نقاداً من هذه الناحية”.
ويمكن للقارىء الاطلاع على نص اللقاء، موثقا، بكتاب “مواعظ ولقاءات”. يمكن تحميل الكتاب مجانا على الرابط التالي:
https://t.me/sadr_ideas_nadhim/105
[2] المصدر/ لقاء الحنانة/ جزء3.
قال مولانا الشهيد السيد محمد الصدر:
“أن التصوف في العالم موجود في مختلف الأديان والمذاهب إلا الماديين طبعاً الماديين ليس لهم ،تصوف، ولكن مختلف الأديان سواء كانت سماوية أو أرضية فيها ،تصوف، البوذيين والمسيحيين وكثير آخرين عندهم شيءٌ من هذا القبيل, وكذلك بعض إتجاهات وأنحاء الفلسفة اليونانية القديمة كسقراط وإفلاطون وآخرين أيضاً كانوا متجهين باتجاه التصوف، لكنه في الحقيقة أنا الذي أفهمه أن التصوف يختلف عن الشيء الذي نلتزم به الآن أكيداً من أكثر من جهة، وإن كان حسب فهمي القاصر على أن الهدف الرئيسي الذي هو الهدف حسب ما يقال في الحكمة العليا، هدف لكل الكون وهو أ إليه المنتهى وإليه الرجعي وإنا لله وإنا إليه راجعون هذه المضامين يلتزم بها الخلق تكويناً ويلتزم بها المتصوفة والعارفون التفاناً وعقلاً وتعقلاً، لكنه مع ذلك الإختلاف في الأساليب والنتائج تختلف كثيراً، ومن أهمها عدة أمور منها أن التصوف الشيعي الإمامي أو العرفان الشيعي الإمامي يرتبط بالأئمة سلام الله عليهم لأنه علي سيد العارفين وخطبه في نهج البلاغة هي الخطب الرئيسية من هذا الموضوع ومنه يتسلسل العرفان إلى الموالين والذين لهم الولاية الحقة، أي معرفة أمير المؤمنين على واقعه وليس للمذاهب الأخرى ولا للأديان الأخرى مثل هذا الاستحقاق.”
ويمكن للقارىء الاطلاع على نص اللقاء، فيديويا، على الرابط التالي: