10 أبريل، 2024 12:14 ص
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ الموقف من الاحتلال

Facebook
Twitter
LinkedIn

“إن السيد الوالد، كان في مقـام إعداد جيل، أو مجتمع، ويربيه على رفض الباطـل والاحتلال، والغـزو العسكري والفكـري والثقـافي للغرب، وجيوش الظلام ، ولعلمه بأن الغرب يعد العدة لاحتلال دول المسلمين وعلى رأسها العراق”
هذا ما كتبه الصدر (السيد مقتدى الصدر) في اعلان موقفه الرافض للاحتلال عموما، والغزو الامريكي خاصة، اي رفضه “احتلال العراق” من قبل امريكا. وقد اوضح ان الاحتلال مرفوض، سواءا كان للعراق او لغيره. وقد اشار الى ما مضمونه: ان “امريكا” هي اداة من ادوات “اسرائيل” ليس الا. وفيه تفصيل. ويمكن للقاريء الاطلاع عليه[1].
ويبدو ان الشهيد الصدر، قد كان عاملا مؤثرا في مواجهة المشروع الامريكي، حسب فهمي، ويمكن ان يتوضح ذلك، بعدد من النقاط، كالتالي:
1️⃣ ادرك الصدر الثاني (محمد الصدر) ان الديكتاتور هو ذراع امريكي في المنطقة، وقد تخطط لاستبداله.
2️⃣ إن امريكا هي التي امرت صدام بقتل الصدر الاول (محمد باقر), ثم ورطت الديكتاتور بحرب مع ايران فالكويت، لاضعاف الدولة والجيش، تمهيدا لاحتلال العراق.
3️⃣ امريكا قد اتفقت مع دول الجوار (جيران العراق) لغرض دعمها في عملية الاحتلال. وقد ادرك الصدر، ان امريكا قد فرضت “الحصار الاقتصادي” لاضعاف مقاومة الشعب ومعنوياته، ليكون المجتمع العراقي مضطرا لقبول الغزو الامريكي والعملاء القادمين معه.
4️⃣ لذلك عمل الصدر على نشر ثقافة مضادة للباطل، و للاحتلال. ولامريكا. ولاسرائيل.
5️⃣ ونجح الصدر نجاحا باهرا في عدد من الخطوات، التي سوف تقف لاحقا ضد الاحتلال والغزو، وهي اساس المقاومة الصدرية، اهمها، كالتالي:
⚫ نشر ثقافة “الوحدة” بين المسلمين.
⚫ بث مفاهيم الثقة بالله في المجتمع.
⚫ والأهم هو ايجاد تنظيم شعبي، معارض للديكتاتورية، ومعارض للإحتلال، ومعارضة الأحزاب العميلة، التي ترعرت في الدول المعادية للعراق وللاسلام.
⚫ إيجاد مكاتب وممثليات صدرية، في العراق وخارجه، في التسعينات، تكون مقرات للتنظيم الشعبي.
⚫ إقامة “صلاة الجمعة” التي استفاد منها الصدريون، واعتبروها اجتماعا اسبوعيا، للتنظيم.
⚫ اقامة نشاطات ثقافية وفنية، لإحياء الروح الوطنية، وبث الثقة في القدرات المحلية. وللحديث بقية.

▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] القسم الاول من الخطبة الموحدة التاسعة :
أحبائي المؤمنين السلام من الله عليكم ورحمته وبركاته، وتقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم وجهادكم وصبركم وتآخيكم…
طلب مني الاخوه كتابة خطبة موحدةٍ بمناسبة جمعة الرفض وهي التي قال فيها سيدنا ومرجعنا وولينا الصدر: ( كلا كلا امريكا… وكلا كلا اسرائيل… وكلا كلا يا شيطان….) وهي اول جمعة من شهر رمضان المبارك ومن هنا احببت بيان امرين مهمين دون الدخول في تفاصيل اخرى وقد تكونون انتم اعلم بها مني وخصوصا وان اكثركم ولله الحمد كان ممن حضروا صلاة الجمعة المقدسة خلف السيد الوالد ولقد نهلتم من فيض علومه وجهاده واخلاقه (فاسال الله ان يستمر هذا الفيض ولا ينضب فاذا ذهب ماؤكم واصبح غورا فمن ياتيكم بماءٍ معين) عموماً :
الأمر الأول : هو الترابط بين رفض الباطل وبين شهر رمضان المبارك ، فيا ترى لماذا لم يرفض الباطل قبل شهر رمضان وخصوصاً أننا نعلم بأن هناك الكثيـر من الخطب التي سبقتها لم يكـن مـن ضـمنها الرفض على الرغم من أن فيهـا هتافات أخرى كانت لتأييد الحق وأهل الحق .. نعم نعم للإسلام أو للمذهب أو للحوزة أو غير ذلك ، فهل هناك ترابط بين هذا الشهر الفضيل وبين الرفض ؟
عندنا هنا عدة أطروحات ، منها :
الأطروحة الأولى : إن رفض الباطـل وأهـل الباطـل مـن الطاعات ، ويزداد استحبابها في شهر رمضان كزياده استحباب الدعاء والذكر والصلاه وغيرها من المستحبات بل والمباحات كالنوم فان نوم الصائم عبادة كما ورد فكذلك رفض الباطل يكون مطلوباً مرغوبا اكثر في شهر رمضان.
الاطروحة الثانية: اننا على الرغم من ان جعلنا رفض الباطل من المستحبات في الاطروحة الاولى الا اننا هنا نجعله من الواجبات والاتيان به في شهر رمضان انما هو ليكون مقبولاً اكثر واسرع فقد قال رسول الله في خطبة شهر رمضان : انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول، والعمل هنا مطلق فلا محالة لدخول العمل الاكبر وهو الجهاد وحسب فهمي فان رفض الباطل هو مقدمة الجهاد لا محالة والا فمن رضي بالظلم والباطل سوف لم ولن يتحرك ولا طرفة عين ولا خطوة واحدة ولا اقل من ذلك ولا اكثر نحو الجهاد بل سيكون ممن رضي بالقعود والخضوع والخنوع.
الاطروحة الثالثة: وهي اطروحة اخلاقية او يمكن تسميتها باطنية بنحو من الانحاء فالكل يعلم ان شهر رمضان باب من ابواب الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس بطبيعة الحال ومنه ترك الاكل والشرب والملذات الاخرى وترك المحرمات وما الى ذلك من امور كلها تدخل تحت عنوان مشترك وهو مجاهدة النفس الامارة بالسوء والذي يسمى كما قلنا قبل قليل الجهاد الاكبر لكن لا يمكن ان يكون المطلوب في شهر رمضان الجهاد الاكبر فقط بل التقييد بالجهاد الاكبر تقييد بلا دليل، فيكون تحكم خارج عن نطاق العقل والشرع، فلذا سيكون المطلوب في شهر رمضان إضافة الى الجهاد الاكبر… (الجهاد الاصغر) وهو جهاد الكفر بطبيعة الحال، والكل يعلم ان جهاد الكفار في زمن الملعون الهدام غير ممكن وعسير جدا جدا فلا بد من رفض الباطل باللسان على اقل التقادير او كما قلنا ان الرفض مقدمة للجهاد الاصغر فهذه اطروحات ثلاثة تبين الرفض او يمكن ان تكون تعليلا للترابط بين رفض الباطل واهل الباطل وبين شهر رمضان المبارك.
مع انه يجب ان نلتفت امر مهم اخر يجب أن نلتفـت إلى أمر مهم آخر : وهو أن السيد الوالد كان في مقـام إعداد جيل أو مجتمع ويربيه على رفض الباطـل والاحتلال والغـزو العسكري والفكـري والثقـافي للغرب وجيوش الظلام ، ولعلمه بأن الغرب يعد العدة لاحتلال دول المسلمين وعلى رأسها العراق ، باعتباره الحاضنة الأولى للإسلام الحقيقي والحاضنة للمصلح وأتباع المصلح في آخـر الزمان ، وهذا الرفض غير مستغرب منه على الإطلاق ، فهـو الأمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، وهـو العـالم الناطق والمجاهـد الأكبر في زمنه لا محالة ، وبطبيعة الحال فإن رفض الباطل من أفضل وأعلى درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما لا يخفى عليكم ..يتبع.
المصدر: الخطبة (9) / السيد مقتدى الصدر دام عزه/ منشور في كتاب ضيافة الله / ص 126 _135

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب