22 ديسمبر، 2024 9:21 م

الفكر الصدري/ العلمـــانية..

الفكر الصدري/ العلمـــانية..

“العلماني ليس كافرا أو ملحدا. بل هو مستغني عن الله” [1].
هذا مضمون ما قاله الصدر [2].
أي أن الموقف الصدري من الفرد “العلماني” إيجابي، بالرغم من التحفظ على “العلمانية”. لذلك يمكن وضع مصطلح جديد، ونحدد له المفهوم المطلوب.
المصطلح هو “الإستغنائية”.
وتعني “الإستغناء” عن “المدد” الإلهي، ورفض إطروحة “التخطيط الإلهي” دون الإلحاد بوجود الخالق.
أي يكون الفرد مؤمناً بالغيب، لكنه يستند على “القوانين الوضعية” في مسيرته، فضلا عن إيمانه بالوسائل المادية، دون غيرها.
⭕ لماذا تم استحداث مصطلح جديد (الإستغنائية) بدلا عن مصطلح العلمانية؟
ويمكن توضيح ذلك بنقاط كالتالي:
1️⃣ يبدو أن “العلمانية” فكر غامض، له مركزية وتركيز على إلغاء الرسالات السماوية، وتقديم بديل عنها. الا أن المعجبين بها، قد أحسنوا الظن بها.
أي إن العلمانية ذات مظهر جذاب، للكثير منا، لعدم وضوح حقيقتها عندهم.
أي ان الفرد العلماني -غالبا- له فهمه الخاص عن العلمانية، وهو لا يمشي معها بقصد التمرد على الرسل والأنبياء, بل قد يقصد ايجاد حل للمشاكل التي يعاني منها هو، أو مجتمعه.
وبالتالي، نحتاج معنى ومفهوم محدد، لتجنب سوء الفهم.
2️⃣ السطوة الإعلامية للعلمانية، قد هيمنت على أغلب البشرية، بل هي التي تتحكم بالنشاط الديني، الى حد ما. لذلك نحتاج ان نحدد مساحة النقاش بمصطلح جديد، غير فضفاض.
3️⃣ المصطلح الجديد يكون جامع مانع. أي يعبر عن مفهوم الكاتب، تحديدا، للعلمانية.
4️⃣ المصطلح الجديد، ينسجم لغويا مع ما قاله الصدر.
5️⃣ فضلا عن كون المصطلح الجديد “الاستغنائية” يدفع عن الكاتب سوء الفهم من قبل الٱخر. اي مؤيدي العلمانية.
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] تفصيل كلام الكاتب على الرابط:

[2] محمد الصدر (1943 – 1999): الصدر الثاني هو الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، عالم ومرجع عراقي. معروف بأعلميته وزهده وشجاعته في النجف الأشرف. اقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة في 1998 ولمدة 45 جمعة… وقد اسس بخطبه وكتبه ودرسه لثورة عقائدية ضد الانحراف الديني، عموما، فضلا عن الانحراف السياسي في العراق. وقد رفض بشكل واضح الحكم الديكتاتوري من قبل صدام. لذلك تم إغتياله عام 1999، هو وولديه مصطفى ومؤمل. وهو والد الزعيم العراقي مقتدى الصدر.