9 أبريل، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

الفكر الصدري/ الصعوبات… الى متى؟

Facebook
Twitter
LinkedIn
“الإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله”[1]

هذا ما كتبه مولانا الصدر. واعتقد بدقة وصحة ما قاله الصدر، لما ثبت -اكيدا- من علمه وصدقه. الا ان الفرد يحتاج إجابات على عدد من الأسئلة، واهمها التالي:

1️⃣ هل ينتقم الخالق من خلقه؟
2️⃣ لماذا يسلط علينا العذاب؟
3️⃣ ما سبب هذه المعاناة؟
4️⃣ هل يمكن أن ننهار بسبب الألم؟
5️⃣ كيف نقلل حجم المعاناة؟
6️⃣ هل يمكن أن نتجنب المشاكل والابتلاءات؟
7️⃣ هل تستفيد البشرية مما يحصل من معاناة؟
▪️ المعاناة… الى متى؟
يبدو أن عدد من الإجابات، يمكن فهمها من كلام الصدر، ونصه:
“إذا التفتنا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها من البلاء الدنيوي، فيجب أن نفتخر أن الله سبحانه وتعالى رأى فينا جدارة التحمل لهذا البلاء الكبير لكي يدربنا للمهام التي قد تراد منا في هذه الدنيا”[1]
⭕ الإجوبة:
 1️⃣هل ينتقم الخالق من خلقه؟
نعم، لكن ليس لنفسه، بل لمخلوقاته. أي يأخذ حق المظلوم من الظالم.
▪️ بل يمكن أن ينتقم من الإنسان، لأجل الحيوان…!!
أنظر الآية التالية:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآءٞ مِّثۡلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحۡكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدۡلٖ مِّنكُمۡ هَدۡيَۢا بَٰلِغَ ٱلۡكَعۡبَةِ أَوۡ كَفَّٰرَةٞ طَعَامُ مَسَٰكِينَ أَوۡ عَدۡلُ ذَٰلِكَ صِيَامٗا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمۡرِهِۦۗ عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَفَۚ وَمَنۡ عَادَ فَيَنتَقِمُ ٱللَّهُ مِنۡهُۚ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ (المائدة/٩٥)…
▪️وبالتالي، علة أو سبب معاناة أي واحد منا، تلك المعاناة بسبب الظلم. ولإجل تسديد ثمن الخطأ الذي حصل. ولأجل تحقيق العدالة.
وهذا يصلح جوابا للاسئلة 2 و3 أيضا.
4️⃣ هل يمكن أن ننهار بسبب الألم؟
كما ذكر مولانا الصدر[1]، أن المعاناة لن تزيد عن الحد الذي يتحمله الإنسان.
أي لن يتعرض الإنسان لمعاناة او ألم أكثر من طاقته، مهما تصور الفرد خلاف ذلك.
أنظر الآية 286  من سورة 2 وجاء فيها:
“…. رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ …”
وهذا الدعاء واقع، لأنه وارد في القرآن الكريم.
5️⃣ كيف نقلل حجم المعاناة؟
ورد عن مولانا الصدر، ما مضمونه:
“من شدد على نفسه، خفف الله عليه”
أي، الفرد يمكن له أن يختار معاناة ما، ويسير بنفسه نحو الهدف. أو ينتقل الى درجة أعلى في سلم التطور (الدرج) بدلا ان ترفعه المعاناة والألم رغم أنفه. وفيه تفصيل[2]
▪️بقية الاسئلة يمكن الحصول على اجوبتها من المقطع المرفق[2].
⭕الخلاصة:
1️⃣ إن المصاعب من مستلزمات التطور البشري، وضبط النظام العام.
أي هي من ملازمات التخطيط الإلهي لتربية البشرية.
2️⃣ يبدو أن وعي الإنسان لمقدمات البلاء، وإنجاز متطلبات الوقاية من البلاء ممكن.
أي يصرف الفرد جهدا إختيارا، لتجنب المعاناة القسرية.
3️⃣ الصعوبات والمعاناة والألم لها حد، لا يتجاوز  قدرة الفردةعلى تحملها.
هذه مناقشة أولية،  وللحديث بقية
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] كتب السيد الشهيد محمد الصدر :
إن النفس الإنسانية تعرف الله عند البلاء، حتى ولو اعترضت عليه فهي تعرفه معرفة جيدة، ولكن هي ملحدة علميًا، لا تذكر الله إطلاقًا، لكنها عند البلاء تذكره.
إن البلاء كما يكون في المصاعب يكون في الرخاء، والإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله.
وإذا التفتنا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها من البلاء الدنيوي، فيجب أن نفتخر أن الله سبحانه وتعالى رأى فينا جدارة التحمل لهذا البلاء الكبير لكي يدربنا للمهام التي قد تراد منا في هذه الدنيا.
والبلاء قد اكرهه وهو خير لي، والنعيم الدنيوي أحبه وهو شر لي ،لأن فيه استدراجًا، والاستدراج نتيجته جهنم وساءت مصيرًا.
وأن الذي يجزع من البلاء الدنيوي أو من الارتداع عن المحرمات، فإنه يكون مرتكبًا للمعاصي لا محالة ، وإذا جزع من الطاعات أصبح تاركا لها، فيؤول الأمر إلى الباطل والفسق.
• المصدر / كتاب فلسفة وجود الشيطان.
يمكن تحميل هذا الكتاب (كراس) بالرابط:
[2]  أنظر الرابط النالي:

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب