22 ديسمبر، 2024 11:44 م

الفكر الصدري/ الحب. الجنس والاسرة..

الفكر الصدري/ الحب. الجنس والاسرة..

“لعل أهم العناصر وأقواها في الكيان الإنساني، الغريزة الجنسية، في كلا الجنسين على حد سواء. لا يستثنى من ذلك من أفراد البشر إلا أفراد قليلون حصلت لهم موانع قهرية حرمتهم عن التمتع بهذه الصفة النفسية الكبرى”.
هذا ما كتبه الصدر في كتاب “الاسرة في الاسلام”.[1]
????ويمكن ان يرد سؤال خطير وهو كالتالي:
ما الفرق بين “ممارسة الجنس” بعقد او دون عقد؟
يفترض ان الهدف هو “افراغ الشهوة”… كون ذلك حاجة طبيعية فطرية..
وهذا يحصل باتفاق الطرفين غالبا. حتى في “الزنا’..
فلماذا العقد؟
???? وجواب ذلك، بعدة نقاط، منها التالي:
1️⃣ اذا افترضنا عدم حصول حمل، وعدم تعدد الازواج. فان الجنس بطريقة “الزنا’ لن يكون هو “الاختيار الافضل” للشباب. بل غالبا يمارس لظروف واسباب اخرى.
2️⃣ ان الجنس احد الاحتياجات، لكنه مرتبط منطقيا بحاجة المراة والرجل الى الاستقرار والاسرة والحب والمودة، فضلا عن الاطفال… انظر الاية التالية:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم21).
وهذا يعني وجود او حصول نتائج ايجابية بسبب الارتباط، المستدام. والذي يحتاج عقد واضحا بين الطرفين. يعزز الثقة ويرفع من المحتوى المعنوي للمراة والرجل. علما ان المراة هي الطرف المستفيد من الزواج بالعقد، مقارنة مع حالة الزنا.
3️⃣ الاهم، هو ان يكون افراغ الشهوات، بعيدا عن الغش والسرقة. وبالشكل الذي ينتج اسرة تخدم البشرية ومستقبلها السعيد. ومنع الغش والسرقة والخيانة في هذا المجال من التعاملات يحتاج عقدا واضحا يحفظ حقوق الطرفين والمجتمع.
⬛ ويفترض ان نشير الى الواقع المنحرف حاليا، ثم نبين الموقف الصدري من الحب والجنس والاسرة. فالعالم اليوم يتخبط، ويمكن ان نميز اتجاهين، منحرفين، هما كالتالي:
▪️ الاتجاه الاول:
الغربي الذي انتقل الى مرحلة شرعنة “الشذوذ” بشكل غير موضوعي، بل مجنون. فنلاحظ الدول الغربية قد شرعت زواج “المثليين” ثم شرعت “ممارسة الجنس مع الحيوان”… وسوف لن تقف عند هذا الحد. بل هنالك تشريعات قادمة اسوأ..
وهذا يؤسس لعرف اجتماعي ضار. بل يهدد وجود الاسرة ثم يهدد وجود الكيان البشري عموما. لانهم قادرون على تصدير تشريعاتهم وسلوكهم الشاذ الى بقية انحاء العالم.
▪️الاتجاه الثاني
هو الشرق وخاصة الصين التي تصنع وتصدر ادوات الشذوذ لاسباب اقتصادية وتجارية دون مراعاة الجانب الاخلاقي. ودون مراعاة مستقبل الاسرة والبشرية.
⬛ الموقف الصدري:
يستند على الثوابت الاسلامية، العامة، التي ترفض “الزنا’ وتشجع على الزواج. يضاف الى ذلك امرين اختص بهما الاتجاه الاسلامي الصدري. بل تفرد بهما. وهما ثابتان كالتالي:
▪️ الثابت الصدري الاول:
رفض “المثلية” وتشريع قوانين الزواج المثلي، بصوت عال وشجاع.[2]
فضلا عن احترام مفهوم “الحب” وابعاده عن الغرائز. فقد كتب القائد مقتدى الصدر عن ذلك بشكل علمي وموضوعي.[3]
▪️ الثابت الصدري الثاني:
تشجيع الزواج. وتوضيح قضايا العقد الشرعي بشكل موضوعي، بحيث يناسب متطلبات العصر. وظروف الحياة. وفيه تفصيل.[4]
وللحديث بقية.
▪️▪️▪️هوامش▪️▪️▪️
[1] هو السيد محمد الصدر والد السيد مقتدى الصدر. كتب هذا الكتاب في السبعينات من القرن الماضي.
[2] ولا توجد جهة بشرية او دينية اخرى رفضت “تقنين” المثلية، على الاطلاق. الا الصدر. فقد كتب السيد مقتدى الصدر بيانا، كالتالي: بسمك اللهم/ دعوة للبشرية عامة/أحبتي.. ليس الواعز الديني والعقائدي هو الوحيد الذي يستدعي ما سأقول بل هو واعز إنساني وأخلاقي وحفظاً للبشرية من الضياع والاندثار. فعلى الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات أن يتحدوا في العالم أجمع من أجل مناهضة ( المجتمع الميمي) لا بالعنف ولا بالقتل والتهديد، بل بالتثقيف والتوعية وبالمنطق والطرق الأخلاقية وما شاكل ذلك، ومن خلال أفعالهم أو أقوالهم أو منشوراتهم أو مقالاتهم أو مجالسهم أو تغريداتهم أو في منازلهم ومدارسهم ودوائرهم ومؤسساتهم وفي عوائلهم وبين أصدقائهم وعشائرهم ومجتمعاتهم وفي دولهم ومناطقهم وقراهم وأريافهم وفي قنواتهم ومواقعهم ومن خلال إظهار امتعاضهم من أفعالهم وقوانينهم بما يليق أخلاقياً ومداراتهم وعلاجهم طبياً ونفسياً. وبصورة منظمة وموحدة لكي لا يستطيعوا نشر الرذيلة والفاحشة وضياع الأخلاق والبشرية وضياع التناسل المباح. عسى أن تكون مناهضتهم سبباً لعدم تعميم البلاء الإلهي الذي ينتظر البشرية جمعاء بسبب تقنين الفواحش وتحدي السماء من خلال (الشذوذ الجنسي) فإلى ذلك نسترعي انتباهكم وتفاعلكم مع صوت الحق وأن لا تقصروا بذلك مع التعهد بعدم استعمال العنف مطلقاً ما لم يقننوه في دولنا ومجتمعاتنا المحافظة./ المناهض/ مقتدى الصدر.
[3] كتب القائد مقتدى الصدر عن الحب، ما يلي: فالعجب كل العجب أن يتحوّل الحب البريء الى الشهوة ونيل الأوطار (يقصد السيد الحنس/الكاتب). وحب الزوجة لا لأجل نيل الوطر بل هي رابطة مقدسة وحياة أبدية في ظل الحب وخالق الحب. فمن طلب من حبها الوطر ، زال حبها بنيله للوطر. وحب العائلة حب أزلي لا ينال إلا بالصدق والصفاء لا بالشهوة ولا بالتسلط وحب الأصدقاء كحب الأخوة والأخوات سرمدي شفاف يملؤه الخير والعفاف فأبدلوه من النقاء الى الوباء وصار نقمة وبلاء. وإن كانوا لا يدينون بدين ولا يخافون يوم الدين، فأي حجة عقلية لهم على ضياع جوهر الحب ومغزاه ؟
فأي حب تحوّل الى شهوة فهو مجرد رغوة في مهب الريح أو هي زوبعة في فنجان بلا أسس الانسان. فقد حوّلوا كل حب الى نكاح فآل الأمر الى السفاح.. فإن أحب امرأة أخضعها للفراش وإن أحب صديقاً زل حتى عن الحيوانية والوحوش. أليس الأفضل أن يكون للحب حد بلا مد؟ وإلا سيكون الفراش يكون مٱل حب الأخ والأخت والمتزوجين والمتزوجات.. فيكون تعدد الزوجات والأزواج مباحاً !
[4] علما ان الجهات الدينية التي تنتقد الزواج المؤقت او تسهيلات الصدر للعقد الشرعي. لم نسمع لها صوتا ضد المثلية. واعتقد ان سبب ذلك سياسي، بقصد تشويه صورة الصدريين.
او لانهم متورطون بها، سلوكا او خضوعا للغرب.
فضلا عن تعقيد اجراءات الزواح من قبل الحكومات و الجهات الدينية، بقصد تهيئة الاجواء للانحراف والشذوذ. ولمنع تكوين الاسرة. خضوعا للغرب.