18 ديسمبر، 2024 6:43 م

الفكر الصدري/ الثورة العالمية الكبرى

الفكر الصدري/ الثورة العالمية الكبرى

يبدو ان الصدر [1] يرى ان مستقبل البشرية مرتبط بثورة ثقافية عقائدية، تنهض بها البشرية لتغيير الواقع، بعد ان تيأس من الماديين. وبعد ان تتعرض لأزمات مؤلمة ترفع المستوى النوعي الغالبي[2] للوعي والادراك.
⚫ كتب الصدر في “اليوم الموعود” تحت عنوان “تطبيقات التخطيط العام” كالتالي:
“ان الرأي العام العالمي سوف يرى ضرورة اقتران الثورة الناجحة بقانون واعٍ جديد، لكي تكون ناجحة فكريا، كـما تكون ناجحة عسكريا… الأمر الذي سيكون بنفسه مطبقا في الدولة العالمية”[3]
⚫ يمكن القول وحسب فهمي لما كتبه الصدر في موسوعته، ان المراحل التي تمر بها البشرية، في تكاملها، تتشابه مع المراحل التي يمر بها الانسان خلال عمره. ويمكن اختصارها كالتالي:
1️⃣ مرحلة الطفولة البشرية: وفيها تتولى الام (الانبياء) رعاية البشر، لذلك قد تم ضخ اكبر عدد من الانبياء لرعاية البشرية وايصالها الى مرحلة الاعتماد النسبي على الذات.
2️⃣ مرحلة التعليم الاساس، برعاية الرسل والانبياء. وفيها قد تم ايصال القران، فضلا عن بقية الكتب السماوية.
3️⃣ مرحلة المراهقة والشباب، وفيها حاليا تعاني البشرية من هيمنة المادية وتمردها على الرسالات والاطروحة الالهية. وتحاول ان تشق طريقها اعتمادا على ما تتصوره من افكار وحلول. ويتجسد ذلك واضحا في العالم اليوم. وسوف تعاني البشرية من حالة المراهقة، وتصل الى اليأس.
4️⃣ ثم تبلغ مرحلة الرشد، وتهتدي الى قائدها الحقيقي وهو المخلص الموعود الذي سوف يتولى قيادتها، طبقا للتعاليم الالهية. فتتطور البشرية معنويا، وتتكامل بدرجة عالية، تصل فيها الى مرحلة “المجتمع المعصوم”. وتتولى البشرية ادارة الكون والفضاء المادي من مجرات غير متناهية العدد.
5️⃣ الموت البشري، هو حصول تراكم في التكامل المعنوي. حتى يصبح وجودها المادي قيدا لها، ومعرقلا لتكاملها الجديد. فتنتقل البشرية الى وجود اقل كثافة، وصولا الى مراحل اعلى من التكامل.[4]
وللحديث بقية…

▪️▪️▪️هوامش،▪️▪️▪️
[1] في الجزء الرابع من موسوعة الامام المهدي، كتاب اليوم الموعود، حوالي 1000 صفحة، اصدار هيئة تراث الشهيد السيد محمد الصدر. قدم الصدر اطروحة حول “مستقبل البشرية”, وفيها خلاصة الفكر الصدري المستند على البيان الشرعي (القران والحديث والروايات)..
[2] المستوى النوعي الغالبي مصطلح صدري، كما هو في ذاكرتي، ولم اتمكن من ايجاد التص حاليا. واعتقد انه معدل او معيار لواقع العقل الجمعي عند البشرية، اذا كان المقصود المستوى النوعي الغالبي العقلي.. او المستوى النوعي الغالبي للاثارة الشهوية ..وهكذا.
[3] القانون في الدولة العادلة بقيادة “المخلص الموعود” هو ما يصطلح عليه صدريا بعنوان “الاطروحة العادلة الكاملة” وهي الاسلام.
[4] ما يتم طرحه في هذه المقالات هي فهم او فهومات الكاتب، وليس بالضرورة هي الفهم الوحيد او الحقيقي لما قصده الشهيدان الصدران او القائد مقتدى الصدر.
[4] كما ينتقل الفرد من العالم المادي الى عالم معنوي اقل كثافة عند الموت. وبعد ان ينتهي المبرر من وجوده في الارض. كذلك البشرية، تنتقل بشكل تلقائي الى عالم معنوى، ارقى، اقل كثافة، بعد ان يصبح وجودها في الكون المادي لا مبرر له. فيتم انتقالها وحذف الوجود المادي لانتفاء الحاجة. هذا فهمي لما قراته في كتاب اليوم الموعود للشهيد الصدر.