22 ديسمبر، 2024 1:11 م

الفكر الصدري/ البشرية بين “الإستهداف” و “المادية”..

الفكر الصدري/ البشرية بين “الإستهداف” و “المادية”..

” التخطيط العام لتكامل البشرية، فهو يوازي المادية التاريخية”[1]
هذا ما كتبه الصدر، عن كيفية تكامل البشرية. وإطروحة الصدر هي “التخطيط الإلهي” يقدمها تفسيرا للواقع الكوني والبشري، ويقارنها بالديالكتيك والمادية التاريخية، كالتالي:
“أن التخطيط الإلهي لتكامل الكون يوازي قانون الديالكتيك الماركسي، بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة الكون وتدبيره. وأما التخطيط العام لتكامل البشرية، فهو يوازي المادية التاريخية”.
ولتوضيح الإطروحة الصدرية، حسب فهم الكاتب، يمكن الإشارة الى النقاط التالية:
1️⃣ الصدر طرح مصطلح “التخطيط الإلهي العام لتربية الكون والبشرية”.
▪️أي ان الواقع هو مرحلة من مراحل مشروع شامل ومتكامل، ينفذ بمراحل، لا متناهية، بحكمة ولطف إلهي. طبقا لتخطيط عام، وفيه تفصيل.
2️⃣ وهذا التخطيط العام يستند في التنفيذ على مبدأ “الإستهداف”.
▪️أي ان الخالق قد أوجد الخلق لهدف (علة) وبحكمته ولطفه، جعل تنفيذ المشروع، بمراحل، طبقا لتخطيط عام، يستند عمليا، على المفاضلة “الإستهداف” في التنفيذ.
3️⃣ والإستهداف -حسب فهمي- يعني أن “العقل الكوني” يراعي متغيرات كثيرة، لتحديد مسار مرحلة ما، ثم المرحلة التالية، وهكذا.
4️⃣ ومن تلك المتغيرات، ما يصطلح عليه -صدريأً- بعنوان “المحتوى النوعي الغالبي” للوعي البشري. وهنالك تفاعل بين الكون والبشر، أو ما يصطلح عليه بعنوان “التساوق”.
أي أن الكون “دالة” على الواقع البشري. وفيه تفصيل.
⭕ والأسئلة الذي قد تخطر في ذهن القارئ اللبيب، كالتالي:
1️⃣ ما علاقة هذا التخطيط العام -الصدري- بالمادية التاريخية؟
2️⃣ كيف يتوازيان؟
3️⃣ ما هي النقاط المشتركة؟
▪️ويبدو ان الأجوبة تحتاج، الى توضبح المفاهيم المشتركة او المتشابهة بين الإتجاهين (الصدري والماركسي).
أي الإشارة -بإختصار- الى تلك النقاط في “المادية التاريخية” التي تقترب الى النقاط الأربع -أعلاه- وهي كالتالي:
1️⃣ تقول المادية التاريخية بتفاعل المادة والوعي والقوانين الكونية للوجود فيما يتعلق بالحياة في المجتمع.
2️⃣ علاقة القوانين الكونية بالحياة الاجتماعية.
3️⃣ القوانين العامة التي تحكم تطور المجتمع الانساني.
4️⃣ تأثر القوانين الكونية او تأثيرها على المجتمع،
5️⃣ الترابط الداخلي بين المادة والوعي.
وفيه تفصيل.[2][3].
▪️ان الصدر في إطروحة التخطيط الإلهي، بالرغم من إختلاف منهجه، مع المادية التاريخية، لكنه يرى أنها، توازي الى حد ما، مفهوم “التخطيط الإلهي لتربية البشرية” ولا توازي “التخطيط الإلهي لتربية الكون”. والصدر قد أطلع بدرجة عالية على الأفكار الماركسية[4].
وللحديث بقية.

▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر: محمد الصدر/ موسوعة الامام المهدي//ج4/اليوم الموعود/ هيئة التراث/ص 522 . يرى مولانا الصدر أن “تكامل البشرية” في اطروحته “التخطيط الإلهي العام لتربية الكون والبشرية” يوازي ما قالته المادية التاريخية، من جهة البشرية فقط، وليس الكون. وجاء ما نصه:
” وإذا أردنا أن نعقد مقارنة بين هذه الأفكار التي قلناها وبين الفهم الماركسي للكون والحياة، وجدنا أن التخطيط الإلهي لتكامل الكون يوازي قانون الديالكتيك الماركسي، بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة الكون وتدبيره. وأما التخطيط العام لتكامل البشرية، فهو يوازي المادية التاريخية بصفتهما يمثلان الأسلوب العام لقيادة البشرية وتدبيرها.”
ويمكن للقاريء الكريم الرجوع لكتاب “اليوم الموعود” او تحميله على الرابط ادناه:

https://t.me/sadr_ideas_nadhim/90

[2] ا.ب. شبتولين/النظرية العلمية في الطبيعة والمجتمع والمعرفة / دار الفارابي /بيروت /1981 .

[3] معجم الماركسية النقدي/ مجموعة مؤلفين بإشراف الفيلسوف جورج لابيكا / دار الفارابي / بيروت / 2003 .

[4] مولانا الشهيد الصدر يرى أن الماركسية قد أمتازت بمشترك مع الإمامية في قضية اليوم الموعود. واللقاء معه في الرابط أدناه:


منطقة المرفقات
معاينة فيديو YouTube الماركسية ومناقشة افكارها من قبل الشهيد الصدر وكتاب اليوم الموعود