“لكننا في الامكان، أن نضيف معجزة خالدة اخرى. وهو نظام الإسلام _العدل الإسلامي_ الذي بَشر به النبي، وجاء به النبي، و حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة، وحرام محمّد حرام إلى يوم القيامة”[1]
هذا ما قاله الصدر عام 1998، وقد بين أن الإسلام يخدم البشرية، في كل زمان ومكان. وعنده حلول شاملة لقضايا المجتمع والاسرة والفرد. ويقدم رؤية حقيقية لتاريخ البشرية ومستقبلها. بل يتضمن حقائق عن الكون والغيب. ولا يسع المجال للتفصيل، هنا، الا فيما يخص الاقتصاد، وبإيجاز.
▪️الموقف من الرأسمالية والإشتراكية:
وهما نظامان اقتصاديان:
1️⃣ الأول (الرأسمالي) نظام حكم فاعل في الغرب، ويتبنى “الخصخصة” في اغلب المجالات (الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها)..
2️⃣ اما الثاني (الاشتراكي)، فقد كان فاعلاُ في الإتحاد السوفيتي. ويتبنى اسلوب القطاع العام (الحكومي) في المجالات كافة.
⚫ يمكن القول ان الاسلام يقف في الوسط، دون ان ينحاز الى الاتجاه الرأسمالي أو الإشتراكي. أي موقف الإسلام “وسطي” او معتدل. يرى ضرورة وجود القطاع العام الى جانب القطاع الخاص، لكن بشرطين، هما كالتالي:
1️⃣ وجود القطاع العام، بما يمنع الإحتكار، ويوفر الحاجات الضرورية لمعيشة الفرد، دون استغلال أو ذلة. وبعيدا عن البيروقراطية.
2️⃣ وجود القطاع الخاص، رديفاُ للقطاع العام، بما يحقق من تطور وإبداع، في المجالات كافة. وهذا يتطلب دعم واسع من الدولة والحكومة للانشطة المملوكة للمواطنين.[2]
▪️الموقف من الإنفاق والإدخار:
يمكن القول ان الاسلام يقف مع الإنفاق، بدون تبذير. وللتوضيح، توجد عدة نقاط هي كالتالي:
1️⃣ الإنفاق يحرك عجلة الحياة والإقتصاد. لذلك يحث البيان الشرعي على الانفاق. وقد يفسر هذا فرض “الخمس” على الأموال الراكدة، او المدخرة. وخاصة تلك الأموال التي لا تدخل في ميزانية المشاريع الإنتاجية.[2]
2️⃣ الإدخار، يعتبر معطل للنشاط الإقتصادي. وهو مستوى من مستويات البخل، او سوء الظن بالله تعالى ذكره.
فعلى سبيل المثال، الاية 268 من سورة البقرة، كالتالي :
“الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ”
واجمالا، يدفع البيان الشرعي (القرآن والاحاديث والروايات) نحو الإنفاق. وهذه الآيات لا تختص بمساعدة المحتاجين واليتامى فقط، بل يمكن القول، حسب فهمي، وهذا قد يطرح للمرة الأولى:
ان الحث على الإنفاق يتضمن النشاط الإقتصادي، بنية خدمة المجتمع وتقديم الخدمة، وتشغيل الأيادي العاملة.
⚫ أي ان ما ورد في استحباب الإنفاق، أو وجوبه، ينطبق على الإنفاق في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة. والمجالات كافة التي تتضمن الأهداف الخيرة، او تسعى لتحقيقها نسبيا، وهي كالتالي:
1️⃣ التجارة التي تقرب البضاعة للمواطن.
2️⃣ الزراعة، والصناعة، بما توفر من منتجات ضرورية للسوق.
3️⃣ النشاط الإيجابي الذي يوفر فرص عمل.
4️⃣ النشاط الذي يوفر حياة كريمة ومريحة.
5️⃣ النشاطات كافة التي تخدم المجتمع، وتمنع الإحتكار والظلم والغلاء والتبعية.
وللحديث بقية…
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️▪️
[1] الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، تحدث عن كون الاسلام شامل، ونافع مع مرور الزمن. فقال في خطبة الجمعة رقم 11، عام 1998، في مسجد الكوفة، ما نصه التالي:
أن المعجزة الخالدة للنبي وللإسلام هو القرآن الكريم ، وهذا صحيح ، لكننا في الامكان أن نضيف معجزة خالدة اخرى.
وهو نظام الإسلام_العدل الإسلامي_ الذي بَشر به النبي “ص” ، وجاء به النبي “ص” و(حلال محمّد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمّد حرام إلى يوم القيامة )
فإن المعجزات الوقتية وإن كانت صحيحة ، كتسبيح الحصى ، وشق القمر ، وغير ذلك من الأمور ، إلا انها تزول في وقتها ولا تبقى منها إلا الرواية والنقل ، بخلاف المعاجز الخالدة. ومعنى خلودها كونها معجزة على كل الاجيال ، وعلى كل الأديان ، وعلى كل الطبقات ، وعلى كل المستويات وعلى كل القرون إلى يوم القيامة . انتهى كلامه.
[2[ يمكن للقاريء اللبيب الرجوع الى المصادر الصدرية في الاقتصاد والفلسفة، فضلا عن خطب الجمعة.