22 ديسمبر، 2024 6:55 م

الفكر الصدري/ الإستغناء..

الفكر الصدري/ الإستغناء..

“إنَّ الله هو الهدف الأسمى لأمل كلّ آمل، وأنَّ كلّ ما سواه عرضٌ زائل، وظلٌ حائلٌ يمكن الاستغناء عنه في سبيل ذلك الهدف الكبير[1].
هذا ما كتبه الصدر[2] في “رسائل ومقالات”. أي يمكن ان يستغني الانسان بالله عن غيره.
⬛ لذلك يكون لدينا إتجاهين، هما كالتالي:
1️⃣ الإتجاه الإيجابي: وهو “الإستغناء” بالله.
أي ذلك الشعور النفسي والوجداني بعظمة الخالق وقدرته، ثم التوكل عليه، دون غيره.
2️⃣ الإتجاه السلبي: وهو مفهوم بطريقة “المخالفة”. أي نخالف النص الصدري. فيكون كالتالي:
إنَّ الله هو ليس الهدف الأسمى لأمل كلّ آمل، وأنَّ كلّ ما سواه ليس عرضٌ زائل، وظلٌ حائلٌ يمكن الاستغناء عنه في سبيل ذلك الهدف الكبير”.
▪️ أو نستخدم اسلوب “المغالطة”، أي نغير الموضوع، وليس المحمول، فينتج:
“إنَّ المادة هي الهدف الأسمى لأمل كلّ آمل، وأنَّ كلّ ما سواها عرضٌ زائل، وظلٌ حائلٌ يمكن الاستغناء عنه في سبيل ذلك الهدف الكبير”
أي تكون النتيجة هي “الإستغناء” عن الله. وليس بالله.
▪️أي ذلك الشعور النفسي والوجداني بعظمة المادة، ثم التوكل عليها، دون الله. وقد اطلق الكاتب مصطلح “الإستغنائية” على هذا الإتجاه السلبي. وهذا مستوى من مستويات العلمانية[3].
وللحديث بقية.
▪️▪️الهوامش▪️▪️
[1] المصدر/محمد الصدر/ كتاب رسائل ومقالات.
[2] محمد الصدر (1943 – 1999): الصدر الثاني هو الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، عالم ومرجع عراقي. معروف بأعلميته وزهده وشجاعته في النجف الأشرف. اقام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة في 1998 ولمدة 45 جمعة… وقد اسس بخطبه وكتبه ودرسه لثورة عقائدية ضد الانحراف الديني، عموما، فضلا عن الانحراف السياسي في العراق. وقد رفض بشكل واضح الحكم الديكتاتوري من قبل صدام. لذلك تم إغتياله عام 1999، هو وولديه مصطفى ومؤمل. وهو والد الزعيم العراقي مقتدى الصدر.
[3] يبدو أن العلمانية لها قادة وأتباع. فمن أسسها وروج لها، يريد منها “الإلحاد” وفيه تفصيل. أما الأتباع والمعجبين بها، فهم مستويات متفاوتة، أغلبهم يؤمن بالغيب أو العالم الٱخر، لكنه ينجذب للعالم المادي، مما يجعله “مستغني” عن الله، بدرجة ما.