18 ديسمبر، 2024 9:35 م

الفقمة تأكل أولادنا !

الفقمة تأكل أولادنا !

نعم المفخخات والإرهاب قتلنا ومازال..كل أعداء العراق وأولهم الطبقة السياسية الحاكمة يتوافقون على قتل أبناء الشعب العراقي بنار الإرهاب. ان الحديث عن تفجيرات يوم أمس وماحدث عند مرطبات الفقمة وغيرها اليوم قرب مديرية التقاعد في هذا التوقيت تحديدا له معنى والعراق يعيش تحت مضلة صراع القوى السياسية من جهة ومابين إرهاب داعش من جهة أخرى..كل هذا كان له تداعياته المدمرة وانعكاساته السلبية التي جعلت الشعب العراقي يعيش في حالة من السفك الدموية لأبنائه. يبدو ان المسرحية الهزلية لم تنتهي بعد، التي أبطالها الطبقة السياسية والمتمثلة في مجلس النواب، السلطة التنفيذية والنظام القضائي..هذه السلطة وبكل ماتملكه من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لم تتمكن بأن توفر للشعب أيا من شروط الأمان أو الحياة المطمئنة مع عدم وضع الحلول المناسبة لدرء خطر الارهاب عن ارض العراق والمواطن العراقي.
بل هي أس الخراب ومازالت تعزف على وتر الطائفية وذلك جلي للعيان عندما تحدث النائب حاكم الزاملي عضو لجنة الأمن والدفاع وقال ان العجلة المفخخة جاءت من القائم!!!! اي انها قطعت مسافة اكثر من ٣٧٠ كم واجتازت لأكثر من ثلاثين سيطرة حتى تأتي لتقتل أطفال ونساء قرب محل المرطبات!!!
ولم تتوقف كماشات النار إلى هذا الحد بل اوغلت اكثر من أجل إعادة المشهد الطائفي لعام ٢٠٠٦ حيث تم التلاعب في بيان التنظيم الإرهابي داعش ( هذا ان كان صحيحا منهم ) حيث تمت اضافة اسم منفذ العملية ونسبه الى منطقة الاعظمية من أجل تأجيج الوضع الداخلي اكثر وهذا بفضل الجيوش الإلكترونية للحكومة والأحزاب السياسية.
لقد بات واضحا ان الطبقة السياسية في العراق لاتحمي إلا نفسها وهي تختبئ وبكل انحطاط أخلاقي في المنطقة الخضراء..كل هذا يؤكد نحن لسنا أزاء دولة تعترف بقيم المواطنة.
اليوم من يحكم العراق يريد فقط الاستئثار بالسلطة واحتكار ثروات البلد والتصرف بها بدون رادع، السلطة تمارس انتهاكات صارخة مليئة بالفساد والطغيان.
في الحقيقة يجب أن نبحث في عدد من التساؤلات التي يفرضها الواقع العراقي المرير.
1. إلى متى تبقى دماء العراقيين مستباحة إلى هذه الدرجة المخيفة من القتل والذبح؟!
2. ماهي الإجراءات المطلوبة التي يجب أن تتخذها الحكومة العراقية لوقف هذا النزيف المستمر.
3. لم يبقى على الانتخابات البرلمانية سوى بضعة أشهر.. السؤال هل سيعيد المواطن انتخاب نفس هذه الوجوه الغبراء ويكرر نفس التجربة من أربعة عشر عاما؟!
4. على الدولة أن تعطي تعريف واضح للإرهاب وبكل أشكاله ومسمياته بمعنى، محاربة إرهاب داعش وإجرام الميليشيات في نفس الوقت؟!
5. معالجة الخطاب الديني وظاهرة الفتوى التي تصدر من مختلف الجهات والطوائف الدينية.. هذه الفتاوى التي مزقت النسيج الوطني.
كل هذه الأمور المهمة وغيرها يجب على السلطة ان تعمل على على تطبيقها اذا ماأرادت توفير الجزء اليسير للمواطن..ولكن ماحدث منذ أربعة عشر عاما في العراق من دمار يجعلنا ان نشك في قدرة أو توفر الإرادة في هذه الطبقة السياسية الفاسدة.