18 ديسمبر، 2024 5:01 م

الفقر والبطالة واستطلاعات الرأي

الفقر والبطالة واستطلاعات الرأي

ما يزال الفقر وارتفاع الاسعار والبطالة والوضع الاقتصادي أبرز المشاكل التي يعاني منها الأردنيون، فبحسب استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية بمناسبة مرور 200 يوم على تشكيل حكومة هاني الملقي، “يعتقد الأردنيون بأن أهم مشكلة تواجه الأردن اليوم، تكمن في ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وبنسبة 26 %، تليها مشكلة البطالة 22 %، ومن ثم الفقر 19 %، فالوضع الاقتصادي بصفة عامة 13 %”.
كما تتصدر المشكلات الاقتصادية أولويات المواطنين 80 %، بالرغم من حضور المشكلات الأخرى، وعلى رأسها مشكلتا: التحديات الأمنية، والفساد بصفة عامة (الواسطة والمحسوبية)، بحسب نفس الاستطلاع.
وأعتقد، أن المواطن الاردني سيعاني لفترة طويلة من هذه المشاكل، فنتائج كافة استطلاعات الرأي السابقة، كانت تضع الفقر والبطالة وغلاء الاسعار والوضع الاقتصادي في صدر المشاكل التي يعاني منها الأردنيون، ومن غير المتوقع، أن يتغير هذا الواقع، فالاوضاع المحلية في غاية الصعوبة، حيث نشهد يوميا ارتفاعا بالاسعار وتكاليف المعيشة وزيادة بنسبة الفقراء وذوي الدخل المحدود. إن تغيير هذا الواقع المر، يتطلب عملا متواصلا، وتطبيقا ناجحا للخطط والبرامج التي تضع على رأس اولوياتها المواطن ومصالحه. في هذه المرحلة، هناك توقعات ايجابية لخطة تحفيز النمو الاقتصادي للخمس سنوات المقبلة. فهذه الخطة بحسب الحكومة تستهدف تحقيق نمو اقتصادي مقداره 5 %، وهناك اهداف مهمة اخرى، منها توسيع فرص العمل وتخفيض المديونية، ولكن كل ذلك، مرتبط بتطبيق ناجح لهذه الخطة، ونتمنى أن يكون التطبيق ناجحا، وان تعمل الحكومة فعلا من اجل ذلك. ولكن، من التجربة، فان هناك تحديات حقيقية لتطبيق هذه الخطة وتحقيق اهدافها. نتمنى، في المستقبل القريب ان تتغير الامور ، بحيث تنخفض نسبة الفقراء وذوي الدخل المحدود، وأن يتم حماية الطبقة الوسطى، وأن تنخفض الاسعار، بحيث يستطيع المواطن شراء المواد الاساسية بسهولة، وان يجد الشاب العمل المناسب بسرعة، لا أن يظل عاطلا لسنوات. منذ سنوات طويلة واماني المواطنين الاردنيين لم تتغير، وهي بالمناسبة ليست كبيرة جدا، فهي منحصرة بتوفير حياة كريمة لهم من خلال خفض الأسعار، وتقليل نسبة الفقر والبطالة، وإيجاد فرص عمل، وتحسين مداخيل المواطنين، ومستوى معيشتهم. لدينا شعب صبور، ومحب للعلم والعمل والتقدم والعطاء، ولكنه بحاجة لحكومات تقدره، وتسعى من أجله.
نقلا عن الغد الاردنية