شجاع سعد شجاع
الفقر والبطالة ظاهرتان متلازمتان تفتكتان بالمجتمع العراقي خاصة شريحة الشباب منذ الاحتلال الغاشم والى الان حيث تشير احصائية للجهاز المركزي للاحصاء ان نسبة البطالة بين صفوف الشباب بلغت 22.6% وهي نسبة عالية جدا خاصة في بلد كالعراق يملك امكانيات هائلة وثروات طبيعية لاتعد ولاتحصى ومنها النفط الذي صار نهباً للسياسيين الفاسدين وعصاباتهم !
وقد شكل سياسيو الصدفة ممن سلطهم المحتل على مقدرات البلد طبقة جديدة فاحشة الثراء على حساب جوع وموت ومرض ملايين العراقيين .. وواهم من يظن ان هؤلاء من الذين قتلوا ضمائرهم منذ ان ارتضوا ان يصطفوا مع اعداء وطنهم ، يمكن ان يلتفتوا الى آنين الشعب وآهاته في صحو ضمير لن تتحقق !! لذا فان من ابسط الواجبات التصدي لهم وفضح ممارساتهم وسلوكياتهم التي تتقاطع مع الحد الادنى من تطلعات الشعب وحقه بحياة كريمة .
وعودة الى موضوعنا الارئيسي تعطينا دليل لايقبل الجدل عن مستوى المخطط الاجرامي لتدمير العراق ومنع اية محاولة لنهضته من خلال استهداف شبابه وهم الشريحة الاساسية التي يعول عليها لبناء الاوطان .. ولن نستغرب اذا ما اتهمنا البعض من ( وعاظ السلاطين ) الانتهازيين المنتفعين ، باننا نعيش هاجس المؤامرة ، محاولاً تبرئة السياسيين الفاسدين من مسؤوليتهم الاخلاقية قبل اي شسء اخر في افدح جريمة يتعرض لها الشباب من خلال البطالة وما تسببه من فقر وازمات نفسية حادة !
ويكفي لتأكيد حجم وطبيعة المؤامرة على شباب العراق الاطلاع على كميات المخدرات ونوعيتها التي غزت اسواق العراق بعد الاحتلال في نيسان 2003 وانتشارها في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الاوسط بشكل خاص . ان جميع الدراسات ومراكز البحوث التي تتابع ظاهرة انشار المخدرات وسط الشباب تشير الى ان مافيات المتاجرة بالمخدرات ما كان لها ان تعمل بهذه الطريقة لولم تتوفر لها مظلة حماية من شخصيات واحزاب سياسية متنفذة وهو ما يجعلنا نربط بين جريمة غزو العراق وبين تسليم السلطة على طبق من ذهب لعناصر مشبوهة بحسب ما قاله عنهم الحاكم المدني بريمر عندما قال في كتابه اننا جمعناهم من شوارع اوربا !!
اخيرا فان الخلاصة التي نستنتجها من كل ذلك بان البطالة والفقر والمخدرات حلقة مترابطة تؤدي بالنتيجة الى ضياع الشباب ويأسهم وكرههم للحياة وبالتالي الانتحار !
مطلوب حملة واسعة لانقاذ الشباب من جريمة قتله البطيء وهذا كما اثبتت التجربة لن يتحقق من غير صحوة شعبية تؤدي لعملية تغيير كبيرة تقتلع السياسيين الفاسدين .. وهذا ما على الشخصيات والتيارات الوطنية الصادقة ان تعمل عليه قبل فوات الاوان . فهل تفعلها ؟!