23 ديسمبر، 2024 6:00 م

الفقر الفكري للعرب حطم النظرية الاسلامية

الفقر الفكري للعرب حطم النظرية الاسلامية

اكثر الاشياء مبيعا في البلاد العربية هي اشرطة الغناء والطرب التي تتغني بالعشق والغزل وتغندج الحبيب وتمايل الجسد ,حتى صارت لصيقة لكل اعلانات السلع والبضائع والمنتجات وتحولت من محرمات ومجون الى مطلب ملح لفتح باب الرزق ,وصارت من علامات الجذب للبيع ابتداء من بائع (حاجة بربع) الى اضخم المولات  في البلاد وتوظيف الفاتنات,.
اوسع الاشياء انتشارا بين العرب هي الاغنية فهي لا تحتاج الى مدارس وتعلم ومخارج حروف او نطق الغنة والادغام والاقلاب فهي تاتي بناء على مانظمة الملحن الفذ الذي ابدع بنغم الاغنية ,والشئ الذي لايختلف عليه احد في التركيز والانتباه هو صوت الغنج الذي تتحدث به جميلة  لطلب ما او السؤال عن شئ. .
والاغرب من هذا كله  الازدواجية بين  مفهوم الحلال والحرام التي يعيشها العربي  فالاغنية والرقص في البلاد  العربية محصورة بين اكتاف الملاهي والمقاهي الجديدة ولا يمكن ان تكون في غير هذه الاماكن  فالمجتمع  لا يرضاها ان تنتشر بين اضلاعه بدعوى المحافظة على قيمه وعاداته ومن طرف اخر تراه  يبحث وينقب سرا على اليوتيوب ومواقع التعارف الاكثر مشاركة من قبل الباحثين عن اخلاء سرا وباسماء مستعارة اشباع لغريزة  ,ارضاء لنزوة ملحة ولايوجد موقع لنطيحة او متردية من سيئات الدروب الاويلج اليها .اما  عن الصدقة فتراه في العلن يبحث عن الفقير الملتزم ويدقق ويفضل بين الناس على اسا س  الركيعات التي قد قام بهن لله سبحان  وحقيقة الامر هو بخله وشحه المطاع  ومن باب اخر  سخيا مهما كان بخله وشحه ويتغير بمجرد تكشيرة من نسوة هبت بوجههن ريح شديد دفعهن لعبس الوجه فظنه اعجاب به  او اقتراب نهد نافر بارز توت الحلمتين .  ان حضور المغني او المطرب يجمع الناس ويشعرهم بحيز من الامان النفسي التلقائي  والاشباع الجسدي لرغبات مكبوته وكأنما يدخلهم بكوما مؤقته تبعدهم عن مأسي الدنيا وايامها التي فقدوا لذتها بانتظار اجالهم على عجالة او تباطئ .
فالشعور بالامن النفسي وتحقيق الذات  هو المحفز الاساسي لتقبل الاغنية وفكرة الرقص والمجون بعد ان تكالبة الحكومة ورجال دين العصر الحديث على انتزاعها منه .
ان رجالات الدين (جزء منهم )انقلبوا على طريقتهم ونظرية الاسلام في الحياة الحرة الكريمة ,خطاباتهم تحريض وتحض على القسوة في القلب ,نصائحهم توبيخ وتهديد ووعيد بالقطيعة والتباعد والتنافر ,شروحاتهم لا تقترب من الواقع لا من قريب او بعيد, ناهيك عن التنظير الطائفي والتحشيد المذهبي برغم ان المجتمع واحد متجانس متخالط لا حاجة له بهم .لم يستطيعوا تسخير النظرية الاسلامية في تامين الحياة الكريمة للمجتمع وصار لديهم الدين قتال وغزاوت وكره للطرف الاخر وتهميش للعواطف وتحقير للفرح وتهجير للروح الى عالم الاخرة بدون ان تعرف مالمعنى من حياتها في هذه الدنيا,.
حتى الحلم حرام وذهبوا الى تفسير الاحلام وجلعوا الناس تقلق من حلمها الذي يذهب ادراج الرياح ,وهو احد الاسباب الذي ادى الى انتشار الطيرةوالفال بالمجتمع .
الشباب لايعرف الى متى هذه الواجبات الشرعية بدون ادنى اهتمام بتحسين نوعية الحياة ,فما ان يتعلم ان يقف للصلاة حت يبدأ الصراع بين حقيقة مذهبه وزيف المذهب الاخر .تبدأ النقاشات والبحث عن خطاء للهداية والدعوة وهي اصلا تؤصل العنف وتنزع العطف بينهم.
المجتمع في حالة فاقة وفقر ثقافي وفكري والتغذية الشرعية في الوقت الحاضر تقتصر على العبادات وتتنطع في تفاصيلها وتطنب في شروحاتها مع الوعد والوعيد الشديد ,ومع عدم التيسير في الامرو تولد نفور عالي لدى الناس من رجال الدين بل تطور الحال وادى بالمجتمع الى الصاق النقيصة بهم وتتبع عوراته وجعل منهم مثلا للسخرية مع ان جزء اخر منهم اجلاء لايرضون بالفاحشة وسفه القول.
وصار الدين مصدر شك وقلق وزعزعة للذات.
ان الفقر الفكري والجسدي حطم كل الاعتبارات القيمية للعرب وهز الثقة بالنظرية الاسلامية للحياة الامنة .