أطلق مؤخراً رئيس الوزراء مبادرة توزيع قطع أراضي سكنية “للفقراء “!وكنت أتمنى ان يكون تسمية الحملة توزيع الأراضي على العراقيين دون تمييزهم كفقراء أو محدودي الدخل، لان كل عراقي لايمتلك وطن لايمكنه إن يشعر بالأمان والاستقرار والشعور بالمواطنة الحقة. وبعيداً عن الجدل الذي أثير حول هذه الحملة بوصفها دعاية انتخابية مبكرة تم تفعيلها قبيل الانتخابات لكسب أصوات هذه الشريحة ، نتسأل ومعنا الفقراء الباحثين منذ عقود عن “وطن” كيف تتم أو تمت اختيار الإفراد المشمولين بهذه المكرمة؟ ، فهناك أفواج منهم أصبحت تتوافد على مجالس ومقار المحافظات والمجالس البلدية تسال عن كيفية التقديم او الحصول على استمارة التقديم للحصول على قطعة ارض مهجورة من الوطن ، فكان الجواب لاتعليمات لدينا ولا معلومات اذهبوا واسألوا مجلس الوزراء؟.
إمام هذه المشاهد التي تعكس مشاعر الألم والإحباط والتهميش والتمييز لشرائح تبحث عن وطن مفقود وحلم توارثته أجيال من الفقراء دون إن يتحقق.
كنت أتمنى إن تشرع الدولة منذ سنوات ببناء مساكن تليق بكل عراقي وتوزيعها على الفاقدين للوطن ومنهم المغتربين قسراً أو طوعاً ، بدلا من توزيع اراضي مهجورة يسارع معظم المستفيدين إلى بيعها لتجار أصبحوا مختصين باقتناص هذه الأراضي البور بأثمان بخسة .
هذه الحملة وغيرها من المبادرات التي تعنى بقطاع الإسكان تؤشر دون شك إلى عدم وجود تخطيط استراتيجي علمي او خطة وطنية مدروسة كان ممكن إن تحل أزمة السكن بشكل يجعل العراقيين يشعرون إنهم ينتمون إلى العراق.