27 ديسمبر، 2024 8:53 ص

“الفقراء لم يصنعوا يوما “ثورة

“الفقراء لم يصنعوا يوما “ثورة

أقلب في القنوات العراقية الفضائية صعودا ونزولا لأرى أخر المستجدات على الساحة العراقية وكل ما أراه هو مواطن غاضب يشتم ويلعن ويبكي ويشتكي ويتمنى ويطالب … الخ . فأتسائل أذا لم لا يثور هذا المواطن ؟
فأستذكر الثورات العالمية وما قرأت عنها فيتضح أن الفقراء والبسطاء لم يصنعوا أي ثورة من هذه الثورات ، بل هم كانوا وقود لها وأكثر من قاموا بالثورات العالمية كانوا من الأثرياء أو من مثقفين الطبقة الوسطى . بدأ من روبن هود فحسب الروايات هو أحد اللوردات من منطقة لوكسلي وكان ذلك واضح من مهاراته بأطلاق السهام والمبارزة أستطاع جمع 140 فارس من الطبقة الوسطى سموا بجماعة(ميري من) ومعناها الرجال المبتهجون وكانوا يسرقون من الأغنياء ليعطوا للفقراء . والثورة الفرنسية قادها أو حركها مجموعة من المثقفين من الطبقة الوسطى ووقف خلفهم مجموعة من البرجوازية الذي أدركوا أن العائلة الحاكمة أنتهت والذي أقروا حقوق العمال وغيرها من الأمور لكنهم لم يطبقوها في فترة حكم نابليون بونابرت .وحتى لينين كان محامي من الطبقة الوسطى وماو تيسي تونغ كان ظابط في الجيش وغاندي أبن عائلة سياسية مرموقة في غاجورات في الهند . نزولا عند ثورة مصر الأخيرة الذي أطاحت بنظام مبارك و الأخوان المسلمين من كان على رأسها أشخاص من الطبقة السياسية والمثقفة الثرية أمثال محمد البرادعي وعمرو موسى ومحمد نور ورجل الأعمال نجيب ساويرس وقادة الجيش وغيرهم .

لذلك أفكر بيني وبين نفسي من سيقود هؤلاء الفقراء في العراق ؟؟ أتحاد الأدباء والكتاب في العراق أكبر ثورة قاموا بها هي عندما أغلقوا باراتهم الذي كانوا يسكرون بها . أم نقابة الصحفيين بأدراتها التي تدور لكسب رضى هذا وذاك من السياسيين وأحيانًا تلقي نكت ساخرة عن شخصيات تاريخية أسلامية لتتأجج النعرات الطائفية بين طوائف الشعب العراقي . أم رجال دين : السنة لديهم تجارب سابقة مع دعم التظاهرات وأتهم أكثرهم  بالأرهاب ومن ثم لن يدعموا ثورة شيعية لن يعرفوا أذا كانت ستنقلب ضدهم أم لا .ورجال الدين الشيعة خائفين من دعم التظاهرات لأنهم يخشون أن تطيح بالحكم الشيعي . أم شيوخ العشائر وهم أكبر ثورة قاموا بها هي عندما تقاتلوا على المنح والهدايا
واللمقاولات التي تقدمها الحكومة والكتل السياسية إليهم .

الفقير والبسيط حتى لو كان مثقف و مهما كان غاضبا لايستطيع صنع ثورة لأنه خائف على عائلته وعلى أقربائه من أن تحاربهم السلطة وهو لايملك حرية التحرك والحركة لنشر الأفكار وتوعية الناس وحثهم على الوقوف بوجه النظام للمطالبة بحقوقهم .