23 ديسمبر، 2024 9:35 م

الفقراء أولا/ دائما ..

الفقراء أولا/ دائما ..

تبدأ الحركات الفكرية بالفقراء ،فهم أكثر الناس وجعاً، إليهم تتوجه أقدام سعاة البريد الالهي ومنهم تكون الاضاحي / التضحيات ،فهم دائما أول الخاسرين يترابطون بأممية الجوع ومشتقاته ،لذا اعلنها رأس البروليتاريا كارل ماركس (ياعمال العالم اتحدوا) وإليهم توجه جيفارا ومنهم انبثق باتريس لومومبا وفرانزفانون وقبلهم كان أبو ذر الغفاري ،أول منفي في الاسلام ..والفقراء لا جدارية تشهرهم في تقاطع الطرق ولاوجودهم يومض في النص أوفي الهوامش ..الفقراء اداة صالحة للأستعمال دائما وهنا الخطوة الضد ، فهناك من يلتقط الفقر ليس من فقرهم فقط ،بل من جهلهم ايضا..،فطنة الاديب تلتقطهم وتستعملهم نصا رائعا وليس حاشية أو هامش ..في رواتيهما (الظهور الثاني لإبن لعبون) للروائي اسماعيل فهد اسماعيل و(خرائط التيه ) للروائية بثينة العيسى ، سألتقط الفقراء لأنني منهم وفيهم ، في رواية اسماعيل :الظلاميون يصنّعون رسائلهم الدموية بدحرجة رؤوس الهامش الاجتماعي في ضريح ابن لعبون : بنغالي يمتهن الصيدلة ،نسوة أضطرهن الفقر الى المتاجرة بالبضاعة الاولى في التاريخ ،شاب ناقص عقل يؤذن بتوقيت جنونه وإمرأة انقتلت لأنها كانت تطعم هذا المجنون ،ضحيتان مجهولتان وبالطريقة هذه يرعبون المجتمع الكويتي في أوائل القرن العشرين ،ويكتفون برسايل التهديد والوعيد مع الشاعر صقر ابن شبيب و شخصية كويتية من الوجهاء تتصف بعقل تنويري…بالنسبة لبثينة، فهي تلتقط المسكوت عنه في الفضاء المقدس حيث يتحول موسم الحج الى موسم اختطاف الاطفال أثناء الطواف او السعي وهو خطف مشروط طبقيا (أطفال فقراء ومعدمون ولايثير اختفاؤهم ضجة كافية /99) وهناك خطف مسكوت عنهم وهو الاكثر وجعا للأهل (لو كنت َ مقيما بصفة غير قانونية أو مهاجر غير شرعي ،أو مخالف ،أو متسوّل ..هل كنت ستلجأ للدولة للعثور على طفلك ؟)..(أختطفوا أطفال كلهم ايتام ../118) :معادلة ضيزى فقراء : لايملكون قوت يومهم مقابل قوة مدججة بالمطلق المقدس ومغلونة بالسرية كما هو الحال في رواية اسماعيل فهد اسماعيل ..(جماعة مغلقة على نفسها يصعب اختراقها /232) أما في رواية بثينة العيسى فهناك مافيا أفريقية :عربية / اثيوبية وهناك مافيا أوربية خاصة (عصابة اختطفت مئة طفل .دفعوا للأسر ألف دولار مقابل ان يأخذوا أطفالهم الى مدرسة مسيحية.لاأحد سمع بهذه المدرسة ، ولا الجمعية التبشيرية ،ولم يعرف أحدٌ بما حل بالاطفال …/191) إنه الفقر،تلك الارض الرخوة كالعجين ..انه الجوع يفترس الانسان ..لايستلبه فقط بل يغتصبه فنحن جئنا لانملك شيئا ..فماذا يستلبون منا ؟ بشهادة سيد نعمة في رواية غائب طعمة فرمان (المركب )..