23 ديسمبر، 2024 3:18 م

الفقاعة …. التنازل

الفقاعة …. التنازل

 كلمات وجمل تطلق بين الحين والآخر، من سياسيين لم نتوقعهم أن ينحوا هذا المنحى الخطير، والذي أنتج تذمرا لدى اغلب السياسيين، بل وحيرهم، لان الشعار كان يختلف اختلافا جذريا مع التطبيق، والدليل فقاعة الانبار الأخيرة، التي ستختم الحكومة العراقية بها مدتها وهي في أيامها الأخيرة من الفترة الحالية.
التظاهرات التي خرجت في الانبار، التي استمرت فترة ليست بالهينة، تحت مطاليب كثيرة، ولم تنتهي القائمة، لان التعاطي مع تلبية إرادة الجمهور الأنباري كان خاطئا، لان أول الغيث اتهمتها الحكومة أنها فقاعة، مع تجاهل النصح من قبل الحكومة، بل واتهام كتل لها الثقل في الوسط العراقي، بالتواطيء مع المتظاهرين، واعتبار التظاهرات ليست شرعية، ولا يمكن نكران ان تلك التظاهرات تم استغلالها من قبل الإرهابيين، وعلى اثر ذلك كثرت المطالب، أكثر مما يتصوره البعض، وهذا ناتج عن عدم جدية الحكومة، في حل امثل لتلك التظاهرات، بل وأنتج أشخاص جدد، تم إضافتهم للإرهابيين الذين تزايد عددهم، جراء الاختلاط بهم وإجراء عمليات غسل لتلك المجاميع، التي انخرطت فيما بعد بالتنظيمات الإرهابية.
وما أن زاد الضغط أكثر على الحكومة، مع بدأ عمليات قتل للشرطة والحرس الوطني المرابطين في المناطق الغربية! بدأت الحكومة بتنفيذ مطالب غير نافعة، منها إطلاق سراح مجرمين، كان الأجدر إعدامهم، وبعد تنفيذ بعض المطالب، بدأت مطالب جديدة تطرح نفسها على الساحة، ومن بعض الذي تم تطبيقه! إطلاق سراح لبعض الذين لم تكتمل دعواتهم في دوائر المحاكم، على اثر تصريحات للشهرستاني إنهم أبرياء ولا يوجد عليهم تهم تخص امن البلد أو المواطنين، فقد تم إطلاق سراحهم، وإذا كان هؤلاء مظلومين! أين كانت الحكومة نائمة طوال هذه الفترة؟ ولماذا تم القبض عليهم بدون أوامر قضائية؟ .
أخذت التظاهرات بعد ذلك منحى خطير جدا، استوجب التدخل من قبل السيد عمار الحكيم، لإطلاق مبادرة، لو طُبقت لكنا انتهينا من تظاهرات الانبار في وقتها، إذ اتهم من اتهم السيد بالعمالة، وكان الثمن المراد صرفه هو 4 مليار! يصرف لمدة أربع سنين، وعليه نُحقن دماء العراقيين من المدنيين، لاسيما الجهات الأمنية، فتم رفض تلك المبادرة من قبل الحكومة، خوفا من كسب الجمهور لصالح الحكيم، وذهبت الحكومة تتصرف على هواها، وبالأخير!! تصرفت وفق رؤية السيد الحكيم، ولكن ليس بنفس الطريقة، وها هي الحكومة العراقية، صرفت لحد الآن 10 مليار! والمشكلة لم تحل، والأدهى والأمر! هو التضحيات التي قدمتها القوات العراقية كانت كبيرة جدا، لمشكلة صغيرة كان من الممكن حلها بأسهل الطرق، فأيهما أحسن! نصرف 4 مليار ونحفظ دماء أبنائنا؟ أم نتصرف بعنجهية وحزبية ضيقة ونخسر أموال أضعاف ماكان مرصود لها مع دماء أبنائنا؟ ولا ننسى المدنيين أيضا من أبناء العراق، والنتيجة: تنازل مهين من قبل الحكومة للإرهابيين والقتلة، بل والاسترضاء لهم، وقبول الحكومة بإعطائهم درجات وضيفيه وإرجاع الضباط المشمولين باجتثاث البعث، وهنالك فرق بين الفقاعة والتنازل وما خفي كان أعظم ….. سلام