مـن تـراثـنـا المعاصـر عند دـخول الموظف الى الخـدمـة في وظـيفة حكـومية عامـة ان يـتعهـد من خلال إملاء نمـوذج للـذمـة
الماليـة من ممـتلكات ومنها الاراضي والعقارات والسيارات والاسهم في الشركات والارصدة في البنوك .. وهــذا ما كان معـمـول
بـه فـي دوائــرنا الحكوميـة سابقا ً .. وانا اتـذكر جيداً عـندما تم تـعيـيـيـني بـوظـيـفـة بـسـيطة لاول مـرة عام 1973 فـفـي الاسـبوع
الأول مـن المبـاشـرة وظيـفيـاً تم تـزويـدي بالنموذج المذكور ووقعــت عليـه … فـأيـن نحـن الآن مــن هـذا السـياق العام وخاصـة
(( المسـؤولون الكبــار )) ؟؟
مـن يـراقــب سـلوك الوزيـر ؟ من يـراقب سـلوك المسـؤول .. أي مسـؤول في المناصب الخـاصة والعامـة ؟ ومـن يـراقـب
ذمـمـهـم المـاليـة أثـناء الخـدمـة .. وليـس بعـد خــراب ( البـصرة كما يقول المثل الشعبي ) . .. لماذا .. ولماذا ؟
واذا كان هنـاك قـانون ( من أيـن لك هـذا ) أو ( الكسـب غـير المشــروع ) .. من يسـتطيع ان يعـرف ماذا يـمتلك الـوزيــر أو
أي مسـؤول في وقـتـنـا الحاضـر عـند دخــوله بـاب الوزارة أو المؤسـسة المكلف بمـسـؤلـيـتـها أو عـنـد الـخـروج منهـا ؟ فـمـن
يـفـحـص ؟ ومــن يـدقــق ؟ من يـتحـقـق من ان ثـروة المسـؤول لـم تـنـفـتـح على غـير ماجـاء في الاوراق التي وقعهـــا عنـــــد
تـسـلمه المسـؤوليــة ؟ اسـئلة تـتـوارد الى الذهـن ونـحن نقـرأ عن ملـيارات الدولارات مـن اموال الشـعب العراقي قـد ( اصبحت
في خبر كان ) .. أيــن الـنـزاهــة ؟ أيـــن الرقـابـة المـاليــة ؟
المعـروف عن الفـسـاد هـو (( اسـاءة اسـتعمـال الـسـلطـة العـامـة لـتـحـقـيـق مـكسـب خاص )) .. حسـب التعـاريف التـي نسمع
عنهـا من خلال الاعـلام .
الى اي حـد يـمكن اعـتبار المسـؤول الكـبـير او الصـغيـر مـتـنـزهـا ً عن الغرض والـفائـدة الخاصـة له شـخصيا ً أو للـحــــزب
الذي يـنتمي له او حتى لاقـاربــه .. ؟ وهـل هـو يـسـتـخدم مـزايـا عـينـية مثــل الـفنـادق والعـمارات والشـركات … أو مـزايـــــــا
اخرى مثــل تـعييـن الاقـارب .!
فالقـوانين العـراقـيـة حسب معلوماتي العامـة تـمنـع أي موظـف حكـومي مـن ان يـدخـل فـــي علاقـة في شـــركات مقــــــاولات
درأ للشـبهات .. وبهذه الاجـراءات هـل تـزول شــبهة ( خـراب الـذمــة ) التي تـغـذيهـا بـلاغات تـتقـدم بهـا اجـهزة الرقـابــة المـاليـة
والنـزاهـة .. اذا ما سـلمنا جدلا ً ان هـذه الاجهزة تعمـل بـجـد …
لا أريـد القـول ان أضـع الاتـهام هنـا وهنـاك .. فكـثير من المسـؤولين لا يملـك إلا راتـبـه الوظيفي .. وانا لي معرفـــة بحكـــم
وظـيفـتـي السـابـقـة ان هـناك من تـدرج مسـلكيـا ً وأتـقـن عمله واصبـح بمـنصب معاون مـدـير عام وقـد عرض عليـه مـنـصبـــــــا ً
أعـلــى ورفـض والـسـبب انـه لا يـريـد أن يحشـر اسـمه ضـمن عـموميـات ( الفسـاد ) .. ويـكـون هو ضـحـية للفـاسـديـن .