22 ديسمبر، 2024 7:00 م

لا تُفزع أرقام ضحايا الإرهاب إلا الأمم الحية المنتجة للحضارة، الصدمة تصيب الناس، يتألمون، يبكون، ويواسون بعضهم، أزداد عدد القتلى أم تناقص، الإنسان قيمة عليا، تُسن الدساتير، وتُشرع القوانين لتنهض بدوره، تستفزه ليبدع، ينتج، ويكون فاعلاً، في الهجمات الإرهابية تتوحد الشعوب، تتضامن، وتتناسى خلافاتها لتهزم الشر قبل أن يتمكن من فرض إرادته بالعنف والعبث بقيمها ومكتسباتها، مجتمعات تحترم تنوعها، حريات الناس الفردية جزء من قوتها، هكذا أُريد لها أن تحيا، مؤمنون، ملحدون؛ لا تفقدهم عناوينهم الفرعية مواطنة حقيقية، أو تسلب لهم حقوق، بعض الأرقام صادمة؛ مروعة، خمسون قتيلاً في ملهى لمثليين في أورلاندو، زلزال كبير هزَّ الولايات المتحدة، ضربها بقوة، أشرقت شمس العالم الجديد على أخبار الفاجعة، أستشعروا الخطر، وأدركوا أن بينهم من لا يُؤمن بالتعايش السلمي. والتعددية الفكرية والحريات، أو يحترم إرادة الناس بالحياة، أستثمر قوانين الهجرة، وروح التسامح ليُنكل بهم، يصطادهم لحظة فرح، كثيرون بيننا يحملون فكر عمر متين، يكفرون، ينكرون على الآخر حقه بالعيش، وحرية الإعتقاد، ويحلون الدماء بإسم الفضيلة، قبل أولاندو كانت باريس، ومترو أنفاق لندن، وبعدها مدن أخرى، الأشرار في كل مكان، لا يجيدون غير الغدر، الأمم الحية لا تستسلم للإجرام، أو تتراجع حتى مع تصاعد أصوات التيار الإنعزالي في أمريكا، والإهتمام بالشأن الداخلي، هذا العالم؛ كما يقول دعاته لن يجلب لنا إلا الخراب، ما شأننا وقضاياه، نعم قد يحد من حركة الناس، لهوّ الأطفال في الجوار، وتتمكن منهم الريبة، والتطلع كثيراً في سحنات الغرباء، لكن؛ لن يضعفوا، أو يبخلوا بالعطاء.