أشعر بحزن شديد مثل بقية العراقيين ، ألم يغرز مخالبه في روحي يترجم أحوال بلادي ، ومشهد آلاف العراقيين المشردين اللاجئين على أبواب بغداد ، ينتظرون رحمة الحكومة وضميرها الذي جففه الفساد والجبن الطائفي … يا للعار وياللخسة …؟
هل يُعقل ان نخسر نصف الوطن ونصف المعنى في أقل من عام..؟ أي لعنة حلت بنا ..؟ هذا العراق الذي لم يخسر نزالا ً، لافي الكرامة ولاالشرف الوطني ولافي الحروب ولا العلم ولاالغيرة ولا الشهامة ولاالعاطفة ولا الضمير ولاالحب …ولا …ولا .. الخ…!
أن ينهزم الجبار امام اقزام وشراذم مسخ بشري….؟ تلك لعمري أبشع نكتة تتعرض لها الأمم الحية طبعا ً..!
كيف تهاوى هذا العملاق …؟ َمنْ أطاح به ..؟ ولم ً الخيبة تؤسرنا هكذا …!؟
هل سقط العراق ومات في تجارب المؤامرات والخيانة والفساد ….؟
هل مضت فيه خناجر وحراب دول الجوار العربي والإسلامي و سموم امريكا واسرائيل والمكلفين بالتقسيم والتقطيع والذبح ..!؟
أهي ساعة الثأر من وطن يضج بالمجد والشعر والفكر والأنهار والفلسفة والنخيل ؟ ذاكرة تغازل الأئمة والقديسين والمتصوفة وشتى انواع الجبال ، عيون اكثر سعة من النجوم تبسط الرؤيا على وطن له ميزات تفوق الجنة …!؟
أم عودة لتتار جديد ، يضع نهاية لعصر فسدت به الأرواح والأرض والهواء ، وحان موعد حرقها لتتطهر من أدران الآحزاب السافلة ، وشراهة النهش البشري المدجن في أقفاص الوحوش البشرية ..!؟
سنخسر النصف الثاني من العراق ،سنخسر وجودنا وشرفنا وكرامتنا وكل شيء ، طالما بقي الفساد يتحكم فينا ، وظل الخوف يمسك بنا عن مشروع التغيير ، واستمرت وحوش دول الجوار تنهش فينا ، وقاضي بغداد ومختارها مشغول بإتلاف مابقي من براءة وشرف ، لأنها وثائق إدانة لبشر نشئوا في بالوعات الخراء . . . . !
مدن نخسرها بإشراف امريكا ودول التحالف وحكومة الخردة وجنرالات الهزيمة ، أحتاجك يامحمود درويش وانت تنفخ الروح بالضمير العربي المعطل وتصرخ ..” امريكا هي الطاعون ، والطاعون امريكا …!
يامحمود اليوم صرنا نعيد للواقع وضوح صورة اللاجئين الفلسطينيين بجنسيات عراقية وسورية ويمنية ، نكسات لم يسعفنا الوقت بإحصائها ، كان اليهودي المغتصب يعطي لأكداس البشر المنهزمين ، خيمة وماء وزقنبوت ..! اما حكوماتنا المنتخبة “المؤمنة ” المسلمة ” الشرعية ” فأنها توصي بنا الريح والصحراء والسماء ..! بعد ان تمهر على جباه النازحين ” ممنوع الدخول ” ….!؟
هل يلام شيخنا المبجل مظفر النواب وحكمته لرجال السلطة ، ..” أولاد ال….. أن حضيرة خنزير أطهر من طاهركم …!؟ً
اشتقت ان أعيش زمن عصر المغول والتتار ، لأرى أيهما أكثر قبحا ً من زماننا ..؟
أشتقت لقاء الحسين الحلاج لأحكي له عن بطولة عزيز السيد جاسم ..!
اشتقت لقاء السيد محمد باقر الصدر لأروي له قصة حكام عهد الفساد ، ممن يتمسحون بأسمه ..!
اشتقت لقاء احمد القرمطي لأحكي له عن شعب يطعمونه الخوف والخرافة بعد الف عام من رحيله ..!
اشتقت لعراق يقيم في وجداني ، وأذوب فيه وجع وحلم وذكريات .
[email protected]