23 ديسمبر، 2024 11:26 ص

الفضائيين: والمقالات التي لا تقرأ

الفضائيين: والمقالات التي لا تقرأ

لم تكن ظاهرة الفضائيين جديدة العهد على الواقع الأمني فقد نبه الإعلام عن خطورة هذه الظاهرة لكنها لم تلقي آذان صاغية كونها صدر من كتاب مثقفين يكتبون بدافع الوطنية يحصدون الضرر أكثر من النفع احدهم يشير إلى أن المثقف الإشكالي لا يصل الى حد الشيخوخة وقد تجد رأسه في احد أقبية التطهير الثقافي ناهيك عن المضايقات والتهديد والغرامات, نقيض الانتهازي الذي يقتنص الفرص ويتمايل مع الهوى حيث يميل, اليوم الإعلام المحلي والعالمي  أعطى مساحة واسعة لهذه الظاهرة(الفضائيون) كونها صدرت من مسؤل حكومي رفيع المستوى, نحن نشد على يد كل من يحارب الفساد
 ولكن في نفس الوقت نريد أنصاف لهذه الشريحة التي نذرت نفسها لحماية الوطن  والمؤسسة العسكرية مؤسسات الدولة وإشراكها أو الأخذ برأيها لكي تشعر بوجود الذات الثقافية وان لا نسمع  اكتشاف جاهد الكتاب في نشره والتنبيه عنه,
اليوم نكتب عن البطالة المقنعة والترف الوظيفي والمظاهر الاستعراضية المتفشية في دوائر الدولة وخصوصا السيادية ذات “الدخل الدسم”  التي تستنزف المال العام بطرق مقننة مثل عودة  المحالين المتقاعدين لبلوغهم السن القانوني بطريقة التعاقد “بحجة خبراء”(يخرج من الباب ويعود من الشباك )   ثم الإيفاد الوهمي الذي يدر أموال طائلة على الموفد وحضور المؤتمرات والندوات الشكلية  والضيافة التي لا تجد ترجمة لعوائدها على الوظيفة  سوى الاستعراض العضلي والحصول مراكز وظيفية ارفع يحصد من ورائها الكثير من الأموال عن طريق الحوافز والإرباح وعوائد الايفادات
 الداخلية والخارجية, اليوم بعض دوائر الدولة تمثل مكان لطبخ وشرب الشاي وقراءة الصحف  وإقامة الصلاة لقتل الوقت, فتجد الساعات الأولى لحد التاسعة مخصصة للإفطار ويبدءا تسخين الأكل او جلبه من مطاعم الدرجة الأولى الساعة الحادية عشر  الى حد إقامة الصلاة التي تستمر الى قبل نهاية الدوام الرسمي,أما السيارات الحديثة 2014 فموزعة على أساس العلاقات الشخصية فقد تجد رؤساء مهندسين وخريجي الكليات  ليس لديهم منصب ولا يستخدم سيارة للانجاز أعمال المؤسسة, وتجد شخص مخصص له أكثر من خمس سيارات  نعم أكثر من خمس سيارات ,ثم تجد خريج متوسطة او إعدادية لديه
 منصب وسائق او سيارة للاستخدامات الخاصة  وتجارة المحرمات . وأموال مليونية تصرف لقضيا الضيافة والمنافع الشخصية ناهيك عن الرياء والتستر خلف جلباب التدين  يمكن أن تؤمن حياة أفضل لعشرات العوائل  النازحة او الفقيرة او تحسين العشواءيات التي تعاني من نقص الأموال والأثاث والملابس في ظل ظروف برد قاسية ,او عدم وجود رواتب لمقاتلين ونقص السلاح لبعض المقاتلين  المدافعون عن الوطن.