19 ديسمبر، 2024 4:56 ص

الفضائيات اوقعتنا في مستنقع كبير .. لم يخرج منه أحد !؟

الفضائيات اوقعتنا في مستنقع كبير .. لم يخرج منه أحد !؟

لم أجد سببا واحداً مقنعا حول أسقاط جميع مدن ( الأنبار ) وتهجير اهلها بالكامل .. حيث لم تبتل أمةٌ على وجه الأرض ومنذ بدء الخليقة بمثلما ابتليت به امتنا واهلنا في كافة مدن محافظة( الأنبار ) بأبنائها وناسها وصحفييها وجماعاتها ومنظريها ومحبيها ومثقفيها ، لو نظرنا مرة واحدة الى حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقة بين أبناء الشعب الأنباري الأصيل ، بينما العالم يزحف نحو التوحيد .. ونحن نعاني من فتنه ومشاكل وحروباً داخلية وطائفية وعرقية وعقائدية وعشائرية وقبيلة قديمة أصبحت ( اليوم ) في جميع دول العالم ارشيفاً أصفر يعلوه التراب .. العالم يطلق الصواريخ الى الفضاء ونحن نطلق الصواريخ على أنفسنا .. العالم ينزل على المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول قتل بعضنا بعضاً !
وإذا كان العالم يجمع وبلا تردد علي إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولى أن ينحو بهذا المنحي نفسه ويجمع علي إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر علي المجتمع الدولي في ما مضي والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء .. ولو سألنا المواطن العراقي المسجون في جمهورية الخوف والبطالة والعطل الإجبارية والتفجير والقتل والنزوح والتهجير والتشريد والخوف فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية .. واذا حاولنا ان نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره أو عرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار ( الفضائيات ) فيها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية العربية أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث الخراب والدمار في بلاد كانت بلدان العرب .. وأن هذه البلدان اليوم أصبحت سفينة غارقة فوق بركان ظالم .. وحماماً من الدم بفضل السياسات الجديدة التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول هذه الفضائيات وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في العراق أصبحت أرضنا ارض موت وانقطاع الامل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا الغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الاحداث الجارية في عراقنا الجريح ومن ركب مستريحاً علي ظهر العباد لن تهمه شكوي الدابة .. وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلاد والعباد والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري ان يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح .. نقول لقنواتنا الفضائية العراقية اولاً والعربية ثانياً والاجنية ثالثاً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها .. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجالات الطائفية والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وان تثقف وتروج لجهة على حساب جهة أخرى ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العربي سواء كان شيعياً أو سنياً أو ينتمي الى المكونات الأخرى والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العراقي لأن عمل ( الفضائيات ) الآن اوقعتنا في مستنقع كبير لم يخرج منة أحد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات