5 نوفمبر، 2024 6:21 م
Search
Close this search box.

الفضائيات العراقية – نقمة أم نعمة

الفضائيات العراقية – نقمة أم نعمة

بعد احتلال العراق صار لدى المواطن العراقي اختيار بمشاهدة أكثر من مائة محطة تلفازية عراقية تدخل بيته دون استئذان، بالإضافة إلى قنوات عربية وأجنبية تشارك القنوات العراقية في المشاهدة. ولكل قناة التوجه أو سياستها في اختيار المواد، والبرامج قد تكون دينية أو عامة مستقلة أو رياضية وفنية، وهناك قنوات كانت مدعومة من قبل المحتل الأمريكي ، وبعد الإنسحاب ولعدم اقتناع الأمريكان بقسم من هذه الفضائيات بأدائها، قررت إيقاف الدعم لها فتوقفت قسم من هذه القنوات، والقسم الآخر سيطرت عليه بعض الأحزاب والكتل السياسية وبعض التجار، وأخذت هذه القنوات تستمر في بثها ، ولكن هذه القنوات التي وجدت مساحة كافية من حرية التعبير، لكي تبث سموم الفرقة ومحاربة كل من يريد أن يتقدم خطوة للأمام من أجل استقرار العراق ووحدته الوطنية واستغلال بعض السلبيات في المؤسسات الحكومية، وضعف الخدمات، رغم أن الميزانية التي خصصت لحاجة المواطن تكفي لسد رمق العراق من شماله إلى جنوبه، ولكن لأسباب يعرفها المواطن العراقي، وكشفها خلال مسيرة عشر سنوات ونيف.

         نعم، الحق لكل محطة فضائية أو أية وسيلة إعلامية تكشف الحقائق، وتضع النقاط التي من شأنها فتح عين الحكومة أمام أخطاء ترتكب من قبل جهات تضر بمصلحة الوطن. ولكن أن تقوم محطة فضائية باستضافة بعض ممن لا يحق لهم التحدث للمشاهدين، وتسخر هذه القناة جهدها الجهيد لتكشف عيوب وأخطاء الحكومة وبطريقة استفزازية رخيصة، من أجل حلب بعض المسؤولين والشخصيات والمستثمرين، وهذه الطريقة تميزت بها قناة البغدادية التي كنا نعتز بمشاهدة برامجها ، خاصة عندما كان الصحفي الكبير داود الفرحان يقدم برنامج (حديث الطرشان) وغيرها من البرامج ، ولكن طرحت علينا هذه القناة ببرنامج الساعة التاسعة الذي يقدمه (أنور الحمداني) الذي يتحدث بطريقة القاضي والناهي، وهذه الطريقة غير مستحبة لا للمواطن ولا للمسؤول،
وهو كحد علمي غير مؤهل، يمثل هكذا برامج ولكن التوصية من قبل ولي الأمر عليه وضعه بهذه الطريقة التي قد لا تدوم أكثر من سنة ؛ لأن الحملات التشهيرية والإستفزازية المخطط لها قد لا تتجاوز أكثر من ثلاثة أشهر.

      مثل هذه الفضائيات لا تستثمر باستقطاب المواطن ؛ لأن المواطن العراقي ثقافته أكبر مما يعرض له ، وهو ليس غريباً عما يجري، ويعرف جيداً أن أي حملة تقوم بها أي قناة عراقية ورائها مخطط مرسوم استغلالي ، وليس لهدف كشف الحقيقة للمواطن ، إنما الهدف أكبر وأوسع من ذلك ؛ لكون قسم من هذه القنوات وخاصة قناة البغدادية استغلت حالة ضعف المؤسسات الحكومية، وما يجري من سلب ونهب واستغلال المنصب، ولكي تكون على تماس مباشر مع المشاهد ، سخرت كل جهدها لتكشف الحقائق، ولكن أية حقائق الجميع يعرفها ، وقد تكون الحكومة وضعت اليد عليها، وقامت باستئصال بعض من جذورها . ناهيك أن هذه القناة أخذت تسرق بعض المعلومات الأمنية ، وتكشفها للعلن وهي تعلم أم لا تعلم، دعمت الإرهاب والإرهابيين، بأن يستهدفوا المرافق المقدسة والأبرياء من أبناء هذا الوطن.

      وهنا لا بد أن نقول أن المؤسسة الصحفية والتي تشرف على المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية العراقية، يجب أن تتعاون مع نقابة الصحفيين العراقيين ، وأن تحد من السلوك المنافي لإخلاقية العمل الإعلامي والصحفي وأن تضع رأسها في التراب حتى لا ترى ولا تسمع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات