22 ديسمبر، 2024 7:04 م

لعل القارئ لهذا العنوان يتساءل ما هي الفضائيات الصفراء هل ان الوانها صفراء ام ماذا. .والاجابة ان تلك الفضائيات تذكرن بالصحف الصفراء التي ظهرت بالولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية القرن التاسع عشر وهذه الصحف التي ساعد على نشؤها الصحفي وليم راند لوف 1863-1951 وسميت بالصفراء لا نها تطبع على اوراق صفراء وتكون اما يوميه او اسبوعيه او شهريه وتكون هذه الصحف هي صحف الأثارة والفضائح وتكون صاخبه ومتلصصة تقود الحملات وتتبنى الشائعات وبثها ايضا ,وكان عدد الصحف الصفراء في الولايات المتحدة الأمريكية قد بلغ نحو خمسه عشر او عشرين صحيفه وكان اصحاب تلك الصحف من اهل الثروة والمال الذين ينفقون الاموال الطائلة على الترويج صحفهم وزياده انتشاره وكانوا يزعمون بان صحفهم للعامة لا للخاصه يدافعون بها عن حقوق العامة.
وظهرت هذه الصحافة ولاقت قبولا من الناس ورواجا ملفتا للنظر وردد اخبارها الكثيرون وخاصة اذا ما اظهرت فسادا حكوميا او فضائح مالية او جنسية ,وعانت الحكومات أيا كانت موقعها في تعاملها مع هذا النوع من الصحف فتجاوزت بعضها حدود القوانين واغتيال الشخصية والمعايير الانسانية وتردد مصطلح الصحافة الصفراء على بعض لسان السياسيين او رجال المال والاعمال والفنانين والرياضيين او حتى العاملين في الوسط الصحفي وغيرهم من الشخصيات المعروفة.
كانت هذه الصحافة تعمل على الأثارة أيا كانت الأثارة ,سياسيه او اجتماعية وتعمل على تضخيم الحدث والمبالغة في سرده وصار همهم كلة القاء النفير في الامة الامريكية ودعوتها الى القتال وكان لهذه الصحافة دورا كبيرا في بدا الحرب الاسبانية الامريكية وذلك عندما لجات الى الاثارة حيث تناولت موضوع غرق السفينة الحربية (مين 1898)حتى راي الامريكيين انها هي التي اجبرت الرئيس الامريكي (مكنلي)على الحرب وكان القانون الامريكي في حينه لا يعاقب اصحاب الجرائد على مثل هذه الاكاذيب.
وفي عصرنا الحاضر ظهرت لنا هذه الصحف الصفراء على شكل فضائيات صفراء همها الوحيد هو اثارة الفتن وتعظيم الحدث لأتفه الاشياء ومهاجمة الحكومة ورجال السياسة والشخصيات المهمة في العراق وبث الشائعات هنا وهناك بدون أي دليل قاطع واصبح لهذه الفضائيات بصمه كبيرة لما تشهده الساحة السياسية الان من انقسامات وتكتلات من خلال ما تبثه من دعايات وشائعات لا تحمد عقباها.
والمشهد السياسي اليوم يحتاج لتضافر الجهود المسؤولة والتضامنية التي يشترك فيها الجميع للعبور الى الضفة الأمنه فالأعلام اليوم هو الذي يقود المعركة لا نه تقع على عاتقة مسؤولية جماهيرية وعمل ,بشكل رسالة سامية  ولكن مع الاسف الشديد ان تعمل تلك الفضائيات المحسوبة رقما وعنونا على عراقنا وتتكلم باستمرار وتبالغ بحجم الضحايا اثناء انفجار عبوة او سيارة مفخخة وتضخم من عمليات الاغتيال ,وحين نسمع فضائية الرافدين المشحونة بالسم والحقد الطائفي والتناغم المستمر على دماء العراقيين وتعليقاتهم المستمرة على الرموز الدينية والوطنية ولم تترك مجال الا وعظمته واعطت حزمة من المبالغة لتكشف للعالم ان الوضع الحالي اسوء من الوضع السابق في الوقت الذي تستضيف في عدة محاور من برامجها السياسية لقاء مع محللين من الذين لا يؤمنون بالعملية السياسية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والحال نفسة مع فضائيات مشعان الجبوري ابتداء من فضائية الزوراء والراي والشعب التي لعبت دورا كبيرا بتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية والمبالغة في الاحداث وكان همها كلة نسف العملية السياسية وتنمية الأحقاد بين ابناء الشعب الواحد.
ولا يختلف الحال عن الفضائيات العربية وعلى راسها قناة الجزيرة القطرية والكل يعرف من كان وراء تأسيس قناة الجزيرة الا وهما الفرنسيان اللذان يحملان الجنسية الاسرائيلية هم ديفيد وحان فريدمان وكانت قناة الجزيرة قد لعبت دورا كبيرا وفعال منذ تأسيسها الى يومنا هذا بتأجيج الصراعات والاقتتال في العراق والعالم العربي والاسلامي من خلال ما تقوم به من تشوية للحقائق وبث الشائعات والنعرات الطائفية .
ولا يختلف الحال عن قناتي الوصال والصفا الطائفيتين اللتان تعملان لهدم الدين الاسلامي الحنيف من خلال ما تقومان به من اساءة كبيره للمذهب الشيعي ومهاجمة هذا المذهب بدون سابق انذار وبدون أي مبرر من خلال بث الاكاذيب والفتن تجاه هذا المذهب وبذلك اصبح هدفهم واضح هو شق الدين الاسلامي ولو استعرضنا بعد لراينا كثير من هذه الفضائيات الصفراء التي لا يسع المجال لذكرها في الوقت الذي نرى فيه بعض الفضائيات تعمل على مدار اليوم وعن طريق مراسليها الذين يجوبون شتى بقاع الارض لنقل المعلومات والاخبار لتغذية عقول الناس بالقلم والمتعة الفكرية مع ان حال بعض هذه الفضائيات تشكل لسان الحكومة وتسلط الضوء على معاناة الشعوب وتعكس الواقع والمعاناة وتؤرخ في نفس اللحظة الحدث وتنتقد الدعايات ببث الاخبار المسيئة داخل الدولة خدمة لحكوماتها وشعبها .
اما الراي العالمي في حال الاعتداء الخارجي فأنها تنصهر وتذوب مع حكوماتها وشعبها لتشكل سدا منيع يقف امام العدو حال تنفيذ أغراضه لما يشكل الاعلام الصوت المؤثر على عقول الناس وتحريك عواطفهم.