5 نوفمبر، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

الفشل المستمر .. هل هو مسؤولية الحكومة أم مسؤولية المحكومين ؟!!!

الفشل المستمر .. هل هو مسؤولية الحكومة أم مسؤولية المحكومين ؟!!!

كنا قد لعنا الفترة البعثية الصدامية الظلامية ، بعد أن ظننا إنجلاء الغمة عن هذه الأمّة ، إلا أنه يبدو أن حرفة السياسة حرفة صعبة ، لا يتقنها إلا إثنان ؛ سلطانٌ جائرٌ أو ملكٌ عادل ، وكلاهما عنصران غير مرغوب ٍ بهما لدى الرعاع ، فالرعاع يسيسون مقاليد أمور الدولة على أهوائهم .. فهي لاتروق لأيٍّ من الحاكمين ، حيثما كان الفشل والإخفاق ديدن هكذا جماهير .

أرسل الله تعالى ظالماً سيفاً يحتز به عنق الحاكم الظالم الذي تسلط على مصائر الشعب العراقي قرابة الـ35عاماً .. أعواماً من الجور والقهر والإقصاء والتهجير والتسفير والتسخير والتحمير والتبعيث والعبودية والتناحر والنفاق والشقاق والجوع والعطش والحرمان والفساد والشيطنة والمكر والتحايل والتحامل على كل ماهو نزيه وشريف ومقدس على أرض وادي الرافدين .

فحلّ يومُ التاسع من نيسان عام 2003 ليكون ردَّ فعل غيبيٍّ على جريمة إعدام الشهيد الخالد السيد الجليل الفيلسوف العربي المسلم محمد باقر الصدر وشقيقته العراقية العربية العلوية الهاشمية الموسوية الطاهرة (رضوان الله تعالى عليهما) . فالظالم سيفٌ ينتقم به وينتقم منه الله سبحانه .

لم تكن جريمة حلبجه عام 1988 أعظم جرماً من جرائم المقابر الجماعية في الإنتفاضة الشعبية الشعبانية عام 1990، ولم تكن هذه أعظم جرماً من جرائم حرس البعث القومي في إنتهاك شرف العذارى من بنات الحزب الشيوعي العراقي عام 1963، إلا أن الجريمة الأكبر في تاريخ الأمم هو عدم إستثمار الفرصة التاريخية التي تنقذ الشعب من حالة الإضطهاد والإستعباد والحرمان إلى حالة الحرية والكرامة والازدهار، وهي التي حصلت في العراق يوم 9/4/2003، إلا أن الجماهير ليس لها أذن واعية .. ليس لها عقل قادرٌ على استيعاب الرحمة الإلهية التي حلت على البلاد والعباد ، فراحوا يتسابقون لأجل السلب والنهب ولأجل الوصول إلى المقاعد الرئاسية ، دون التسابق لأجل النهوض بالوطن نحو ذرى عليائه والشمم . ولا نعرف إلى ماذا يسعى اللاهثون وراء المناصب الحكومية ، وهي مناصبٌ لم تغن من جوع ولم تشبع من باطل ، فالذي يحكم العراق منذ التاسع من نيسان عام2003 هو الفراغ الفكري والتناحر السياسي والتفرق الطائفي والبغض الحزبي والحقد والكراهية ، لم نرَ حكومة متوافقة ، ولم نرَ حكومة متآلفة على حب العراق ، الكل يدعي وصلاً بالفراتين والفراتان مازالا على إفتراق ..من الجبل حتى الهور !

لا نعرف ماذا يريد الفرقاء السياسيون ؟!!! ولانعرف من رأس علينا أراذلنا كل هذه السنين ، ولانعرف من حكّمهم علينا؟!! ثم نحن العراقيين ؛ لانعرف إلى ماذا يسير بنا هؤلاء وأولئك .. أإنهم يسيرون بنا إلى المزيد من القتل والمزيد من الحروب الطائفية والإقليمية ؟!!

وإذا كانوا (كلهم) غير جديرين بقيادة الدولة العراقية .. من خلال تجربتين متعاقبتين ، فكيف سيقدرون على قيادتها بتجربة حكومية ثالثة ، وهل الشعب العراقي مختبر لتجاربهم الفاشلة ؟!!!

المنتمون إلى العملية السياسية في العراق اليوم كلهم متهمون بجريمة عدم إستخدام الفرصة التاريخية في إسعاد العراق والعراقيين .ولا أعرف كيف يتيح الشعب الكردي لمسعود البارزاني أن يحكمه ممثلاً وطنياً لحكم إقليم كردستان وهو الذي استنجد بالأمس القريب بصدام حسين لكي ينصره على جلال الطالباني ؟!!!

ولا أعرف كيف يتفق أولاد السيد محسن الحكيم (رض) مع الحزب الشيوعي الذي كفـّرهُ أبوهم بالأمس القريب ؟!!

ولا أعرف كيف يتسامح أياد علاوي أن يطالب بإلغاء قانون المساءلة والعدالة للمنتمين إلى حزب طعنه وزوجته بالسكاكين في شقته بلندن بالأمس القريب ؟!!!

ولا أعرف ماذا يريد السيد الصرخي من الوقوف بوجه فتوى أعلى مرجعية شيعية في العراق تدعو الشيعة إلى مواجهة الغزو الوهابي الداعشي للنيل من أقدس مقدسات المسلمين الشيعة وهو يدعي إسلامه الشيعي؟!!

ولا أعرف ماذا ينتظر السيد مقتدى الصدر من أعداء غير أعداء داعش ، لا يريد أم يخلق عداوات معهم .. وهل لديه أعداء أخطر من داعش ؟!!!

ثم أية نومة على خرير ونسائم شلالات جبل كلي علي بيك يحلم بها مسعود البارزاني بجمهورية كردستان ، وحوله حراب الأتراك والفرس والعرب .. إنه جنون العظمة الذي لم يدم طويلاً لأبيه عندما تسنم حقيبة وزارة الدفاع التي تورّط بها يوماً ما !!!

لقد حاول الغزو الوهابي في الماضي أن يغزو العراق ويهدم المقدسات في كربلاء والنجف الأشرف فلم يفلح ، فليس بالضرورة أن يفلح الغزاة دائماً في كل ما يرومون ، وليس صحيحاً أن يؤيدوا بماهم قادمون عليه !

الجماهير التي تجندت اليوم لمحاربة داعش مطالبة اليوم أيضاً أن تجند لثورة التغيير الكبرى وإحقاق الحق ، وإقامة حكومة العدل الإلهي على أساس الوطنية الشريفة ، من دون مغازلة ولا محاباة ولا ريبة ولا تحامل بأذى .. الجماهير الثائرة المجندة بسلاح الوطنية الشريفة مطالبة اليوم بإقامة حكومة رشيدة قادرة على نجاح الحكم وتدمير كل ما هو معيق لنجاحها الوطني وتحقيق المنجزات الوطنية وإسعاد الجماهير وقيادتهم على مسار الفضيلة المنتصرة والحق، بإزهاق الباطل ودحض كافة القوى المرتزقة المأجورة المتحايلة الضالة الدائرة في دوائر الفشل والفراغات المتكررة . والله من وراء القصد ؛؛؛

أحدث المقالات

أحدث المقالات