18 ديسمبر، 2024 5:55 م

الفشل الاخلاقي الغربي والتقرب للمسلمين ،،، ثمرة دانية حان قطافها

الفشل الاخلاقي الغربي والتقرب للمسلمين ،،، ثمرة دانية حان قطافها

الحضارة الغربية تحتضر وهنا لا اقصد الحضارة التي يعشقها المنسلخون لدينا ، حضارة التكنولوجيا والصناعة والفضاء بل منظومة الاخلاق والإمتلاء الروحي التي يتوق اليها المثقفون عندهم ، بل وعوامهم اليوم.
تلك القيم الراقية والروابط الانسانية والمشاعر العائيلة والاخلاق التكافلية لتي لانملك غيرها في هذا العصر ، والتي يحاول نصف ابناء جلدتنا تحطيمها وتشويهها لنزوات تافهة ، والتي يجتهد ابن سعود وبن زايد والسيسي وحكام العراق الجدد في تخريبها لصالح حلفائهم ولكسب رضاهم .
هذه القيم التي يحاربها بعض كبراء الغربيين من السياسيين المنتمين لمنظمات ظلامية شيطانية ، وماهذا الا ردة فعل وحركة استباقية لتدارك المد الشعبي والاقتناع النخبوي لديهم بما يرونه حولهم ويسمعونه من تماسك وانتماء ويحسدوننا عليه ، فتاتي الاوامر من كبار القساوسة وزعماء الملحدين ان تحركوا وحاصروا الاسلام فانه يلقى قبولا ويمتد بعد ان كشف الناس في الغرب فشل السبل التي يتبعونها من انحلال وحرية مسيئة وتفكك اسري وضياع روحي ، وضعهم فيه من اخترع تلك النظم واراد ان يسيطر على البشر من خلالها تحقيقا لمراده وشهواته ، فلايهمه ان ظلت المراة بلا رجل يحميها او بيت يؤويها ، ولا إن ان بقي الرجل دون ولد يجد نفسه فيه ويسنده في شيبته ،
فبعد ان شبع الغربيون من الاختلاط والانحلال والشذوذ وجربوا كل وسيلة دنيوية دنيئة دون اي ضابط او رادع ثم بعد ذلك كلهم الى نهاية واحدة ، كهولة منتحرة مبكرة او شيخوخة وحيدة منعزلة .
وحينئذ لم ينفع النظام الداعم والخدمات الصحية حيث لاروح ولا اصحاب ولا ابناء ولا احفاد .
فهم الغربيون بمثقفيهم الاصلاء وبجمهورهم المتعطش ، ان لا سبيل الى كسب الحياة مرة اخرى الا بهجر تلك المهازل والعودة الى الفطرة وتقنين العيش الدنيوي الحميم وتنظير العيش الاخروي السليم.
وهنا و اينما التفتوا لم يجدوا مثالا يحتذى الا الاسلام والمجتمعات العربية،، المجتمعات التي سلطوا عليها حكاما متواطئين في الالفية الجديدة وعلى عجل ليقضوا عليها قبل ان ينتبه ابناؤهم ومواطنوهم فتكون لهم مثالا او قبلة. فصدق ابن سلمان وقسم من شعبه انه يسرع نحو التطور ، وصدق السيسي وقسم من مطبليه انه يجد نحو التحضر ، وصدق حكام العراق وسوريا والمغرب العربي انهم يتقدمون ، وصدق شعب بن زايد انه انما يريد لهم الخير ، الجميع صدق بالغربيين وذراعهم القوي شيطان العرب .وانطلت عليهم الحيلة في هذا الجانب الشرقي من الارض ، بينما الغرب يتوق ويطلب الخلاص ، الخلاص من الجمود والعزلة الفردية والغيبة الأسرية واللحمة العائلية الابدية والانتماءات الروحية والاواصر الآدمية.
ولعل الحرب في اوكرانيا-من جهة أخرى- او ماجرته من استقطاب عالمي او ماكشفته من خوار قوى بشرية مقاتلة على الارض او ماافرزته من حاجة للنفط والطاقة او ما فضحته من كيل متحيز دفع الشعوب الحرة الارادة الى الضغط ، كل هذا جعل العالم (بقادته المبغضين) ينقلب تزلفا و مغازلة للمسلمين
فهذا بايدن يعين مستشارين ويشارك المسلمين ، وهذا بوتين.يتزلف المؤمنين ، ويرفض المنحرفين والمثل.يين ، وهذه دولة اوربية تاذن بالاذان وامريكا تسمح بالصلاة وتلك دولة اخرى توقف حملات العنصرية ضد الحجاب.
بل حتى اشد اعداء الاسلام اليوم السيسي وبن زايد وبن سلمان تراجعوا وتقهقروا ، فالاول عاد عن قرار منع الصلاة والاخر رجع عن حضر بث شعائر الله في الاعلام ، والثالث استنكر مايجري في الاقصى و إن على استحياء .
المعارض المتطرف الذي حرق القران انما فعل ذلك غيضا واستشعارا لخطر اسلامي ايجابي داهم والذي لايتمناه هؤلاء لأهلهم حقدا وحسدا من عند انفسهم ، فدورة الحضارة اليوم جاهزة لأيدي المسلمين ، ولا يثنينكم ان العرب والمسلمين اليوم لا باع لهم في العلم والصناعة ، فانهم كانوا كذلك يوم اخذوا العالم بقيمهم وخلقهم ودينهم ثم بعد ذلك اعتلوا عرش الفلفسة والعلوم وقادوا العالم الى النور بعد ان كانوا في قعره الحضاري ، فما بالك اليوم و كثير من علمائهم وأدبائهم يملاون رحاب الارض هربا من حكوماتهم وانظمتهم الفاشلة ، فلا ارى الا ان قطوف الحضارة العالمية اليوم صارت دانية للمسلمين ،، فهل من مقتطف.!