5 نوفمبر، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

الفشل الأخير …!

احداث الأنبار ومعركة الفلوجة آخر فشل وطني تشهده الحكومة بامتياز غريب يضعها بموضع الفضيحة …!
خلال اندفاع رئيس الحكومة بزج الجيش في هذه المشكلة ، كان يتحدث عن ” اسبوع ” لحسم الموضوع والقضاء على جماعات “القاعدة ” والمعارضين ،وملاحقتها في الصحاري والبراري ..!؟
قلنا هذا الكلام غير موضوعي ،يقوم على الوهم ، ولاينم عن وعي سياسي ولامفاهيم سوق حربي او تعبئة ، أوقراءة ناضجه ودقيقة لطبيعة المشكلة وحلولها ..؟
ومر الأسبوع وجاء الثاني واتسعت المعركة وكبر حجم الكارثة بآلاف الضحايا المدنيين من النازحين والقتلى والجرحى ، ناهيك عن خسائر فادحة لأفراد الجيش الذين زج بهم في معركة مفتعلة ، هي الأقرب لمنطق الحل السياسي والحوار الأخوي .
مضى شهر ولم تنته المصيبة ، وها نحن ندخل الشهر الثاني والنزيف يتواصل بفواجع اكبر ، والجريمة تتعمق بين الأخوة التي أريد لهم ان يكونوا أعداءأ ، ولم يستطع اي من الأطراف حسم البلوى ، واختفت وعود الأسبوع والأستعراضات الفارغة لبعض السياسيين الجهلة والقادة الأميين الذين جاء بهم مشروع الدمج ..!
سقط الوطن بالفخ وتكاثرت الجروح وصارت المشكلة تهدد بحرب لاتنتهي وانهيار لكل شيء ، المجتمع والثروة والدستور والعملية السياسية والحكومة وكل شيء ، ومثلما نجحت القوى الأقليمية قبل ثلاثين سنة في سحب الدكتاتور صدام حسين الى حرب ضد الجارة ايران انتهت بخسائر كارثية للدولتين واخاديد ثأر لاينتهي ، استطاعت دون جهد أو ثمن ان تسحب رئيس الحكومة الحالية الى هذا الخطأ الفادح .!؟
المعركة الآن في الأنبار تتحول الى ساحة نزاع بديلة للقوى الأقليمية المتصارعة ، وهي تشبه الملاكمة المتوازنة ، والكل يدفع لاستمرار نارها واتساعها وتعميق مساراتها بحيث لاتستطيع اي جهود أو مبادرات لايقافها ..!؟
الأعتراف بالفشل والاعتذار منه خير من الأستمرار فيه طالما ان أرواح المواطنين هي الأثمن ، لذا ينبغي ان تبادر الحكومة لاستثمار اية مبادرة لإيقاف نزيف الدم وهدر الأرواح ، والمبادرة بإعلان رغبتها في تقديم السلام والحوار وسحب الجيش بعد التفاوض مع مجلس ثوار الأنبار .
ان الفرصة لم تزل قائمة لرتق الجراح وادراك مصالح الوطن وخفض معدل الموت والأنتقام بهذا الوطن المبتلى بحكومات مستبدة وشعب محكوم بالعذاب .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات