لم اك يوما قد عقدت اي امل على مقررات ونتائج مؤتمر الكويت ، وكنت اتصارع مع نفسي لاقناعها بالحصول على منح تصل الى نصف الحاجة المقدرة لاعمار هذا البلد ، والسبب قبل كل شئ يعود الى وجود الوجوه الفاسدة على دفة السلطة منذ خمسة عشر عاما ، وان الدول تعلم مقدما ان ما سيمنح سوف يذهب الى جيوب هذه الفلاتر البشرية المفسدة . ان عقلية الحكام لم تستطع ان تقنع المندوبين بان العراق دفع دم ابنائه ثمنا لسلامة العالم ودوله ، لم يكن خطاب الزعماء العراقيين موجها الى عقول السامعين بل الى جيوبهم فقدموا دمار المدن قبل دمار النفوس والبشر ، لقد مثل العراق في المؤتمر الانقسام فهذا يلهث وراء مصالح الاقليم وذاك يسعى لخراب الموصل وثالث يسرق اموال كربلاء ليمثلها في الكويت للحصول على الاموال لتسرق من جديد وهكذا كان العراق منقسما امام الوفود ، ونحن متأكدين ان هذه الوفود تسعى للحصول على الاستثمار من اجل الربح ولا علاقة لها بنتائج حرب داعش على هذا البلد المدمر ،
ان العراق لم يقدم امام المؤتمر اية ضمانة حقيقية ، بان اموال المنح او الاستثمار ، سوف تكون محمية بقوة القانون ، ولم يضع اي عراقي الية واضحة لحماية المستثمر من مافيات وعصابات المال او عصابات القنوات الحكومية الفاسدة .
ان هذا الفشل ناتج عن سوء الادارة وسوء الاعلام لا بل نتيجة لسوء العقلية الحاكمة التي لم تتعلم طيلة هذه السنوات اساليب مخاطبة السامعين بلغة الارقام التي لا بد من ربطها مع ما كان عليه العراق قبل داعش وما بعده ، كل منهم راح للمؤتمر ونواياه تسبق طموحات هذا الشعب واماله من اجل التغيير….
