18 ديسمبر، 2024 9:01 م

الفساد والفشل في الدّاخل وسُفراؤه إلى الخارج

الفساد والفشل في الدّاخل وسُفراؤه إلى الخارج

طبائعُ الاستبداد ومصارع الاستعباد «عُنوان شهير لكتاب شيخ عصر التنوير الكواكبيّ الكبير مولود عام 1855م وينتسب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السَّلام، خلاصة كتابه؛ إنَّ دوام الاستبداد يورث التسفُّل»، يفرز الإمَّعة في ظِلّ ذُل داخل الوطن وسفير الفساد والفشل إلى الخارج المنسىّ وتاجر فاجر فاحش بذيء همَّه عَلَفة يُزجي بضاعته في نظم باقات الشَّعير مُدافة بقيح القبح، دميمٌ ذميمٌ لئيمٌ همّازٌ لمّازٌ غمّازٌ مِن قناةِ كُلّ حُرّ المُروءةِ واعٍ شريفٍ عصيٍّ على الخِداع والنِّفاق والشِّقاق في العِراق. الشّاعِر العبّاسيّ “أشجع” يمدح سيّده خليفة بغداد هارون الرَّشيد لمّا عاد في آخر شهر رمضان مِن غزوته للرُّوم، وجلوسه للشُّعراء يوم العيد، أنشأ وأنشد بينَ يديّ هارون وفي ظِلّ سيف سيّافِه المشهور أبي هاشم مسرور:

إليكَ بالنصر مَعقوداً نواصِيها * أمسَتْ “هِرقْلَةُ” تَهْوِي مِن جوانبِها

وقال “ابن معتوق” في بعضهم في التهنئة بالعيد:
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ * يُريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا
أتاكَ وفوقَ غرَّتهِ هلالٌ * إذا قابلتهُ خجلًا توارى!.
ليهنكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ * يبشّرُ عنْ صيامكَ بالثّوابِ
وَجَلَّى رَوْنَقُ الْبُشْرَى هِلاَلاً * تصدّى كالحسامِ بلا قرابِ.
هُنِّئْتَ في عِيدِ الصِّيَامِ وَفِطْرِهِ * أبداً وقابلكَ الهلالُ بسعدهِ
العيدُ يومٌ في الزَّمانِ وأنتَ للـ * إسلامِ عيدٌ لم تزل من بعدهِ!.
ولـ”ابن الرُّوميّ” مِن وزن بحر الخفيف:
قد مضى الصوم صاحباً محمودا * وأتى الفطر صاحبًا مودودا
ذهبَ الصَّومُ وهو يحكيكَ نُسكًا * وأتى الفطرُ وهو يحكيكَ جُودا!.
وبخلاف النِّفاق الذَّميم، عِظة أبي العلاء المعرّي:
ما عيدكَ الفخم إلّا يوم يغفر لك * لا أن تجرّ به مُستكبرًا حُللك
كم مِن جديد ثياب دينه خلِق * تكاد تلعنه الأقطار حيثُ سَلك
وكم مُرقع أطمار جديد تقى * بكت عليه السَّما والأرض حين هلك
ما ضرّ ذلكَ طمراه ولا نفعت * هذا حُلاه ولا أنَّ الرّقاب مَلك.
وأنشدَ الفقيه الأريب “أبو محمد بن حذلم” لنفسه:
يقولون لي خلّ عنك الأسى * ولذ بالسُّرور فذا يوم عيد
فقلتُ لهم والأسى غالب * ووجدي يحيا وشوقي يزيد
توعدني مالكي بالفِراق * فكيفَ اُسَر وعيدي وعيد؟!.
ويفضح المُتنبي النفاقَ يقولُ:
إني نزلتُ بكذابين ضيفُهمُ * عن القرى وعن التَّرحال محدودُ

جودُ الرّجالِ مِن الأيدي وُجودُهمُ * مِنَ اللِّسانِ فلا كانوا ولا الجُّودُ (الجُّودُ، نحت مِن اسم حركي هُوَ “ جواد المالكيّ ” نائب رئيس جُمهوريَّة العِراق “ نوري كامل المالكي ”).

الشّاعِرُ الجَّميل “ جَميل حُسين السّاعدي ”:

أخي يا عطا يا بعيدّ النظرْ * لأنتَ خبيرٌ بطبْع البشـرْ
غرورٌ وكبدٌ وحبُّ الظهور* وتشويهُ مَن فاقهمْ واشتهرْ
فما يسلمنْ أحدٌ منهمُ * ولو عاشّ مُنزوياً في القمَرْ
فعشْ عاشقأً وانسَ قولَ الوشاة * وذُقْ خمرَة الحُبّ لا تنتظـرْ
ولا تبتئسْ أنتَ زينُ الرّجال* فما قول زيدٍ ودعوى عُمرْ.

الحاج عطا الحاج يُوسُف منصور: جَميل حُسين السّاعدي:

حبيبي جَميلُ جمالُ الدُررْ * كساني وزِدْتَ فكُنتَ القمرْ
هلالُكَ هلَّ فعادَ السَّعودُ * وعيديَ عَوْدُ كريمٍ أغرْ
تقولُ فديتُكَ [ لا تبتئسْ ] * [ فما قولُ زيدٍ ودعوى عُمرْ ]
لهذا تركتُ وما قد يُقالُ * وليس بقلبي لواشٍ أثرْ
سأبقى أُغني ويبقى الجَّمالُ * وليس بطبعي يكونُ الخَوَرْ .

سبعيني، غرورٌ وكبدٌ وحبُّ الظهور: