23 ديسمبر، 2024 4:36 ص

الفساد والارهاب‎

الفساد والارهاب‎

الارهاب الوليد الشرعي للفساد الاداري والمالي يقول ابو جره السلطاني رئيس حركة مجتمع السلم  الجزائري  ( ان الفساد والارهاب توأمان امهما السلطة الفاسدة وابوهما الظلم ) وكما يقال وجهانلعملة واحدة وعراقنا اليوم زاخر بالوجهان القبيحان اللذان لايخجل المسؤولين في نشر مساحيق التجميل عليها لاخفاء ذلك القبح من اجل بقائهم في كراسي السلطة الذي يحققون من خلاله المنافع المادية والمعنوية غير مبالين بما يحصل لهذا الشعب من قتل وتشويه وتعويق وسلب وتهجير ولم نرى احد من هؤلاء المتأسلمين والعقائدين القح ان  ظهر امام التلفاز في واحدة من تلك التفجيرات  وسكب دموع التماسيح  امام الشعب المنكوب بهم  بل دائما بل يعمدون الى التصعيد واطلاق التصريحات المتشنجه او الاستهانه بالمواطنين والقاء الصفات الغير اللائقة بحق الشعب ونسى الكثير منهم انه لم يكن يحلم بوظيفة متواضعة في اجهزة الدولة واصبح واحدهم ممثل الشعب وابن الحكومة المنتخبة والناطق والمتمنطق من خلال  استغلالالمال العام لبناء مجدهم على جماجم الاخرين وكأن ماجرى ويجري ما هو الا ناتج طبيعي  ، ويعللون ان الذي حصل خلال العشر سنوات الماضية هو مرحلةانتقالية من الدكتاتورية الى الديمقراطية ؟ ان  من المسلمات البديهية  ان الاحزاب الدينية سواءا من هذه الطائفة او تلك لا يمكن ان تتبنى قيام نظام ديمقراطي حقيقي وكل ما نلمسه من ادعات فوقية هو للاستفادة من الزمنفي احتواء المعارضين والتطبيق المرحلي لما في ذهن تلك الاحزاب من خطط وعقيده سياسية وليست دينية في تقاسم المغانم والكراسي فهل سمعتم ان احد من هؤلاء اكل لفة فلافل في زمن( المقرود المشوي) ( ابن الجمل )  وربما يعللون ذلك ( فضلنا بعضكم على بعض في  الرزق )  وهل رأيتم فقراء الوطن وهم يبحثون  عن ما ينفعهم في المزابل والمقابر حقا انها محنة الشعب المقهور..  بعدما رسم لهم السادة الغزاة خريطة الطريق التي جعلتهم يتربعون الكراسي من خلال تمزيق اللحمة الوطنية لا حبا بالطائفة او الانتماء المناطقي او العشائري وانما هي الانتهازية القبيحة صاحبت الباع في كل عهد وزمان  فهل سمعتم في العالم ان برلمانيا يحصل على عشرين صوتا يكون ممثلا لمائة الف صوت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ان هوية الحكومة تبان من خلال التزامها بالدستور الذي اقره الساسة الذين تسلموا زمام الامور بعد 2003 وهذا يدعي او ذاك ان في الدستور هفوات و فجوات تتطلب العلاج واعادة النظر ولكن لم يحصل اي شيء لاصلاح الخلل بل تعمد الى تعطيل مواد اساسية مؤثرة في الحد من الفساد والارهاب منها قانون الخدمة العسكرية الالزامية وقانون مجلس الخدمة العامة الاتحادية الذي يوفر فرص الوظيفة للاكفاء من ابناء الشعب في احتلال الوظائف المناسبة لهم وازاحة الرعيل الفاسد المزور السارق المرتشي الذي يدعي التدين والدين منهم براء ، كما التعمد في عدم  اجراء التعداد العام  والعمل بالرقم المدنيكي يتسنى لهم التلاعب في نتائج الانتخابات البرلمانية والغاء النتائج الحقيقية من خلال التزوير ، وعدم  الالتزام بما ورد في الدستور حول عدم السماح لتكوين ميليشيات خارج نطاق القوات المسلحة بل اصبحت تلك المليشيلت تستعرض بملابسها العسكرية واسلحتها وتقتل وتهجر وتخطف جهارا نهارا فهل يعقل ان هذا الجهاز الكبير من القوات المسلحة عاجز عن كبح جماح تلك المليشيات ام هو التغاضي والتدليس من قبل المسؤولين من اجل الحفاظ على الكراسي بل ان تلك المليشيلت مدعومة بالمال والسلاح والحصانة ( الدبلوماسية ) ؟؟؟؟   وبالرغم ان قوات الدفاع والداخلية ليس مهنيةبالشكل المطلوب حيث تم دمج  عناصر ميليشات الاحزاب الدينية ومنح الرتب الفخرية ب (الكوم )  لعناصر لاتفهم من العسكرية الى ارتداء الملابس وتصفيط الرتب اضافة الى اشغال مناصب عليا من قبل عناصر على شاكلة حسين كاملوقصي صدام حسين  وعزت الدوري وعلي حسن المجيد ، واصبح العنصر الوطني في الاجهزة العسكرية والامنية نكرة وربما يتعرض فيها الى التعسفوالمضايقة وربما التصفية الجسدية والولاء اليوم للطائفة او القومية او الحزب ، ان السبب الرئيسي للفساد المالي والادارييرتبط ارتباطا وثيقا بسوء استعمال السلطة وتوظيفها في خدمة المصلحة الضيقة  التي تتناقض مع المصلحة الوطنية العليا ،  و يحضى الفاسد من المسؤولين بالحماية  بسبب الانتماء الفئوي او الحزبي  ، ويصبح الفساد اكثر سوءا وخطورة عندما يخترق القضاء والاجهزة الامنية ، ان التصدي الجدي لمافيات الفساد عامل اساسي في القضاء  على الارهاب وان التغليس ورعاية المفسدين بسبب الولاء والانتماء والطائفه اوالحزب  هو الارهاب بعينه وان التمشدق بالوطنية والاخلاص من قبل المسؤولين ومكافحة الفساد لايقضي على الارهاب وانما الفعل الحقيقي في الاجتثاث دون تمييز او انتقاء وهناك الدليل الملموس للاغلبية العظمى من الشعب في اطلاق سراح اكابر المجرمين والارهابيين او تسهيل هروبهم بثمن مدفوع سلفادون خوف او وجل بل وزج الابرياء من خلال المداهمات العشوائية لمواطنين امنين ليس لهم جريرة فيما يحصل لتغطية الفساد والفشل والتغطية على جرائم الفاسدين والمضحك المبكي هناك من يدعي ان لديه ملفات ارهاب وفساد ولكنه لا يريدكشفها حرصا على العملية السياسية … والحقيقة غير ذلك بدليل ان هؤلاء غادروا العراق برعاية الله والحكومة ؟؟  يا سادتي ياكرام  ان الحقيقة ان واحدكم يخاف من الاخر لانكم  جميعا تحملون جرثومة الفساد والارهاب وانكم جميعا تحافظون على المغانم وسلطة الحكم  ، الارهاب يقتل ويعوق ويشوه والفساد يسرقالحقوق ولقمة العيش النظيفة من افواه عموم  الشعب ،  والفساد والارهاب تجاوز على القوانين والاعراف الدينية والدنيوية ، والحقيقة التي اصبح يدركها حتى المواطن البسيط ان مثل هذه السلطة لا تدوم الا من خلال مسخ الهوية الوطنية وتغليب الهوية الفئوية وتاجيج الصراع والتنافس غير الطبيعي ونشر الفساد المالي والاداري وعدم السعي الحقيقي لتجفيف منابع الارهاب وخلق الازمات السياسية والاتهامات المتبادلة والولاءات للدول الاخرى وهم واثقون بغير هذا لن تدوم لهم الكراسي ، حتى ان علاقاتهم بدول الجوار مبنية على خلق الازمات فمن ادعاء بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ويرفضون حتى التصريحات الاعلامية من تلك الدول في الوقت الذي يتم نقل الالاف من عناصر المليشيات الى القطر السوري للقتال الى جانب ( حزب البعث الكافر ) ويتدخلون في شؤون البحرين وتركيا  واليمن ومصر والسعودية واذا ما صدرخطاب او تصريح من تلك الدول اعترضوا بشدة على ذلك التصريح او الخطاب الا ايران فرغم كل الضرر الذي يلحق بالعراقبدأ من تحويل مجاري الانهار والروافد  التي كانت تصب في دجلة ونهر ديالى الى تحويل شط العرب الى مبزل للاراضي المستصلحة في ايران ومكب لمخلفات مصافي عبادان والتجاوز على الحدود العراقية وسرقات النفط ودعم المليشيات الموالية لها في القتل  والتهجير وتامين الحماية لها فانها تبقى الجارة المسلمة التي  لاتمس بالوردة  ؟؟ ان من يريد ان يبني دولة عصرية ويقضي على الفساد والارهاب يسلك  طريق الحق ولا يخاف لومة لائم  وليست العملية السياسية اطهر واثمن من الدماء العراقيةالطاهرة لتي تسيل بغزارة لم يشهد لها مثيل تاريخ العراق الحديث حتى في الحرب العراقية الايرانية  التي استمرت ثمان سنوات  واستعملت فيها مختلف الاسلحة الفتاكة وان الاستجابة لمطالب الجماهير هو الطريق الاكيد لرفع شأن المسؤول والتمسك به وان من يعتقد ان العساكر وشراء الذمم السبيل للحفاظ على المركز والسلطة واهم  وان كان يريد الاصلاح عليه  1- حماية وسائل الاعلام الشريفة والوطنية والتي تقوم بتسليط الاضواء على الفساد والمفسدين وعلى جميع الصعد ولا حصانة لاي كان عن المسائلة والاقتصاص العادل منهم  2- تفعيل دور الرقابة والشفافية ومنظمات المجتمع المدني في تشخيص الفساد والمفسدين وحماية المخبر من  ان تمتد اليه عناصر المافيات الاجرامية 3- فصل السلطات الثلاثة عن بعض وجعلها تعمل تحت سقف القانون وليس السعي الى تسيس القضاء او محاولة تحجيم السلطة التشريعية من خلال عناصر السلطة المنظوين تحت قبة البرلمان  4- توفير الحماية الحقيقية للاجهزة التحقيقية والقضائية 5- استقلال منظمة الشفافية وعدم التدخل في شؤونها وابعاد العناصر الحزبية والنفعية والانتهازية منها  …… ان من يخسر شعبه لاينفعه الاجنبي وان من يحب شعبه لايخاف منه ان تظاهر او اعتصم او عبر عن رايه بأي وسيلة ويتعاطف ويتفاعل مع تلك المطالب  لانه السند الاكبر ونجاح الشخص او الحزب هو اتباع ذلك الخيار وبعكسه فهو السعي الى النتيجة المحتومة غير مأسوف عليه تلاحقة لعنة الشعب والتاريخ